لاتزال أصداء نجاح القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية تحتل مساحة واسعة من تغطية الصحف العربية إذ يتفق كثير من الكتاب على أن تبعات ما بعد تحرير المدينة أصعب.

وبينما تساءل بعض الكتاب أين فر أعضاء التنظيم المتطرف؟، طالب آخرون بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية في البلاد التي يرون أنها وراء نشوء التنظيم المتطرف.

ونبدأ من صحيفة المصري اليوم، إذ كتب عمرو الشوبكي يقول إن "نجاح داعش في اجتياح ثلاث محافظات عراقية ذات غالبية سنية جاء عقب بناء دولة جديدة رخوة اعتمدت المحاصصة الطائفية كعنوان لها".

ويرى الشوبكي أن "التحدي الحقيقي الذي يواجه العراق عقب تحرير الموصل ليس فقط في هزيمة داعش عسكريا، إنما بإعادة النظر في علاقة كل طرف بما يراه السلطة المخطوفة، وإعادة بناء الدولة العراقية على أسس وطنية جديدة حتى تستطيع الحكومة أن تواجه البيئة السنية الحاضنة التي أنتجت أو تواطأت مع داعش".

وطالب مهند البراك في جريدة المدى العراقية بإنهاء المحاصصة الطائفية في البلاد، متهما إياها بأنها وراء ظهور التنظيم المتطرف في البلاد.

فقال: "نظام المحاصصة الطائفي القائم على أساس تحكّم طائفة ما في الموقع المعيّن، هو الذي أدى إلى تشكل وبروز داعش الإرهابية".

وحذر من أن التنظيم قد يظهر من جديد "إن لم يعاد بناء الدولة على أساس تغيير الطبقة السياسية الحاكمة وإقامة الدولة المدنية على أساس المواطنة والكفاءة".

وفي صحيفة الصباح العراقية، قال ناظم محمد العبيدي إنه بعد انتهاء معركة الموصل "بدأت تتكشف المواقف لدى القوى السياسية والشخصيات وما تحمله من أهداف بعضها يبشر بمجيئ مرحلة جديدة تتناسب وحجم التضحيات الباهظة والمقدسة... وبعضها الآخر يبعث على الأسى ويكشف عن غياب الهوية الوطنية وتهاف في الخطاب من أجل أمجاد شخصية وحزبية متوهمة بُنيت على جراحات العراق وشعبه".

"الفكر الضال"

وتحت عنوان "الموصل.. لعنة الفكر الضال"، يرى أنمار حامد مطاوع أن "الحرب على الفكر الضال ليست مسؤولية الحكومات وحدها، ولكنها مسؤولية كل فرد في المجتمع، ومسؤولية كل مؤسسة مدنية فيه: المساجد والمدارس والجامعات والأسرة والإعلام.. الكل يجب أن يشترك في مسؤولية تصحيح المسار".

وقال الشاعر فاروق جويدة في الأهرام المصرية إن السؤال الذي ينبغي أن نبحث له عن إجابة هو "أين تذهب حشود داعش بعد موجات الهزائم التي لحقت بها".

ويذهب إلى احتمال أن يكونوا قد انخرطوا مع المهاجرين إلى دول عربية أو أوروبية، أو التحقوا بدول مجاورة مازالت فيها مواجهات ومعارك.

ويضيف أنه "ينبغي أن تدرس المؤسسات الأمنية بالتنسيق بينها مستقبل هذه الحشود التي خرجت من تجربة دمار وفي خلفياتها فكر إرهابي متأصل تجاوز حدود الأرض والأوطان والقضايا".

وأضاف جويدة أن "علاجهم فكريا كارثة والتخلص منهم صعب للغاية وإعادتهم للحياة العادية مرة أخرى شيء مستحيل، ولهذا فإن القضية معقدة جدا ولابد لها من حل".