نصر المجالي: كاد العالم يشهد "مهزلة برلمانية" تحت شعار "المباطحة" في منطقة جسر الملك حسين بين عضوين في البرلمانين الأردني والإسرائيلي لولا تدخل جهات عليا، وكانت الأيام الأخيرة شهدت بدايات المعركة الساذجة والتهديدات التي كان بطلاها النائب الأردني يحيى السعود والنائب الإسرائيلي أرون حزان. 

وأعلن النائب الأردني يحيى السعود الذي عاد من من منطقة الجسر الذي كان توجه إليه صباح اليوم لـ"المباطحة"، إنه مستعد لملاقاة عضو الكنيست حزان في اي دولة بالعالم بعد ان منعه نتانياهو من ملاقاته على جسر الملك حسين.

والمباطحة كلمة عامية وهي تعني عراكًا أو صراعًا بين شخصين تكون نتيجتها الحاسمة إلقاء الآخر على الأرض. 

وحسب القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أصدر صباح اليوم الاربعاء، أمراً بمنع النائب ارون حزان من الوصول الى معبر جسر الملك حسين للقاء النائب يحيى السعود.

وكان النائب الأردني توجه صباح اليوم الاربعاء إلى جسر الملك حسين استعدادًا لمنازلة النائب الإسرائيلي، وسط حضور من أنصاره وعدد من الصحافيين، وطلبت قوات الامن من السعود بالدخول لوحده الى منطقة الجسر، فيما طلبت من الصحافيين وقف البث المباشر للمنطقة الحدودية.

النائبان الاردني السعود والاسرائيلي حزان 

 

حكمة نتانياهو

وقال السعود إن نتانياهو تصرف بحكمة بمنع حزان من التوجه الى جسر الملك حسين، بعد ان استشعر غضب الاردنيين. وشدد النائب الأردني أنه "لا يتشرف بمصافحة أي شخص يمثل الكيان الصهيوني، داعياً المواطنين الى عدم تناول الامر بسخرية، مشيراً الى انه انتفض من اجل كرامة الاردنيين بعد تصريحات عضو الكنيست الصهيوني ارون حزان المسيئة للاردن والشعب الاردني".

ومن جهته، كان عضو الكنيست الإسرائيلي أورن حزان وصل إلى جسر الملك حسين (اللنبي) لملاقاة النائب الأردني السعود وسط جمهور انطلق من المؤازرين للطرفين وتغطية لوسائل اعلام عالمية.

النائب السعود وضباط امن في منطقة الجسر

مفاجأة

وبحسب المعلومات الواردة من إسرائيل، فإن أورن حزان كان يعد لمفاجأة للنائب السعود، وهو ما أكده لرفاقه دون ايضاح أو تفاصيل أكثر بخصوصها. وأشار حزان إلى ان العالم كله وخاصة الأردنيين سيعرفون الإسرائيليين اليوم وأنهم ليسوا جبناء كما يروجون بين انفسهم داعياً اياهم لحضور المواجهة. 

يذكر أن النائب يحيى السعود دعا، يوم الثلاثاء، عضو الكنيست الإسرائيلي، أورن حزان، إلى المواجهة عند جسر الملك حسين، في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء على خلفية تغريدات لحزان اعتبرها السعود مهينة للأردن. 

وقال السعود لموقع (خبرني) الأردني إن "هذا النائب زنديق، ولا أصول أو تاريخ له، ولولا حماية الولايات المتحدة له، لما تجرأ أن يكون له موطئ قدم في أرض فلسطين".

صورة للنائبين ومعركتهما المنتظرة التي ألغيت (موقع أبو محجوب)

 

ارون: البعوضة

وفي رده على وصف أورن له بـ "البعوضة"، قال السعود: "هو يعلم من يكون النائب يحيى السعود، وهذا دلالة على أن السعود يقف دائمًا مع عدالة القضية الفلسطينية".

وتابع السعود: "إنني أدعوه إلى المواجهة غدًا، إن كان رجلاً"، مبديًا استعداده إلى المواجهة في أي دولة يختارها عضو الكنيست بعيدًا عن الأردن.

وكان النائب الإسرائيلي، أورن حزان، هاجم النائب الأردني، الذي دعاه للمنازلة عند الجسر، موجهًا له العديد من الشتائم. كما كان حزان المنتمي لحزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، شن هجومًا على الأردن في أعقاب قيام حارس السفارة الإسرائيلية في عمان بقتل مواطنين أردنيين، ورفض إسرائيل تسليم القاتل للسلطات الأردنية.

وكتب حزان على حسابه في "تويتر"، غداة حادث السفارة الإسرائيلية في عمان: "يبدو أن جيراننا في شرق الأردن، أولئك الذين نسقيهم الماء ونحمي لهم "خلفياتهم" في الليل والنهار، يحتاجون لإعادة تربيتهم من جديد، يبدو هذا كأنه سلام من دون لقاء".