إيلاف من لندن: فيما ينتظر العراقيون ومعهم العالم بين ساعة وأخرى الاعلان الرسمي لتحرير الموصل القديمة، فقد عطل مدنيون يتخذهم تنظيم داعش دروعاً بشرية في اخر جيوب يسيطر عليها، هذا الاعلان، الذي كان منتظرًا أمس.. فيما حذر علاوي من محاولات اعادة انتاج نمط جديد من الطائفية السياسية يعيق قيادة القوى الوطنية للمرحلة المقبلة بعد تحرير الموصل.

وأوضحت مصادر امنية عراقية أن تأخر الاعلان الرسمي لتحرير الموصل القديمة جاء بسبب اتخاذ تنظيم داعش لمئات من المدنيين دروعًا بشرية في الجيوب الاخيرة التي مازال يسيطر عليها، حيث تتقدم القوات العراقية بحذر حفاظًا على ارواحهم حيث يكثف التنظيم من تفجيرات عناصره الانتحاريين واستهداف قناصيه للقوات. 

وكان قادة عسكريون ومصادر رسمية أشارت السبت إلى أنّ اعلان النصر النهائي على تنظيم داعش هناك سيتم خلال ساعات لكن احتماء العناصر المتبقية لداعش بالمدنيين أعاق اكمال المهمة موقتًا. 

وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقاً للاعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل والمتوقع بين ساعة واخرى، وحيث يؤكد القادة العسكريون ان ما تبقى على انجاز هذه المهمة هو 250 مترًا فقط للوصول إلى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور، وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة.

ورفع قائد الشرطة الاتحادية الفريق ‏رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر، مؤكدًا أن عناصرتنظيم داعش قبل هزيمتهم فجروا عددًا ‏من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته. وأشار في بيان الليلة الماضية اطلعت عليه "إيلاف"، إلى أنّ الشرطة الاتحادية سارعت لانقاذ المدنيين من تحت الانقاض.

ومن جهته، أكد قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله تحرير قوات الجيش لمنطقة "دكة بركة" وجامع شيخ الشط "بكر أفندي " في مدينة الموصل القديمة وكبدت عناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة. 

وأضافت قيادة عمليات نينوى ان قطعات شرطة نينوى تمكنت من قتل احد قيادات داعش الملقب ابو حفصة السعودي اثناء محاولته الهروب من الساحل الايمن إلى الايسر عبر نهر دجلة.. فيما أشارت إلى محاولة سبع نساء داعشيات تفجير انفسهن بواسطة احزمة ناسفة على جهاز مكافحة الارهاب خلال عملية اجلاء بعض العوائل.

وتدور المعارك في جيب صغير على ضفة نهر دجلة، وهو كل ما تبقى للتنظيم في الموصل بعد معارك ضارية متواصلة منذ تسعة أشهر، حيث تحاول القوات العراقية حسم الجزء الأخير من معركة تحرير الموصل بأقل الاضرار الممكنة بالنسبة للقوات والمدنيين على حد سواء.

واعلن مصدر امني اليوم ان القوات تجري حاليا عمليات تمشيط بالمدينة القديمة للقضاء على ما تبقى من عناصر داعش المختبئين، وذلك في أشارة إلى قرب اعلان تحريرها من داعش بشكل كامل وبإنتظار الاعلان الرسمي من القيادة العامة للقوات المسلحة. وأوضح ان معظم عناصر التنظيم في المدينة القديمة هم من جنسيات اجنبية وخاصة من الشيشان والروس، بالإضافة إلى آخرين من جنسيات عربية خليجية، بالإضافة إلى ليبيين وتونسيين.

وبالتزامن مع ذلك، فقد اعلن بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحالف الدولي ضد نظيم داعش في العراق وسوريا ان 250 متراً فقط ما تبقى على اعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل. وأضاف في مؤتمر صحافي بغداد امس قائلاً: "نحن الان في المرحلة الأخيرة لتحرير الموصل، موضحا "ان الاستقرار لن يتحقق بمجرد الهزيمة العسكرية للتنظيم بل يجب هزيمة الايدلوجية المتطرفة وتأمين الاستقرار للمجتمعات المحلية.

وأشار إلى أنّ التنظيم الارهابي دمر معظم البنى التحتية في الموصل وحول المستشفيات إلى مقرات عسكرية له.. كاشفًا عن قيام التنظيم بإعدام 350 مواطنًا في احد المستشفيات بذرائع شتى. 

