نصر المجالي: نفى مسؤول إماراتي كبير أن يكون نشوب الأزمة القطرية مرتبطًا بوصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى سوريا أو التغيّرات في القيادة السعودية، مشيرًا إلى أنه يرى أن الضغوط التي تمارس على الدوحة "تنجح".

وأكد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش في كلمة ألقاها في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) في العاصمة البريطانية، اليوم الاثنين، على أن المطالب الخليجية الموجهة إلى قطر لا تختلف عن الشروط التي فرضتها اتفاقية الرياض، التي وقعت عليها الدوحة 2014. 

واتهم قرقاش القيادة القطرية بأنها منذ عام 1995، كانت "متمردة"، وعملت بشكل انتهازي على دعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحها الضيقة، التي لا تمس حياة الشعب القطري.

 وقال وزير الدولة الإماراتي إن هناك حاجة لمراقبة دولية في الأزمة بين قطر وجيرانها العرب "نريد حلاً إقليميًا ومراقبة دولية".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضت عقوبات على قطر في الخامس من يونيو، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الخليجية الصغيرة، متهمة إياها بتمويل الجماعات المتطرفة والتحالف مع إيران غريمة دول الخليج العربية. وتنفي الدوحة تلك الاتهامات.

رعاية الإرهاب 

وأضاف قرقاش "نريد التأكد من أن قطر، الدولة التي تملك احتياطياً نقدياً قيمته 300 مليار دولار، لم تعد راعية بشكل رسمي أو غير رسمي للأفكار الجهادية والإرهابية"، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل عن المراقبة المقترحة.

وقال قرقاش إن مذكرة التفاهم التي وقعتها الولايات المتحدة وقطر يوم الثلاثاء الماضي بشأن تمويل الإرهاب تمثل تطورًا إيجابياً، ونبّه: "لكننا نرى مؤشرات الآن على أن ضغطنا ينجح...نحن مستعدون لأن تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً".

ووقعت واشنطن والدوحة مذكرة التفاهم عندما زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قطر، في جولة استمرت 3 أيام لدول الخليج العربية، في محاولة لإنهاء الخلاف المستمر منذ شهر.

إلى ذلك، نفى قرقاش ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" عن ضلوع الإمارات في اختراق مزعوم لمواقع إخبارية قطرية ومنها وكالة الأنباء "قنا"، وذلك قبيل اندلاع الأزمة الخليجية. واصفًا تقرير الصحيفة بـ"الكاذب".

وأضاف إن "الإمارات ليست مسؤولة عن اختراق مزعوم لمواقع قطرية قبيل اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع الدوحة قبل شهر. وقصة واشنطن بوست اليوم عن أننا فعليا اخترقنا القطريين ليست حقيقية".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين لم تذكر أسماءهم أن الإمارات "نسّقت القرصنة على المواقع الإخبارية الحكومية القطرية وصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف نشر تصريحات كاذبة مثيرة منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أواخر مايو الماضي والتي تسببت في الاضطرابات بين قطر وجيرانها".