دعت المعارضة الإيرانية دول الاتحاد الأوروبي الى الانضمام الى العقوبات الأميركية التي وقعها الرئيس ترمب وتنفيذها فورا وطرد الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها من المنطقة لاسيما من سوريا والعراق .. فيما تسارعت وتيرة الإعدامات في ايران حيث أعدم الشهر الماضي وحده 101 سجين شنقا . 

وعبّر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية اليوم عن الارتياح لتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس على مشروع قانون العقوبات الجديدة ضد نظام طهران وقوات الحرس الثوري التابعة له حيث أصبح قانونا نافذًا، وشدد على ضرورة تطبيقه فورا وبشكل دقيق دون استثناء وطالب دول الاتحاد الاوروبي بالانضمام الى فرض هذه العقوبات بدوره. 

وقد صادق الرئيس الاميركي دونالد ترمب خلال الساعات الاخيرة على قانون "مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات" الذي يسن عقوبات جديدة على كل من إيران وكوريا الشمالية وروسيا.

وشدد المجلس في بيان صحافي الخميس من مقره في باريس تسلمت "إيلاف" نسخة منه على ضرورة عدم الترك للنظام والاطراف الاخرى المنتفعة منه اية امكانية للتهرب من هذا القانون .. مؤكدا ان طرد قوات الحرس والميليشيات التابعة لها من المنطقة لا سيما من سوريا والعراق يعد خطوة ضرورية لتطبيق هذا القانون وانهاء الحرب والازمة التي عمّت المنطقة برمتها.

واضاف ان المشروع الذي كان صادق عليه كل من الكونغرس ومجلس الشيوخ الاميركيين باغلبية ساحقة الاسبوع الماضي، يحتوي عقوبات جديدة على نظام طهران لانتهاكه حقوق الانسان وانتاج الصواريخ الباليستية حيث تشمل عقوبات على قوات الحرس والتي تفرض بشكل خاص على قائمة «الارهابيين الدوليين» (SDGT) وقد تمت صياغة هذه القائمة بعد احداث 11 سبتمبر عام 2001 بأمر من الرئيس الاميركي.

واشار الى ان ادراج قوات الحرس - باعتبارها المؤسسة المكلفة بحراسة نظام طهران وكيانه والذراع الايمن للنظام في ممارسة القمع وتصدير الإرهاب والتطرف- في لوائح الإرهاب هو إجراء كان من المفروض ان يتم قبل عدة سنوات غير ان سياسة المداهنة والمسايرة مع دكتاتورية الملالي تركت المجال والسبيل أمام قوات الحرس والعملاء التابعين لها لتدخلاتها وتمددها في المنطقة بأسرها. 

وعقب المصادقة على هذا المشروع فقد اكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي " إن فرض العقوبات الشاملة على نظام الملالي يجب أن يكتمل باتخاذ خطوة عاجلة ضد مسؤولي الإعدام والتعذيب المتورطين في مجزرة السجناء السياسيين في العام 1988 وفي مقدمهم خامنئي زعيم النظام كما يجب تقديم هؤلاء إلى العدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية على مدى 38 عاما".

وشددت على ان النهائي للأزمة في المنطقة يكمن في إسقاط النظام الايراني على يد الشعب والمقاومة الإيرانية .. منوهة بأن الإعتراف بأحقية الشعب الإيراني في إسقاط الملالي وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران يمثل أكبر مساعدة لإحلال السلام والأمن في المنطقة والعالم. 

الكشف عن اعدام 101 سجين إيراني الشهر الماضي

تسارعت وتيرة عمليات الإعدام والتعذيب التي يمارسها النظام الايراني منذ الإنتخابات الرئاسية الاخيرة حيث أعدم في شهر يوليو 2017 حصرا 101 سجين شنقا ليحطم رقما قياسيا علما أن العدد الحقيقي للإعدامات أكثر من ذلك ولا تشمل هذه الاحصائية الإعدامات سرا. 

وابلغ مسؤول في المعارشة ايراني "إيلاف" اليوم ان معظم هذه الإعدامات طالت الشباب ومنهم شابان عمرهما 24 و 27 عاما في مدينة "تربت حيدرية" على الملأ وامرأة 25 عاما في مدينة "بابل" وشاب 24 عاما في "كرمان" و شابان 26 عاما في "همدان" و شاب 28 عاما في "زابل" و شاب آخر 28 عاما في سجن "جوهردشت" في مدينة كرج.

وفي ممارسة وحشية فقد اُعدم مراهق من الرعايا الباكستانيين الذي كان قد اعتقل عندما كان عمره 13 عاما وبعد قضاء 8 سنوات من الحبس في سجن "زاهدان" .. كما ان "جواد مير" الذي اُعدم شنقا يوم 24 يوليو في السجن المركزي لاصفهان وكان عمره أثناء الاعتقال دون 18 عاما. وبحسب اعتراف مسؤولي النظام ووسائل الاعلام التابعة له هناك 5000 سجين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاما تحت طاولة الإعدام كما اقرت ذلك وكالة أنباء مهر الحكومية في 23 نوفمبر 2016.

واشار الى ان الكثير من السجناء قد تعرضوا في آخر لحظات عمرهم للاعتداء والضرب والتعذيب، فضلا عن تحملهم الظروف القاسية التي تمرّ بالسجون. وتعرض "عباس يوسفي" الذي اُعدم في 5 يوليو في سجن جوهردشت، للاعتداء بالضرب المبرح على يد عناصر محترفي التعذيب في السجن قبل إعدامه كما ان سجينا آخر اصيب خلال محاولته الانتحار قد أعدم في 17 يوليو في سجن اصفهان مع ثلاثة سجناء آخرين بعد تضميد جروحه.

وعلقت رجوي على تصاعد هذه الاعدامات قائلة "إن النظام الفاشي الحاكم في إيران وخوفا من اتساع نطاق احتجاجات المواطنين الطافح كيل صبرهم لم يجد أمامه بدا سوى تكثيف أعمال القمع خاصة الإعدامات الجماعية والتعسفية كونه يعيش محاصرا في الأزمات". 

ودعت المواطنين الايرانيين لاسيما الشباب إلى "الاحتجاج ضد الإعدامات الوحشية والتضامن مع عوائل الضحايا".. وأكدت أن هذه الهمجية المنفلتة في القرن الحادي والعشرين وضعت المجتمع الدولي أمام اختبار كبير ما إذا كان ملتزما بالقيم الكونية لحقوق الإنسان أم يذبحها من أجل اعتبارات اقتصادية وسياسية". 

وشددت مريم رجوي على ضرورة طرد "نظام ولاية الفقيه الذي اصبح عارا على جبين البشرية المعاصرة" من المجتمع الدولي وأن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات ملزمة لمحاكمة قادة النظام لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية منها إعدام 120 ألف سجين سياسي.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية تعتبر ايران البلد الاكثر تنفيذا لاحكام الاعدام بحق قاصرين في العالم وفي تقرير نشرته مؤخرا اتهمت ايران بتعذيب الشبان ومعاملتهم بشكل سيئ .