نصر المجالي: تواصل السلطات الألمانية الدبلوماسية والأمنية من تحويل قمة العشرين المنتظرة يومي 7 و8 يوليو في هامبورغ إلى ساحة صراع "تركية - تركية وتركية - المانية" مع رفض برلين السماح للرئيس التركي بإلقاء خطاب أمام مواطنين أتراك على هامش القمة.

وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، اليوم الخميس، إن حكومته ترى أنه من غير المناسب أن يشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أحداث عامة في ألمانيا خارج نطاق قمة الدول العشرين نظرا للتوتر الحالي بين البلدين.

وقال غابرييل للصحافيين المرافقين له في رحلته إلى روسيا إن تركيا طلبت إذنا رسميا يوم الأربعاء للسماح لإردوغان بإلقاء خطاب أمام مواطنين أتراك يعيشون في ألمانيا خلال زيارته لها رغم أنه نصح أنقرة قبل أسبوعين بعدم التقدم بهذا الطلب.

ونقلت (رويترز) عن الوزير قوله إن الحكومة الألمانية لا تريد إثارة مشاعر الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا ومن يحملون جنسيتي البلدين.

يشار إلى أن مخاوف وزير الخارجية من إلقاء اردوغان خطابا في هامبورغ خارج فعاليات قمة العشرين، يتزامن مع مخاوف أمنية حيث كانت السلطات الألمانية اعترضت على حضور حراس للرئيس التركي، لفعاليات قمة "مجموعة الـ20".

خطر اشتباكات

وكانت مجلة (دي فليت) الألمانية، قالت إن مسؤولين حكوميين، أطلعوا النواب على موقف برلين هذا أثناء جلسة مغلقة للبرلمان، كما تتخوف أجهزة الأمن الألمانية، من أن تؤدي زيارة الرئيس التركي، إلى وقوع اشتباكات بين مناصرين، ومناهضين له، بمشاركة ممثلين للجالية الكردية، وأكراد مقيمين في البلاد.

وذكرت المجلة أن عدد أنصار حزب العمال الكردستاني، (المحظور في تركيا والمصنف بالإرهابي من قبل أنقرة)، يناهز 14 ألف شخص، يقيم 600 منهم في هامبورغ.

وكان تقرير صحافي ذكر أن المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية في ألمانيا) لديه مخاوف من احتمالية تحول قمة مجموعة العشرين "جي20" ،المنتظرة مطلع الشهر القادم في مدينة هامبورغ الألمانية، إلى ساحة للمواجهات بين أنصار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومناهضيه.

وحسب المكتب الاتحادي لحماية الدستور بشأن القمة، فإن زيارة إردوغان إلى هامبورغ سوف تؤدي إلى "تعبئة الاحتجاجات" التي لا يتعاون خلالها متطرفون يساريون منحدرون من ألمانيا فقط، ولكن أيضا "متطرفون يساريون أتراك، خاصة جماعات كردية، لاسيما حزب العمال الكردستاني".

مواجهات بالوكالة

وكان هانز- جورج ماسن رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور قال في الربيع الماضي إن النزاعات في تركيا لديها تأثيرات أيضا على الوضع الأمني في ألمانيا، لافتا إلى نشأة خطر تصعيد "مواجهات بالوكالة" بين أتباع حزب العمال الكردستاني المحظور وأتراك قوميين.

وأضاف تقرير المكتب، أن هامبورغ مهددة بالتحول إلى "ساحة " يمكن أن يقوم فيها مناهضو إردوغان ومناهضو الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك جماعات كردية ومتطرفون يساريون ويمينيون في معارك في الشوارع.

وكانت وقعت أثناء زيارة إردوغان، إلى الولايات المتحدة، في مايو الماضي، اشتباكات بين حرسه ومتظاهرين قرب مقر السفير التركي في واشنطن، وكشف تسجيل فيديو في مكان الحدث، أن الرئيس التركي، عاين بنفسه حراسه يوسعون المتظاهرين ضربا.

وأعربت الخارجية الأميركية - آنذاك - عن احتجاجها لتركيا بسبب الحادث، فيما نفت أنقرة، الاتهامات الموجهة إليها، معلنة أن الحادث وقع نتيجة لرفض السلطات الأميركية اتخاذ إجراءات الأمن الضرورية.