فيما قدم بارزاني لقناصل الدول العربية في اقليم كردستان العراق شرحًا مفصلا عن أهداف استفتاء تقرير مصير أكراد العراق فقد طالبه الصدر بتأجيله. ودعا التحالف الشيعي إلى اعتبار يوم إعلان تحرير الموصل يوما وطنيا وعطلة رسمية في البلاد.

إيلاف من لندن: دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم الى تأجيل استفتاء الانفصال نظرًا لظروف العراق الحالية وهي على ابواب تحرير الموصل آملا ان يكون ذلك خطوة على طريق إلغائه. 

ورفض تهديد بعض الأطراف للاكراد في بغداد قائلا إن هؤلاء ينعقون بسوء الكلام ويراهنون على أن لهم سماعين يعشقون الطائفية والعرقية. 

جاء ذلك في ردّ للصدر على سؤال وجّهه له اعلامي عراقي حول موقفه من "محاولات بعض الاطراف تمزيق النسيج الاجتماعي للعراقيين وتأجيج الازمات القومية بعد ان فشلت بتأجيج التأزيم الطائفي واخذت تدعو لاقصاء الاكراد عن بغداد والمحافظات وبضمنهم الاكراد الفيلية (الشيعة) الذين هم متجذرون تاريخيا في الارض العراقية.. فما هو موقفكم من ذلك؟".

وجاء رد الصدر في بيان حصلت عليه "إيلاف" وهنا نصه: "ان هؤلاء الذين ينعقون بسوء الكلام.. يراهنون على ان لهم سماعين يعشقون الطائفية والعرقية ويتصورون انهم سيكسبون الاصوات.. وهم يعصون كل الشرائع الاسلامية ويخالفون كل عقل ويعاندون توجه المرجعية والثوابت الوطنية.. هم كالانعام بل اضل سبيلا. نعم العراق واحد وللجميع لانفرق بين احد منهم ما داموا محبين لوطنهم لايعملون لاجندات خارجية.. ومن هنا اطالب الاخ مسعود البرزاني بتأجيل استفتاء الانفصال ولاسيما نحن على ابواب تحرير الموصل ولو كخطوة اولى لالغائه مستقبلا".

ومن المفترض أن يجري الاستفتاء في 25 سبتمبر المقبل ليقرر الاكراد مصيرهم في البقاء ضمن الوطن العراقي او الانفصال عنه. 

بارزاني يقود حملة لدعم عربي لاستفتاء الانفصال

شرح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الثلاثاء لقناصل الدول العربية في اربيل عاصمة الاقليم تصوراته لمرحلة مابعد داعش في العراق وقدم عرضا عن الاسباب التي دفعت الى قرار اجراء استفتاء انفصال الاقليم عن العراق في سبتمبر المقبل.

جاء ذلك خلال اجتماع بارزاني في اربيل اليوم مع قناصل سبع دول عربية في الإقليم هي: المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر، والامارات، وفلسطين، والكويت، والسودان. وخلال الاجتماع الذي حضره فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في الإقليم أوضح بارزاني ان مرحلة ما بعد داعش في الموصل جدا حساسة ويجب منع عودة تلك الأرضية التي مهّدت لظهور تنظيم داعش.. وقال "قبل البدء بعملة تحرير الموصل وخلال اجتماع مع الجانبين الأميركي والعراقي طالبنا بضرورة وضع خطة سياسية ولإدارة المحافظة بعد طرد داعش لكنه مع الأسف هذه المقترحات لم تؤخذ في الاعتبار".

وأشار بارزاني في حديثه الذي نقله موقع "شفق نيوز" الكردي واطلعت عليه "إيلاف" الى ان عملية تحرير مدينة الموصل قد شارفت على النهاية وحكم داعش قد انتهى أيضا ولكن هذا لا يعني انها النهاية لداعش والإرهاب، ومن غير المستبعد ان يظهر الإرهاب مرة أخرى بشكل آخر.. مشددا على ضرورة منع ذلك وان تدار المحافظة وفق رغبة مكوناتها لكي تتمكن من الاطمئنان في الحفاظ على حياتها ولمنع تكرار تلك الكوارث التي حلت بها. 

وبشأن الاستفتاء شرح بارزاني بشكل دقيق العوامل التي ساعدت شعب إقليم كردستان على حث الخطى نحو الاستفتاء.. مؤكدا ان الاستفتاء حق شرعي وطبيعي لشعب كردستان ويجب على جميع الأطراف احترام ذلك الحق. وقال بارزاني إن شعب كردستان سيسلك طرق الحوار ويعتمد الوسائل السلمية لضمان حقوقه.

