«إيلاف» من بغداد: قال وزير الخارجية الأميركي ركس تيلرسون إن بلاده لا تؤيد الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان خلال شهر أيلول المقبل، في حين أكد أمين عام منظمة بدر هادي العامري ان انفصال كردستان سيفتح الباب لانفصال البصرة وغيرها لانشاء دولة مستقلة، وفيما حذر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي من مخططات التقسيم والرهان على التدخل الخارجي فان مؤتمرا للسنة اعلن عن عقده منصف تموز ببغداد بات في مرمى السهام وخيمت عليه كواليس اجتماعات إسطنبول الاخيرة.

مكتب رئيس الوزراء اعلن في بيان تلقت " إيلاف " نسخة منه ان وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون هنأ العبادي بالنجاحات المتحققة في معركة تحرير الموصل و النجاح السياسي والدبلوماسي بالانفتاح الإقليمي على العراق".&

وجرى خلال الاتصال الهاتفي بحسب البيان "استعراض نتائج الزيارة الاخيرة للمملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية ودولة الكويت".

شبح النزاعات والحروب&

وأشار العبادي، وفقا للبيان، الى رؤية العراق لـ"إبعاد المنطقة عن شبح النزاعات والحروب، والتوجه الجاد لتأكيد المشتركات الثقافية، والتاريخية، وتطوير المصالح الاقتصادية بين شعوب المنطقة وبلدانها".

تيلرسون أشاد بالمواقف العراقية "المتوازنة" ، كما وصفها البيان، من الأزمات والمشاكل الإقليمية، وأهمية دور العراق في استقرار المنطقة والتعاون بين دولها.

واكد العبادي على ضرورة توجيه كل الجهود المحلية والخارجية للتركيز على القضاء على عصابات داعش الارهابية، وعدم الانجرار لمعارك جانبية، من دون ان يحدد البيان طبيعة تلك المعارك ، لكنه وفيما لفت ان ان وزير الخارجية الامريكية "اتفق مع هذا التوجه " فانه أشار الى ان تيلرسون جدد "موقف الولايات المتحدة بعدم تأييد الاستفتاء المزمع إجراؤه في كردستان، وضرورة تركيز الجهود للتعاون مع الحكومة المركزية لمواجهة تحديات الاستقرار والإعمار بعد اكمال معارك التحرير".&

وخلص البيان الى ان العبادي اكد في المقابل على "اهمية الاستفادة من التجربة الناجحة للتعاون بين الجيش والبيشمركة في معارك تحرير الموصل"، مشيرا الى "ضرورة توحيد المواقف وتحشيد الجهود الدولية المساندة لتمتين الوضع المالي، والاقتصادي، وبناء مؤسسات الدولة".

&شعلان الكريم

&

العامري: انفصال كردستان سيفتح الباب على انفصال البصرة&

من جهته قال الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري إن الانتخاباتِ التشريعية خط احمر لا يمكن تأجيلـها تحت أي ظرف كان.&

وبشان الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان فان امين عام منظمة بدر حذر من" ان هذا الاستفتاء سوف يفتح الباب لمحافظات اخرى كالبصرة وغيرها لاعلان دولة مستقلة خاص بها"، مشددا على ان "وحدة العراق تعني استقرار العراق وان تجزئته معظلة خطيرة".

واكد العامري ان "الحديث عن حكومة طوارئ لن يتحقق وان الانتخابات المحلية والبرلمانية يجب ان تجري خلال العام المقبل دون أي تأخير او تأجيل".

واوضح العامري في كلمة له خلال جلسة في منتدى بدر للدراسات ان "تاجيل الانتخابات سيسبب ثغرة في الدستور العراقي وان مجرد الحديث عن ذلك هو خط احمر"، مشددا على انه "لن يقبل بحكومة طوارئ ".

العامري انتقد أحزابا في العراق وقال انها لا تعمل بوصفها أحزاب مشاركة في بناء الدولة بل لا تزال تفكر بعقلية المعارضة ولا تستطيع مغادرة ذلك.

المالكي يحذر من المراهنة على المشاريع الخارجية&

بدوره دعا نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي إلى عدم المراهنة على المشاريع الخارجية مؤكداً أن الحل يكمن في الداخل وليس في الخارج.

وقال المالكي في كلمة له اليوم ان من يراهن على التدخل الخارجي في معالجة الإشكاليات التي تواجهها العملية السياسية فهو واهم"، داعياً إلى عدم الرهان على المشاريع الخارجية في معالجة الخلافات الداخلية لأنها لا تريد للعراق الخير".

وأضاف أن "الحل يكمن في الداخل وليس في الخارج"، موضحا ان "الانتماء للعراق هو الانتماء الوحيد الذي يجب أن نسعى إليه".

وجدد المالكي التحذير من "مؤامرات جديدة لما بعد القضاء على داعش الإجرامي ومحاولة بعض الأطراف لإرباك العملية السياسية عبر استهداف بنية المجتمع وتقسيم القوى السياسية لتيارات إسلامية وطائفية تارة ومدنية وعلمانية تارة أخرى والهدف هو تمزيق المجتمع وتفتيته".

ومن المقرر أن تعقد الأطراف السنية مؤتمراً لبحث مستقبل مكونهم في مرحلة ما بعد داعش بالعاصمة بغداد في سابقة هي الاولى من نوعها بعد مؤتمرات ولقاءات في كل من جنيف وتركيا ( انقرة وإسطنبول ) وبروكسل الذي اثار الكثير من الانتقادات وردود الأفعال. &

وكان رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، كشف عن اتفاق توصلت له الاطراف السياسية لعقد مؤتمر شامل في العاصمة بغداد تحضره شخصيات سنية مطلوبة الى القضاء بینهم وزير المالية السابق رافع العيساوي.

