إيلاف من لندن: اتفق العراق والسعودية اليوم على تشكيل لجان أمنية مشتركة لحفظ أمن حدودهما ومكافحة المخدرات وتبادل المعلومات الاستخبارية وتفعيل قدرات أجهزة الدفاع المدني فيهما وتسهيل دخول العراقيين إلى المملكة.

جاء ذلك اثر مباحثات أجراها في جدة وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي مع نظيره السعودي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف تم الاتفاق خلالها على تشكيل لجان لتأمين الحدود ومكافحة المخدرات بين البلدين. 

وأشار مستشار وزير الداخلية وهاب الطائي إلى ان الأعرجي والوفد المرافق له الذين وصلوا إلى جدة امس، قد واصلوا اجتماعاتهم حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية مع المسؤولين السعوديين، حيث تم تشكيل لجان متخصصة من قبل قيادات وزارة الداخلية في البلدين.. كما قال في بيان صحافي الثلاثاء اطلعت على نصه "إيلاف"..موضحًا ان اللجان تعمل على تبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب والاوضاع على الحدود المشتركة بين البلدين البالغ طولها 814 كيلومترًا.

وأضاف ان اللجان ستعمل أيضًا على تأمين الحدود ومكافحة المخدرات وتطوير قدرات الدفاع المدني وتسهيل تأشيرات دخول العراقيين إلى السعودية، اضافة إلى بحث منفذ حدودي جديد بين البلدين هو منفذ الجميمة مع محافظة المثنى العراقية، والذي يرتبط مع السعودية نظرًا لما له مردودات ايجابية ترجع بالنفع على البلدين.

ووصل وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي إلى جدة الاثنين على رأس وفد بدعوة رسمية من نظيره السعودي الامير الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف لبحث عدد من الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك. 

وكانت أثيرت مؤخرًا مخاوف أمنية من تمركز قوات من فصائل الحشد الشعبي العراقي بالقرب من حدود بلادها الجنوبية مع السعودية نظرًا لارتباط هذه الفصائل بإيران التي تشهد علاقاتها مع المملكة ازمات سياسية وأمنية.

 وكان الاعرجي قد اكد مؤخرًا وجود مشتركات كثيرة تجمع بين العراق والسعودية، مشددًا على ضرورة تفعيلها وقال في محاضرة ببغداد حول الامن والمجتمع انه قد وجد خلال لقائه وزير الداخلية السعودي على هامش اجتماعات مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس في وقت سابق أن هناك حرصًا من السعودية على تفعيل العلاقات الثنائية واللقاءات المباشرة واستثمار المشتركات الكثيرة بين البلدين.

واشار الوزير الذي ينتمي إلى منظمة بدر الشيعية إلى ان الجزء الاكبر من المشاكل بين البلدين كان بسبب الوسطاء بين الدولتين، الذين شوهوا الحقائق بحسب رأيه. وكشف عن وجود 3 سعوديين في سجون العراق انتهت فترة الحكم الصادرة بحقهم بسبب عبور الحدود إلى داخل العراق بصورة غير شرعية.. لافتًا إلى أنه تم تقديم مقترح إلى رئاسة الوزراء باجراء عملية تبادل بين هؤلاء وعراقيين اثنين محتجزين في السجون السعودية.

وشدد الاعرجي خلال الندوة على ضرورة بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، بما يضمن مصلحة العراق، رافضًا ان يكون العراق منطلقاً لأي عدوان على اي دولة وفي الوقت نفسه رفض أي تدخل خارجي في شؤون العراق الداخلية. واوضح أن وزارة الداخلية ارسلت وفوداً إلى كوريا الجنوبية وايران وبعض دول التحالف الدولي لشراء اجهزة مراقبة على الحدود لتعزيز الامن مع الدول المجاورة للعراق. 

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أكد خلال اجتماعه في مكة الشهر الماضي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن جميع القلوب والابواب مشرعة للتعاون المشترك بين بلديهما، مؤكداً أن المملكة تقف مع استعادة العراق دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات.