الحسن الإدريسي ونادية عماري من الرباط: نفت سلطات مدينة الحسيمة المغربية مقتل أحد المتظاهرين الذي أصيب إصابة بليغة خلال مظاهرات الخميس. وأكدت السلطات أن الشخص المصاب نقل على متن طائرة طبية إلى المستشفى العسكري بالرباط قصد تلقي العلاج، مشيرة إلى أن حالته الصحية "مستقرة".

وتضاربت الأخبار حول وضعية عماد العتابي(16 سنة)، فبينما قال محتجون نشروا صورا زعموا أنها للشاب المصاب على شبكات التواصل الاجتماعي، أن سبب إصابته هو إصابته بقنبلة مسيلة للدموع على مستوى الرأس، الشيء الذي أدخله في غيبوبة نقل على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، تقول سلطات المدينة إن الشاب أصيب بحجر على مستوى الرأس.

واشارت سلطات الحسيمة في حصيلة أولية إلى وقوع 72 إصابة في صفوف عناصر القوات الأمنية و11 إصابة في صفوف المتظاهرين، وأوضحت أن حالة عنصرين من قوات الأمن حرجة وجرى نقلهم إلى المستشفى العسكري في الرباط على متن الطائرة الطبية رفقة عماد العتابي.

غير أن المحتجين يقولون أن حصيلة الجرحى بين المتظاهرين أكبر من ذلك مشيرين إلى أن العديد منهم رفضوا الذهاب إلى المستشفى خوفا من الإعتقال. واتهم المحتجون رجال الأمن بتعمد تسديد القنابل المسيلة للدموع على رؤوس المتظاهرين وصدورهم بدل إلقاءها في الأرض، الشيء الذي تسبب في العديد من الإصابات. كما أكد بيان صادر عن عمالة (محافظة) الحسيمة أن الإصابات في صفوف المتظاهرين كانت بسبب الغازات المسيلة للدموع. وجاء في البيان أن ملثمين ضمن المتظاهرين عمدوا إلى "استفزاز القوات العمومية ومهاجمتها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة 72 عنصرا من هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، و11 شخصا من المتظاهرين نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع".

وعرفت مدينة الحسيمة مساء الخميس أحداث شغب ومواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، والتي اعتبرت الأكثر عنفا مند انطلاق الاحتجاجات قبل ثمانية أشهر. وجاء تنظيم هذه المظاهرات على إثر دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تنظيم مظاهرة كبرى في الحسيمة يوم 20 يوليو. وتمكن العديد من النشطاء الوافدين من مدن ومناظق أخرى من الوصول إلى المدينة يوم الخميس، رغم إغلاق قوات الأمن لمنافذ المدينة. ورغم أن وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق منع هذه المظاهرة، وهو القرار الذي دعمته أحزاب الغالبية الحكومية، إلا أن النشطاء أصروا على تنظيمها. وانطلقت بعد عصر الجمعة أربع مظاهرات على الأقل في أماكن متفرقة من المدينة، إلا أن قوات الأمن تدخلت بقوة لتفريقها ومنعها من التوجه إلى ساحة محمد السادس في وسط المدينة.

 في سياق ذي صلة ، وخلافا للبيان الصادر عن أحزاب الأغلبية الحكومية الذي دعا لضرورة التحلي بالهدوء وعدم المشاركة في مسيرة الخميس بالحسيمة، أجمعت قيادات من حزب العدالة والتنمية المغربي على شرعية المسيرة بالنظر لما تحمله من مطالب ملحة، تهم بالأساس تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وإطلاق سراح المعتقلين.

و قال عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة للحزب إن قرار تنظيم مسيرة 20 يوليو من طرف " جهات مجهولة" انتصر أخيرا على قرار المنع المتخذ من طرف جهات معلومة، بفضل إصرار الساكنة على مطالبها المشروعة وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين المظلومين.

و أضاف في تدوينة له عبر موقع فيسبوك" الريف يحتاج إلى جواب سياسي وليس إلى جواب أمني، أوقفوا مقاربتكم القاصرة والخاطئة والفاشلة، الحل يوجد في سجن عكاشة بالدار البيضاء".