بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مواجهة الإرهاب والاستقطاب الطائفي بينما اتفق الرئيس فؤاد معصوم مع الوزير على ضرورة اعتماد العمل المشترك البناء لتنقية علاقات البلدين وتطويرها في شتى المجالات على أساس المصالح المشتركة.

فقد بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والوفد المرافق له في بغداد اليوم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وناقشا تطورات الاوضاع في المنطقة ومحاربة الإرهاب.

وقدم وزير خارجية البحرين بإسم حكومة وشعب البحرين التهنئة للعبادي بتحرير الموصل والانتصارات المتحققة على عصابات داعش الارهابية ووقوف البحرين مع العراق في حربه ضد الارهاب، مؤكدا الرغبة بتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين البلدين.

ومن جهته اكد العبادي ان العراق حقق الانتصارات على عصابات داعش الارهابية ومستمر بتحرير اراضيه، مبينا أهمية التكامل الإقليمي وتعزيز مصالح شعوب المنطقة . ودعا للوقوف بوجه الاستقطاب الطائفي الذي يخدم الإرهاب .. مشددا على أهمية تضافر جهود جميع دول المنطقة والعالم للتصدي لارهاب داعش كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه.

اتفاق على تنقية علاقاتهما وفقا للمصالح المشتركة

&وخلال استقبال الرئيس معصوم للشيخ آل خليفة والوفد المرافق له في قصر السلام الرئاسي ببغداد فقد أكد على عمق العلاقات والوشائج الأخوية بين العراق والبحرين وضرورة اعتماد العمل المشترك البناء لتمتينها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية بكل أنواعها. واشار الى رغبة العراق في تطوير علاقات التعاون مع البحرين وباقي دول الخليج والعالم على أساس المصالح المشتركة تحقيقا لتطلعات شعوب المنطقة بالاستقرار والتقدم والرفاه، محملا الوزير البحريني تحياته إلى العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وتمنياته بموفور الصحة والنجاح.

من جانبه قدم وزير خارجية البحرين تهاني ملك البحرين والقيادة البحرينية بمناسبة تحرير مدينة الموصل من براثن الإرهاب مشيداً بإرادة وتصميم العراقيين وتضحياتهم على محاربة تنظيم داعش نيابة عن العالم. وأكد تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع رقعة التعاون بين البلدين من خلال اللجنة المشتركة مشيراً إلى أن زيارته هذه ستفتح آفاقاً جديدة للتواصل والعمل المشترك متمنياً للعراق كل الاستقرار والوئام والتقدم.

مباحثات لتنقية العلاقات وتطويرها

وفي وقت سابق اليوم حل في بغداد بزيارة رسمية مفاجئة آل خليفة لبحث تطورات الأزمة الخليجية بين قطر ودول عربية وتحسين علاقات العراق مع بلاده التي شهدت أزمات سياسية سابقة على ضوء التوتر الطائفي في المنطقة واعتقال بحريين تدربوا في العراق من قبل مليشيا حزب الله العراقي.

وسيلتقي وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ آل خليفة خلال الزيارة مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ومع رئيسي الحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري بهدف بحث تطورات الاوضاع في المنطقة وخاصة ما يتعلق منها بالأزمة الخليجية والتوتر الحاصل في العلاقات بين قطر وعدد من الدول الخليجية ومصر ومكافحة الارهاب اضافة محاولة تنقية العلاقات العراقية البحرينية التي شابها بعض التوتر خلال الفترات السابقة على خلفية الصراع الطائفي في المنطقة وتدخل إيران في شؤون البحرين الداخلية.لتطوير علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي ومع دول العالم بشكل عام في وقت يخوض فيه حربا ضد الارهاب بحاجة الى دعم دولي يشارك ايضا في إعادة إعمار ماخربته هذه الحرب في العديد من المدن العراقية.

وشهدت العلاقات العراقية البحرينية بعض التوترات خلال الفترة السابقة حيث كانت وزارة الخارجية البحرينية قد استدعت في يناير الماضي السفير العراقي في المنامة، أحمد الدليمي للتعبير عن رفض التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم الخارجية العراقية إلى جانب نائب الرئيس العراقي نوري المالكي حول حكم الإعدام بحق ثلاثة مدانين بقتل ضابط إماراتي وعنصرين آخرين بالأمن البحريني.

وقد رفضت الحكومة البحرينية التام لأي شكل من أشكال التدخل في قضائها الذي يتمتع بكل معايير الاستقلالية وطالبت بضرورة الكف فورًا عن مثل هذه التصريحات التي تعد تدخلا غير مقبول في شؤون المملكة وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ولا تتفق مع العلاقات الأخوية بين البلدين، وتعرقل جهود تعزيز هذه العلاقات وتطويرها كما قالت في بيان.

وكان المالكي قد قال في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك "أقدمت السلطات البحرينية اليوم على تنفيذ حكم الإعدام بثلاثة من الشبان المعارضين في البحرين والمطالبين بالديمقراطية والحقوق المشروعة للشعب البحريني الصابر بالطرق السلمية."

واضاف "إن هذه الجريمة البشعة والتصرف التسلطي وعدم الانصياع لصيحات منظمات حقوق الإنسان الدولية ولغة العقل والحق والمنطق يجعل حكومة البحرين في قفص الإتهام الدولي باعتبارها تنفذ مشروع قتل ممنهج " على حد قوله.

كما أعلنت البحرين في مارس الماضي اعتقال خلية ارهابية تضم 14 عضوا كانت تعمل تحت إشراف مباشر من بحرينيين اثنين يعيشان في إيران وقالت إن ستة من المقبوض عليهم تلقوا تدريبا عسكريا في معسكرات تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني بينما تدرب خمسة على يد كتائب حزب الله العراقي وتدرب ثلاثة في البحرين.

يذكر ان العراق قد كان نأى بنفسه عن الأزمة القطرية الخليجية وقال رئيس حكومته حيدر العبادي أن بلاده ضد الحصار على أية دولة "حتى وإن كانت لا تتفق معها" في إشارة إلى مقاطعة السعودية ودول أخرى لقطر. ودعا العبادي في مؤتمر صحافي في بغداد مؤخرا إلى أن "يتم وقف الدعم للإرهاب من أية جهة أو أي دولة كانت"، مشيرا إلى أن "العراق انتصر على الإرهاب وأصبح لدينا حصانة منه لكن بقية الدول لا تمتلك هذه الحصانة ولا نريد لها أن تعاني منه".