كواليس إسطنبول&

لكن النائب عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي اعلن أن مؤتمر القوى السنية المزمع عقده منتصف شهر تموز المقبل في بغداد مازالت ملفاته وقوائم الأسماء المدعوة له "مبهمة"، لافتا إلى وجود مجموعة أسئلة عن خفايا المؤتمر بحاجة إلى أجوبة كونها "غير واضحة المعالم".

وقال الدهلكي إن "المؤتمر لم يتعد حتى الان ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وما تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تفاصيل كثيرة"، مبينا أن "أسماء الشخصيات المتوقع حضورها بشكل رسمي لم تحدد بعد، كما لم تصل أية دعوات ولم تحدد ملفاته أو برنامجه بشكل دقيق ومازالت ملامحه غير واضحة".

وبات المؤتمر في مرمى السهام حيث خيمت عليه كواليس اجتماع إسطنبول الأخير وما شهده من خلال ناجم عن ترشيح محمد عياش الكبيسي ليكون ممثلا عن رجل الاعمال خميس الخنجر وحين رفض من قبل المجتمعين ترشح شقيقه مصطفى والذي رفض أيضا من قبل الحاضرين، فيما واجه عدد من المجتمعين، بحسب تسريبات، ممثل قطر بحديث لاذع مفاده انه لا يتوجب عليك فرض من يكون ممثلا للسنة بالعراق.

وفيما قال الناطق باسم ائتلاف دولة القانون النائب خالد الاسدي قال لـ"ايلاف" انه "من حق الاخوة السنة وغيرهم الاجتماع وتوحيد رؤاهم لكننا نرفض ان تكون هذه الاجتماعات او المؤتمرات برعاية اجنبية وتحت وصاية مخابرات إقليمية".

واضاف " ان مؤتمر بغداد اذا تخلى عن هكذا نوع من الوصاية والتدخل الأجنبي فاننا سنرحب به ونتطلع لنتائجه شرط ان تكون وطنية وايجابية ويجب ان يحترم فيه القانون والقضاء".

وتابع " انا انصح القيادات السنية وخصوصا الوطنية منها المضي قدما وعدم تكرار التجارب الفاشلة والتخلص من الشخصيات المثيرة للفتن والمطلوبة للقضاء وللشعب العراقي".

مطلوبون عراقيون بجوازات سفر قطرية&

لكن النائب عن تحالف القوى شعلان الكريم اعلن رفضه هذا المؤتمر وقال ان "المؤتمر المرتقب هو نتيجة اجتماعين عقدا في في انقرة وإسطنبول تحت اشراف المخابرات الدولية وخاصة التركية والقطرية ".

وأضاف ان "المدعويين لهذا المؤتمر تغلب عليهم صبغة الإسلام السياسي وبالذات الاخوان المسلمين ومن ولد من رحم الاخوان المسلمين وخاصة الحزب الإسلامي وبقية التوجهات الإسلامية ممن حضروا في الاجتماعين باسطنبول وانقرة".

وتابع موضحا "حين نطلع على لائحة المدعوين نجد ان هناك أسماء معتبرة ضمن اللائحة لتكون (برواز جميل) اطار يغطي على الأسماء المحروقة التي تضمنتها لائحة المدعوين ".

واكد ان الشارع العراقي يرفض أي مؤتمر يأتي نتيجة لمؤتمرات خارجية وتحت اشراف مخابرات دولية، لافتا الى ان "هذه المخابرات دعمت الإرهاب في العراق وخاصة تركيا التي فتحت حدودها مع العراق للإرهابيين وقطر التي زودت مطلوبين عراقيين للقضاء بجوازات سفر قطرية بأسماء ثانية وتم ضبط هذا الامر في إقليم كردستان".

مؤتمر بغداد .. تمترس طائفي&

وشدد قائلا "نرفض حضور هؤلاء لهذه المؤتمر في بغداد وهم مشبوهون بدعمهم للارهاب وجمعهم أموال طائلة من الخارج تحت مسمى مساعدة الشعب العراقي والواقع عكس ذلك ان هذه الأموال تذهب لدعم الإرهاب والتطرف ، حتى ان من هذه الشخصيات وبعد سقوط مدن عراقية بيد تنظيم داعش ظهروا على وسائل الاعلام وصفوا الدواعش بثوار العشائر"، واصفا هذا المؤتمر ان بـ"المشأوم" .

وأوضح ان " هذا المؤتمر سيعود بنا الى المربع الاول (التمترس الطائفي) السني ليكون في موازاته تمترس شيعي واخر كردي& ونحن نريد ان نعبر الى الحالة الوطنية لان التكتل الطائفي خطر يريد البعض استنهاضه من جديد "، مؤكدا ان "خطورته لاتقل عن داعش، بل هو اخطر من داعش على وحدة وامن وسيادة البلاد".

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي شدد يوم الخميس على عدم قبول مشاركة اي شخصية مطلوبة للقضاء بمؤتمرات سياسية تعقد في بغداد واوضح ان للحكومة معارضة هنا وفي مجلس النواب وان الافاق مفتوحة والأحزاب تعقد اجتماعات والعراق بلد حر وديمقراطي ما دامت ملتزمة بالقانون، ماضيا الى القول ان الدستور يفصل فصلا واضحا بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ، ودعا القضاء الى ان يحسم القضايا على أساس منهج الحقائق والعدالة وليس منهج الكيدية وان لا تكون هناك وساطة لحساب شخصية قوية اجرمت ليتم اعفاءه.