صبري عبد الحفيظ من القاهرة: افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، أطلق عليها اسم "محمد نجيب" أول رئيس للجمهورية، بعد ثورة 23 يوليو 1952، وجاء افتتاح القاعدة العسكرية في الذكرى الخامسة والستين للثورة.

وشهد السيسي حفل تخرج مجمع للكليات العسكرية في مدينة الحمام في قاعدة محمد نجيب العسكرية، بحضور رئيس الحكومة شريف اسماعيل، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي، وكبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وممثلي الدول العربية، بالإضافة إلى رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي، الذي قاد البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011، وإسقاط حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وشهد الحفل بث فيلم تسجيلي عن الرئيس محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية، ووصفه الفيلم الذي أعدته القوات المسلحة بأنه "الأب الروحي لثورة 23 يوليو".

الرئيس الراحل محمد نجيب

وبدأ الفيلم الحديث عن ثورة يوليو، ثم سرد تاريخ "نجيب" الحافل بالإنجازات، حيث ولد في الخرطوم لأم مصرية سودانية المنشأ، ثم حقق حلمه والتحق بالكلية الحربية لتبدأ مسيرته التي ساهمت في إثراء شخصيته.

وترقى نجيب عام 1948 إلى رتبة الأميرلاي لتظهر بسالته في حرب فلسطين، كما حصل على نجمة فؤاد العسكرية تقديرا لشجاعته في ميادين المعارك. وعاد "نجيب" إلى القاهرة، كان قد أدرك أن معركته المقبلة ستبدأ من مصر وليس من فلسطين، لتبدأ رحلته مع ثورة يوليو.

وحسب تقرير للمتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، فإن "قاعدة محمد نجيب العسكرية إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة كماً ونوعاً"، مشيرًا إلى أن القاعدة العسكرية تم إنشاؤها في إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل القوات المسلحة لتحل خلفاً للمدينة العسكرية في منطقة الحمام التي تم إنشاؤها عام 1993، مع دعمها بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها بما يعزز قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسؤوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي، ومن بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسى الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها".

وأضاف المتحدث العسكري، أن عملية إنشاء القاعدة العسكرية استغرقت عامين، تم خلالها "إنشاء جميع مباني الوحدات المتمركزة في القاعدة بإجمالي (1155) مبنى ومنشأه، وتطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية في القاعدة بطول (72 كم) منها وصلة الطريق الساحلي بطول (11,5 كم) وطريق البرقان بطول (12,5 كم) ووصلة العميد بطول (14,6) كم، والباقي طرق داخل القاعدة بلغت (18 كم)، مع إنشاء أربع بوابات رئيسة وثماني بوابات داخلية للوحدات، كما اشتملت الإنشاءات الجديدة إعادة تمركز فوج لنقل الدبابات يسع نحو (451) ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية، كذلك إعادة تمركز وحدات أخرى من منطقة كنج مريوط ليكتمل الكيان العسكري داخل القاعدة".

وتضم القاعدة العسكرية 72 ميداناً متكاملاً شمل مجمعا لميادين التدريب التخصصي وميادين رماية الأسلحة الصغيرة، ومجمعاً لميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية باستخدام أحدث نظم ومقلدات الرماية، كذلك تطوير ورفع كفاءة وتوسعة منصة الإنزال البحري في منطقة العُميد".

