شن عدد من الصحف العربية هجوما حادا على إسرائيل والإجراءات التصعيدية التي اتخذتها عقب الهجوم الذي شنته ثلاثة مسلحين فلسطينيين وأسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة الإسرائيلية وإصابة ثالث قبل مقتل منفذي الهجوم.

ونبدأ من صحيفة القدس الفلسطينية التي قالت في افتتاحيتها إن "إسرائيل تبيح لنفسها ضم القدس واقتحامات الأقصى وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية ومصادرة الأرض وتضييق سبل الحياة أمام شعبنا وقتل الشبان في كل مكان من جنين شمالا حتى الخليل جنوبا ورفض كل المقترحات السلمية التي ينادي بها المجتمع الدولي وتتبناها السلطة الوطنية، تثور وتغضب حين تقع أية عملية، وكأنها تتوقع قبول شعبنا بذلك والتسليم به، وهي بالتأكيد مخطئة جدا رغم كل الظروف المواتية لها في هذه المرحلة".

وإلى صحيفة فلسطين أونلاين التي أشارت إلى "أهمية هذه العملية من عدة جوانب أولها أن الشهداء الثلاثة من مدينة تخضع أمنيا لسيطرة دولة الاحتلال وأجهزة مخابراتها ويحملون الهوية الزرقاء، ثانيا مستوى التخطيط الدقيق للعملية واستخدام تكتيكات معينة وتجاوز السيطرة الأمنية والحواجز والمخابرات الصهيونية ليهزموا أدواتها التقنية والبشرية وهذا النصر شكل ضربة للمنظومة الأمنية الصهيونية فاقت عدد القتلى في العملية الفدائية منهم".

أما صحيفة الأخبار اللبنانية فاعتبرت أن "العملية جاءت لتكسر حالة الهدوء التي عاشتها مدينة القدس بعد انخفاض وتيرة العمليات الفدائية فيها، ووسط حالة قدّرت فيها قيادات العدو الأمنية أن (انتفاضة القدس) قد انتهت...كما أكدت (عملية الأقصى) أمس أنه برغم انخفاض وتيرة العمل الفدائي في القدس والضفة المحتلة، فإن الانتفاضة لا تزال مستمرة ولن تتوقف في القريب العاجل".

وكتب ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية يقول "في مشهد الانتفاضة الراهنة، تبرز المبادرات الفردية بوصفها العنصر الأهم، ولا يحدث ذلك لأن قوى المقاومة قد تخلت عن السلاح، بل لأن الاستباحة اليومية من قوات الاحتلال، ومعها التعاون الأمني الحثيث من طرف السلطة، لا يترك مجالا لتشكيل خلايا يمكن أن تشكل خطراً".

ورأى الزعاترة أن "فرص المقاومة في ظل المعادلة التي تحدثنا عنها تبدو محدودة جدا، وهو ما يدفع الشبان إلى المبادرات الفردية كالسكاكين وعمليات الدهس، ونادرا ما يكون الأمر خلاف ذلك".

" المسجد الأقصى خط أحمر"

وأدانت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها "التصعيد الإسرائيلي، من الاغتيال، إلى اعتقال المفتي، ومنع المسجد على المصلّين، إلى اقتحامه ودعوات الإغلاق المستمر والسيطرة، بقصد تحويل عملية الاغتيال في مكان مقدّس للمسلمين إلى اغتيال للمسجد الأقصى نفسه بما هو الركن الرمزيّ الصلب الذي تستند إليه أشكال المقاومة الفلسطينية المتعددة، المدنيّة والثقافية والسياسية والعسكرية".

وبالمثل، قالت جيهان فوزي في صحيفة المصري إن "عملية القدس التي حدثت في باحة المسجد الأقصى هي بمثابة رسالة مفادها أن القدس ليست للبيع وأن الأقصى ليس ممراً للتطبيع كما أعلن خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي".

وأضافت: "عملية عائلة 'جبارين' لم تكن بعيدة عن تداعيات المشهد السياسي المتدهور في الأراضي الفلسطينية ... هي جبر لخاطر الأمة المكسور بفعل الدعاة والعلماء الساكتون عن الحق ورسالة لمن أرادوا أن يوجهوا دفة القضية الفلسطينية بعيدا عن جوهر الصراع ، فالقدس هي بوابة السماء وقبلة الأرض والاحتلال الإسرائيلي هو العدو الأول للعرب جميعاً، ومقاومة الاحتلال هي الشعلة المتقدة التي ترسخ لاستمرار القضية من التآكل والذوبان".

وحذرت صحيفة القدس في افتتاحيتها: "ما يجب على إسرائيل أن تدركه أن المسجد الأقصى خط أحمر، وهو فوق كل الادعاءات والمخططات، وان أي مسّ بالواقع فيه سيؤدي سواء طال الزمان أو قصر، إلى مضاعفات وتداعيات واسعة وخطيرة، لا على المستوى الفلسطيني فقط، وإنما عربياً وإسلامياً ودولياً أيضاً".