ويواجه استفتاء الاقليم معارضة داخلية وخارجية واسعة حيث اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي معارضته لانفصال اقليم كردستان عن العراق مستندا في ذلك الى الدستور العراقي الذي ينص على وحدة البلاد.. كما اعتبر حزب "اتحاد القوى الوطنية" اصرار الاكراد على إجراء الاستفتاء البذرة الاولى لتقسيم البلاد وتقزيمها. ومن جهتها رفضت كتلة الفضيلة النيابية الشيعية قرار الاستفتاء و قالت ان القرار يفتقد للمستند الدستوري والمبرر القانوني معتبرة أن الخطوة "تهيئ بذور الانقسام والتوتر في الاقليم".. وقبلهم عبر تركمان العراق الذين يشكلون المكون الثالث في البلاد عن غضبهم للاستفتاء والاصرار على شمول محافظة كركوك موطن التركمان الرئيس به.

كما يواجه الاستفتاء معارضة وتحفظا دوليا.. فقد اكدت تركيا أهمية وحدة العراق معتبرة حديث القيادات الكردية عن إجراء الاستفتاء "خطأ كارثيا".. فيما حذرت الولايات المتحدة من أن إجراء الاستفتاء يشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش.. ومن جهتها عبرت ألمانيا عن القلق من خطط إقليم كردستان لإجراء الاستفتاء قائلة انه سيؤجج التوتر في المنطقة وقال وزير الخارجية الألماني ان وحدة العراق في خطر كبير.. واضافة الى ذلك فقد عارضت ايران الاستفتاء مؤكدة على وحدة العراق.

الدعوة لاعتبار يوم تحرير الموصل يوما وطنيا

دعا التحالف الشيعي العراقي الحاكم الثلاثاء إلى اعتبار يوم إعلان تحرير الموصل يوما وطنيا وعطلة رسمية في البلاد.

وأشار التحالف في بيان ألقاه النائب التحالف خالد الاسدي في مجلس النواب اليوم وتابعته "إيلاف" الى انه مع قرب تحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش يجب جعل يوم اعلان النصر في الموصل يوما وطنيا وعطلة رسمية يحتفل بها كل عام ليتذكرها الشعب وتستذكرها الاجيال". 

وحذر من سرقة البعض فرحة النصر وشدد على ضرورة غلق جميع الثغرات امام العدو الغادر الذي يحاول ان يجد ثغرة ليعوض بها انكساراته واندحاره في الموصل".

وقال التحالف "ونحن نشارف على طي صفحة داعش الجغرافية علينا التهيؤ لمرحلة ما بعد هذا التنظيم ليكون اساسها التعايش السلمي ضمن عراق قوي موحد، و بناء دولة عادلة تخدم رعاياها على اختلاف انتماءاتهم". وشدد على أن "هذه المرحلة تتطلب المزيد من الحوار والمصارحة والمكاشفة لتشخيص الاخطاء السابقة وايجاد الحلول، مع بذل التنازلات والتطمينات والضمانات المتبادلة".

وشدد على أهمية الانتباه لمحاولات البعض التقليل من قيمة النصر وخلق الفتنة والبلبلة.. مطالبا بالتهيؤ لمرحلة مابعد داعش عبر اجراء مزيد من الحوار لتشخيص الأخطاء السابقة وتقديم الحلول والعمل على اعادة بناء المدن المدمرة.

ودعا التحالف الحكومة والمجتمع الدولي الى ضرورة الاسراع باعمار المدن المحررة واعادة النازحين الى ديارهم بعد تطهيرها بصورة كاملة من الارهاب.

ويستعد العراق لاقامة احتفال عسكري كبير بمناسبة تحرير الموصل وقالت القوات المسلحة ان اعلان النصر النهائي وتحرير الموصل سيصدر من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي. وسيكون الاحتفال بحضور العبادي وبشكل مركزي لكل القوات المشاركة بعملية التحرير.

ومن المنتظر ان يعلن العبادي النصر في الموصل بشكل رسمي بعد ان تنتهي فصائل القوات العراقية من تحرير كامل المناطق التي تقاتل فيها بشكل كامل في جنوب الموصل القديمة وشرق الجنوب وغربه. 

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.