إيلاف من لندن: نُظم اليوم استقبال رسمي لزعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لدى وصوله إلى مدينة جدة لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين حيث اعتبر الانفراج الحاصل في العلاقات العراقية السعودية بداية انكفاء الطائفية.

وقد كان على رأس مستقبلي الصدر في مطار جدة الدولي السفير ثامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي. وقال الصدر لدى وصوله "اننا نستبشر خيرًا في ما وجدنا من انفراج ايجابي في العلاقات السعودية العراقية ونأمل بان تكون بداية الانكفاء وتقهقر الحدة الطائفية في المنطقة العربية الاسلامية".

وفي وقت سابق اليوم أعلن مكتب الصدر ان زعيم التيار الصدري قد توجه إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية من دون ان يوضح في بيان صحافي مقتضب اطلعت على نصه "ايلاف" الموضوعات التي سيبحثها مع المسؤولين هناك لكن مصادر عراقية توقعت ان تتناول العلاقات العراقية السعودية واخر التطورات في المنطقة العربية على ضوء مواجهة الارهاب وطرد تنظيم داعش مؤخرا من مدينة الموصل الشمالية التي أعلنها التنظيم عاصمة لخلافته في يونيو عام 2014.

وتأتي زيارة الصدر إلى السعودية في وقت تشهد فيه العلاقات بين بغداد والرياض تطورا ملحوظا حيث تتواصل زيارات المسؤولين العراقيين إلى السعودية كان في مقدمتها تلك التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى مكة الشهر الماضي واجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان والتي اسفرت عن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين. 

وفي الرابع عشر من الشهر الحالي اشاد العاهل السعودي الملك سلمان بالشجاعة الفائقة للقوات العراقية وحكمة حكومة وقيادة العراق وقدم خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي "التهنئة بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية وتحريرها مدينة الموصل". وكان الملك سلمان قد أكد خلال اجتماعه في مكة الشهر الماضي مع العبادي أن جميع القلوب والابواب مشرعة للتعاون المشترك بين السعودية والعراق، مؤكداً أن المملكة تقف مع استعادة العراق دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات.

كما أعلن العراق في 24 من الشهر الحالي عن تشكيل لجنة وزارية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والتجارية مع السعودية وقال المكتب الاعلامي للعبادي ان اللحنة برئاسة وزير الداخلية قاسم الاعرجي وعضوية وزراء التجارة والزراعة والصناعة والمعادن ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار ووكيلي وزارتي المالية والموارد المائية وممثلين عن هيئة المنافذ الحدودية واتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات العراقي. 

وأشار إلى أنّ اللجنة ستتولى متابعة المحادثات مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في المجالات التجارية والزراعية والصناعية في القطاعين العام والخاص.

وأعلن العراق والسعودية في 20 من الشهر الماضي عن تشكيل مجلس للتعاون المشترك من اجل الارتقاء بعلاقات البلدين إلى المستوى الاستراتيجي وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية. وقال بيان عراقي سعودي صدر في ختام زيارة العبادي إلى السعودية انه تم الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأكد الجانبان على أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تلزم الدول بهذا الخصوص.

وكان الصدر زار السعودية في عام 2006 واجتع مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز حيث تم بحث العلاقات العراقية السعودية وتطورات الاوضاع في المنطقة. والصدر الذي قاد انتفاضة مسلحة دامية في جنوب العراق عام 2004 ضد القوات الاميركية كان من بين عدد الشخصيات العربية والاسلامية التي استقبلها العاهل السعودي انذاك. وقد اكد الصدر في تصريحات صحافية ان اجتماعه مع العاهل السعودي " كان لتوطيد العلاقات بين البلدين".