وأوضح ان داعش فخخ المنازل والشوارع بالعبوات الناسفة وان القوات العراقية تمكنت خلال الايام الماضية من رفع اكثر من 40 الف طن من المتفجرات. وشدد على ان واشنطن تريد العراق بعد داعش موحدًا مزدهراً فدرالياً، وهي تدعم القوات العراقية التي حققت النصر في الموصل وعملت على حماية المدنيين.


وأعلن ماكغورك ان واشنطن ستحتضن الاسبوع المقبل اجتماعاً لدول التحالف الدولي لبحث سبل تعزيز الدعم للعراق في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش.. وقال إن الاجتماع سيكون بحضور جميع دول التحالف الدولي لمحاربة الارهاب وسيركز على بحث المرحلة المقبلة واستعراض الحاجات الاساسية لاعادة الاستقرار في العراق في مرحلة ما بعد داعش.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة. 

علاوي يحذر من إعادة نمط جديد من الطائفية السياسية للعراق

حذر نائب الرئيس العراقي اياد علاوي من محاولات اعادة انتاج نمط جديد من الطائفية السياسية يعيق قيادة القوى الوطنية للمرحلة المقبلة بعد تحرير الموصل.

ونقل هادي الظالمي الناطق باسم حزب الوفاق الوطني عن علاوي زعيم الحزب قوله إن الاحتجاجات الشعبية المطلبية التي بلغت ذروتها باجتياح المنطقة الخضراء قبل اشهر قد عبرت بصوت عالٍ من هناك عن الإيمان بوحدة العراق وشعبه ورفض الطائفية السياسية والتدخلات الخارجية واذ أملت ضرورات الوحدة ضد داعش على المحتجين المدنيين السلميين تعليق مطالباتهم المشروعة، فإن نهاية التنظيم الارهابي القريبة ينبغي ان تكبح رغبة البعض في اعادة انتاج نمط جديد من الطائفية السياسية، وبما يؤكد هوية المكونات على حساب الهوية العراقية الجامعة بغية حرمان القوى الوطنية من قيادة المرحلة المقبلة، بعدما استطاعت عبر كفاح طويل وتضحيات جسيمة من ارساء وتدعيم مفاهيم دولة المواطنة ووضعها على صدارة أهداف الجمهور.

ورأى الناطق الرسمي للوفاق في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم، أن اصرار بعض الكتل السياسية على تعطيل قانون الانتخابات ومنع تغيير المفوضية العليا للانتخابات يهدف إلى إجهاض اجراء انتخابات نزيهة تأتي بقوى المشروع الوطني لقيادة المرحلة المقبلة ويكرس بقاء البلاد على لائحة الدول الفاشلة ويضعها قبالة تداعيات ضارة من الفوضى والصراع وتحكم الميليشيا وزمر الفساد وعودة الاٍرهاب المقنع.

وأكد إلى أنّ حزب الوفاق الوطني يرفض الالتفاف على ارادة الشعب العراقي في الخروج من نفق الطائفية السياسية، وكذلك عرقلة التقدم نحو انتخابات نزيهة واكثر تمثيلاً، ويعد ذلك عدواناً طائفياً جديداً على وحدة الشعب وتقويضًا لمكتسباته التي حققتها قواته المسلحة وحشده المقاتل وأكدتها المظاهرات والمطالبات الجماهيرية.. موضحًا ان الحزب ليس جزءًا من هذه التداعيات المؤسفة وسيتصدى بقوة مع العراقيين الشرفاء وبكل السبل الدستورية والقانونية لمواجهتها واسقاطها.

وتشهد بغداد ومدن عراقية أخرى في محافظات جنوبية ايام الجمعة في الاشهر الاخيرة تظاهرات يشارك فيها آلاف المواطنين، تظاهر حشد كبير من أهالي مدينة السماوة مساء يوم الجمعة، حيث انطلقوا من مكان تجمعهم في كورنيش، مطالبين بإصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد وتغيير مفوضية الانتخابات وتحسين مستوى الخدمات والنهوض بالاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للعاطلين.

ويرفع المتظاهرون الإعلام العراقية ولافتات كتب عليها: "تغيير المفوضية وقانون الانتخابات مطلب وطني وشعبي".

 ومن المنتظر ان يشهد العراق في سبتمبر المقبل انتخابات محلية لاختيار حكومات محافظات البلاد المحلية، فيما ستجري الانتخابات البرلمانية العامة في ابريل عام 2018.