تجري مصر اتصالات ومشاورات موسعة مع مختلف الدول العربية والأطراف الفاعلة، لحل أزمة إغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى، وإعادة فتحه أمام المصلين بدون شروط. وتجري الجامعة العربية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأردنية اتصالات مكثفة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب خلال 48 ساعة، لبحث الأزمة.

إيلاف من القاهرة: في ظل الإصرار الإسرائيلي على التصعيد، ومواصلة إغلاق المسجد الأقصى، والاعتداء على الفلسطينيين، تجري مصر اتصالات موسعة ومكثفة مع مختلف الأطراف من أجل حل الأزمة، وإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، بدون شروط.

وعلمت "إيلاف" أن وزارة الخارجية المصرية تجري اتصالات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبخاصة أميركا، للتدخل في الأزمة وممارسة ضغوطها على إسرائيل لوقف التصعيد، وإعادة فتح المسجد الأقصى، وعدم العودة لمثل هذه الإجراءات مستقبلًا.

وتجري وزارة الخارجية أيضًا اتصالات مع الجانب الإسرائيلي أيضًا، لوقف التصعيد، والتأكيد على أن الإجراءات الأخيرة لا تصب في صالح عملية السلام.

كما تجري الجامعة العربية بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأردنية اتصالات مع وزراء الخارجية العرب مع أجل عقد اجتماع طارئ، خلال 48 ساعة، مع التأكيد على حضور جميع وزارء الدول الأعضاء بالجامعة.

واتصل الرئيس عبد الفتاح السيسي هاتفيًا بالعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، في بداية الأزمة لتنسيق الجهود المشتركة، لتأمين أكبر قدر من الضغوط العربية والأجنبية على إسرائيل، لإيقاف التصعيد.

وتلقي &وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اتصالاً أمس السبت، من أيمن الصفدي، وزير خارجية الأردن، تناول الأوضاع الأمنية المتردية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، والاعتداءات الخطيرة على الفلسطينيين من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتبادل الجانبان، تقييم الموقف من جوانبه المختلفة، وأكدا على الأهمية البالغة لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وإزالة القيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن وزيري خارجية مصر والأردن تناولا خلال الاتصال الخطوات والإجراءات التي يمكن اتخاذها في الإطار العربي لمواجهة الأزمة الحالية.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأحد، إن "القُدس خطٌ أحمر" متهمًا إسرائيل بـ"اللعب بالنار" وإدخال المنطقة "منحنى بالغ الخطورة".

ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن "القدس خط احمر لا يقبل العربُ والمسلمون المساس به". واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية "تلعب بالنار وتغامر بإشعال فتيل" أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي.

طالب النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان وعضو البرلمان العربي، المجتمع الدولي خاصة منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس بسرعة التحرك للوقف الفوري لما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات اعتقال عشوائي وإطلاق للقنابل المسيلة للدموع ضد المصلين الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى.

&وقال عابد، في تصريح لـ"إيلاف" إن هناك تخاذل وصمت من المجتمع الدولي باستمرار تجاه جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتماديها في جرائمها البشعة حتى داخل المسجد الأقصى وفي محيطه بهدف تهويد المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى. وأوضح عابد أن هذه البلطجة الإسرائيلية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية تزيد الشعب الفلسطيني قوة وصلابة وتجعل العالم كله -خاصة أن هناك أكثر من مليار مسلم- يرفضون سياسات الاحتلال لتهويد المقدسات الإسلامية.

وأطلق الأزهر الشريف نداءً دوليا عاجلا من أجل التحرك فورا، لـ"إنقاذ المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد القدس والسيطرة على أولى القبلتين".

&وأعرب الأزهر الشريف في بيان له عن "قلقه إزاء تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى"، محذرا من "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم وتهديد استقرار المنطقة بأسرها".

ودعا "قادة العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية للتحرك فورا لإنقاذ المسجد الأقصى".

وأكد الأزهر رفضه القاطع لكافة الإجراءات الاستفزازية التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المصلين الفلسطينيين الراغبين في أداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى.

وأشار الأزهر إلى الاعتداءات الوحشية على المصلين، مما أسفر عن إصابة الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس السابق وخطيب المسجد الأقصى، إضافة إلى عشرات الفلسطينيين المرابطين أمام المسجد الأقصى.

وفي السياق ذاته، أعرب مبعوثو المجموعة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط من الاتحاد الروسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن "قلق بالغ إزاء تصاعد التوترات والاشتباكات العنيفة التي تحدث في مدينة القدس القديمة وحولها".

وقال المبعوثون الأربعة في بيان مشترك، حصلت "إيلاف" على نسخة منه عبر مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة: "يدين المبعوثون بشدة أعمال الإرهاب ويعربون عن أسفهم لجميع الخسائر في الأرواح البريئة الناجمة عن العنف، ويأملون في التعافي السريع للجرحى".

وطالب المبعوثون الجميع بإظهار "أقصى درجات ضبط النفس، وقال البيان المشترك: "إذ يشير مبعوثو المجموعة الرباعية إلى الحساسيات الخاصة المحيطة بالأماكن المقدسة في القدس، والحاجة إلى كفالة الأمن، فإنهم يطالبون الجميع بأن يظهروا أقصى قدر من ضبط النفس، وأن يمتنعوا عن الأعمال الاستفزازية وأن يعملوا على تهدئة الوضع".

ورحب المبعوثون بما وصفوه بـ"ضمانات رئيس وزراء إسرائيل بأنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه.

وأضاف البيان: "يشجع المبعوثون إسرائيل والأردن على العمل معاً لدعم الوضع الراهن، مع الإشارة إلى الدور الخاص للمملكة الهاشمية كما تقره معاهدتها للسلام مع إسرائيل"، وأكدوا أن "العنف يفاقم عدم الثقة ويتناقض بشكل أساسي مع تحقيق الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وفي استمرار للتصعيد، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، جسوراً حديدية من أجل تثبيت كاميرات مراقبة يطلق عليها "كاميرات ذكية"، كتلك المستخدمة في المطارات، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي بالقدس المحتلة.

واقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأحد، بحماية قوات خاصة للاحتلال، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية.

ويواصل موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية والمرابطون اعتصامهم أمام باب المجلس رفضاً لدخول المسجد الأقصى المبارك عبر البوابات الالكترونية.

&