كما تضم قاعدة محمد نجيب العسكرية "مدينة سكنية مخصصة للتدريبات المشتركة منها (27) استراحة مخصصة لكبار القادة و(14) عمارة مخصصة للضباط تم تجهيزها بأثاث فندقي، و(15) عمارة مماثلة لضباط الصف، مع رفع كفاءة وتطوير مبنيين مجهزين لإيواء الجنود بطاقة (1000) فرد، صاحب ذلك تطوير القاعة المتعددة داخل القاعدة لتشمل ميس (قاعات للطعام) للضباط وآخر للدرجات الأخرى وقاعات للمحاضرات والتدريب، مع تطوير النادي الرئيس للقاعدة وتجهيزه بحمام سباحة وصالة للمنازلات الرياضية مزودة بأحدث التقنيات الرياضية والترفيهية، كما تم رفع كفاءة وتطوير مستشفى الحمام العسكري لتكون بطاقة (50) سريرا وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وإنشاء معمل وعيادة طبية بيطرية ، وتطوير وحدة إنتاج الخبز في القاعدة لتصبح (6) خطوط تعمل بالغاز بدلاً من (4) خطوط قديمة تعمل بالسولار".

وتشمل القاعدة العسكرية "قاعة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع (1600) فرد، ملحق بها مسرح مجهز بأحدث التقنيات ومركز للمباريات الحربية، ومعامل للغات والحواسب الآلية ومتحف للرئيس الراحل محمد نجيب، كذلك إنشاء مسجد يسع لأكثر من (2000) مصلٍّ".

وحسب المتحدث العسكري، فإن القاعدة تضم أيضًا "قرية رياضية بها صالة رياضية مغطاة وملعب كرة قدم أوليمبيا وناديا للضباط وآخر لضباط الصف مجهزين بحمام سباحة و(6) ملاعب مفتوحة وملاعب لكرة السلة والطائرة واليد".

وأضاف الرفاعي: في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مخاطر وتهديدات مباشرة للأمن القومي المصري خاصة من الاتجاه الإستراتيجي الغربي، فقد حرصت القوات المسلحة المصرية على تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر الإرهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وذلك وفقاً لمنظومة متكاملة يتم خلالها تكثيف إجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح وإعادة تمركز بعض الوحدات المقاتلة لذلك أنشأت القوات المسلحة قاعدة برانى العسكرية والتي روعي فيها أن تضاهي أحدث الأنظمة العالمية في مجال الاهتمام بالفرد المقاتل معيشياً وتدريبياً من خلال إنشاء مئات المنشآت الجديدة، وتطوير المنشآت الإدارية وميادين التدريب التكتيكي التخصصية ومخازن للأسلحة والذخائر، ومناطق تمركز العربات والمعدات داخل القاعدة، مع الاهتمام بالجانب الترفيهي والتثقيفي للفرد المقاتل من خلال إنشاء منطقة متعددة الأغراض تضم صالة رياضية وملاعب مفتوحة وحمامات سباحة ومكتبة علمية وقاعة تاريخية، لتمثل قاعدة برانى العسكرية إضافة قوية لقدرة وكفاءة رجال المنطقة الغربية العسكرية في خدمة وطنهم وتنفيذ كافة المهام التي تسند إليهم لحماية الحدود الغربية".
ويذكر أن محمد نجيب &أول رئيس للجمهورية المصرية، قاد ثورة 23 يوليو 1952، وعزل الملك فاروق الأول.

تعرض نجيب للظلم، بسبب خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، وأجبره مجلس قيادة الثورة بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر على الاستقالة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته، بعيداً عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له.

وفي عام 1971 قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، لكنه ظل ممنوعاً من الظهور الإعلامي حتى وفاته في 28 أغسطس 1984.

على الرغم من الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة شُطب اسمه من الوثائق وكافة السجلات والكتب ومنع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال ثلاثين عاما حتى اعتقد الكثير من المصريين أنه قد توفي، وكان يذكر في الوثائق والكتب أن جمال عبد الناصر هو أول رئيس لمصر.

عاد اسم محمد نجيب للظهور في أواخر الثمانينيات، عندما أعاد الرئيس الأسبق حسني مبارك الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع.

وفي عام 2013 منح الرئيس السابق محمد مرسي، اسم الرئيس الراحل محمد نجيب قلادة النيل العظمى، وتسلمتها أسرته.

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أكبر قاعدة عسكرية باسم "محمد نجيب" لتكون بمثابة رد اعتبار جديد للرئيس الراحل.