فيما فرضت القوات العراقية الخميس سيطرتها على جامع النوري "الخلافة" ومنارة الحدباء في مدينة الموصل فقد اعتبر العبادي ذلك إعلانًا بانتهاء دويلة الباطل الداعشية مؤكدا ملاحقة عناصرها بين قتل واسر حتى اخر واحد منهم في العراق.

وقال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان "تفجير الدواعش جامع النوري ومنارة الحدباء وإعادته اليوم الى حضن الوطن اعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية ". وشدد بالقول "سنبقى نلاحق الدواعش بين قتل وأسر حتى آخر داعشي في العراق".

وفي وقت سابق اليوم توغلت القوات العراقية في عمق الموصل القديمة وانتزعت من تنظيم داعش منطقة جامع النوري "ألخلافة" ومنارته الحدباء اللتين كان التنظيم قد هدمهما الاسبوع الماضي.

العبادي يتابع سير العمليات العسكرية لتحرير الموصل

واعلن الفريق الركن قوات خاصة عبد الامير رشيد يار الله قائد عمليات قادمون يانينوى في بيان تابعته إيلاف" ان قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب سيطرت على جامع النوري ومنارة الحدباء ومنطقة السرجخانة وهي مستمرة بالتقدم.

وبالترافق مع ذلك فقد اسقطت القوات الامنية طائرة مسيرة لداعش فيما احبطت هجوما انتحاريا في حادثين منفصلين داخل البلدة القديمة وقال مصدر أمني ان القوات تمكنت من صد هجوم لداعش بانتحاريين يرتديان حزامين ناسفين مدخل منطقة باب البيض المحررة الاسبوع الماضي وتم قتلهما بالحال قبل استهدافهما القوات. واشار الى انه تم في الوقت نفسه اسقاط طائرة مسيرة في شارع خالد ابن الوليد قبل استهدافها القطعات الامنية والمدنيين في الازقة القديمة داخل البلدة .

وكان تنظيم داعش قد فجر في 21 من الشهر الحالي "جامع النوري" أو "الجامع الكبير" أو "جامع النوري الكبير" ابرز مساجد العراق التأريخية وكان زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي اعلن منه دولته "الاسلامية" في العراق وسوريا في 29 يونيو عام 2014 .. وهو يقع في منطقة محلة الجامع الكبير اقدم مناطق الساحل الأيمن غربي مدينة الموصل. والذي ظل صامداً ما يقارب 844 عاماً، ونجا من غزو المغول إلا أنه لم يسلم من تنظيم داعش.

أما منارة الحدباء فهي الجزء الوحيد المتبقي من جامع النوري القديم وقد حاول داعش تدميرها لكن العراقيين وقفوا ضد هذه المحاولة وشكلوا سلسلة بشرية لحمايتها ما دفع التنظيم إلى التراجع لكنه عاد اليوم وقام بتفجيرها. 

وكان تنظيم داعش قد حطّم مواقع أثرية وتماثيل يعود تاريخها الى اربعة الاف سنة منذ دخوله الى العراق في يونيو عام 2014 في هجمة بريرية شرسة تستهدف محو حضارة بلاد الرافدين.

يشار الى ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي قد وجه القيادات العسكرية الليلة الماضية بحسم معركة الموصل بعد ان فرضت القوات سيطرتها على 70 بالمائة منها وبما يعادل اكثر من ثلثي مساحة المدينة القديمة .

خسائر فادحة لداعش خلال الساعات الاخيرة

 واليوم اعلنت خلية الاعلام الحربي مجمل خسائر تنظيم داعش البشرية والمادية خلال التقدم المستمر للقوات العراقية من ثلاثة محاور في المنطقة القديمة آخر معاقل تنظيم داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.

وقالت الخلية ان قوات الشرطة الاتحادية تخوض حاليا معارك عنيفة ضد عناصر داعش في المحور الجنوبي لمدينة الموصل وتحديدا المدينة القديمة وتتقدم نحو أهدافها المرسومة. واشارت الى ان القطعات ما زالت تحاصر المدينة وتتقدم نحو أهدافها من ثلاثة محاور من قبل الفرقة الثالثة والخامسة والسادسة شرطة اتحادية مسنودة من قبل الفرقة الالية وطيران الجيش والطائرات المسيرة فيما تواصل قطعات فرقة الرد السريع تطهير المستشفى الجمهوري في حي الشفاء.

واوضحت الخلية ان خسائر تنظيم داعش كانت فادحة خلال الساعات الاخيرة حيث تمثلت بقتل 82 ارهابيا وقناصين وتفكيك 34 عبوة ناسفة وتفكيك عجلة مفخخة وتدمير عجلة وخمس مضافات وتفكيك سبعة احزمة ناسفة والعثور على نفق وعلى 3 صواريخ بازوكا وتدمير رشاشين احاديين.

ومن جهته، اعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان قواته التي تحاصر الجماعات الارهابية في المربع المتبقي من محور جنوب المدينة القديمة وتقف على مقربة 200 متر من اخر معاقل التنظيم في السرجخانة ستنجز مهامها القتالية في غضون ايام استنادا الى المعلومات الاستخبارية بانهيار تنظيم داعش.

وقال جودت في بيان اليوم ان وحدات من الفرقة الثالثة مسنودة بالفرقة الالية المدرعة اقتربت من المجمع التجاري في منطقة السرجخانة وتمكنت من تدمير عجلة مفخخة و34 عبوة ناسفة و5 مواضع دفاعية .. مؤكدا ان وحدات من الفرقة الخامسة توغلت في باب جديد تحت قصف مكثف بالطائرات المسيرة لأهداف متحركة للدواعش وقتلت 12 منهم واستولت على معمل لتصنيع الصواريخ وسلاح مقاوم طائرات.

واضاف قائد الشرطة الاتحادية ان قواته اجلت37 مدنيا من النساء والاطفال كانوا عالقين في مناطق الاشتباك في باب جديد وهي تتقدم بحذر شديد في محاورها الثلاثة وتعمل على عزل الارهابيين ومحاصرتهم بعيدا عن تواجد المدنيين.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.