إيلاف من لندن: رأت غالبية من قراء "إيلاف" شاركوا في استفتائها الأسبوعي ان زيارة زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الى السعودية مؤخرا وإجراءه محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تشكل نهاية لسطوة ايران في العراق كما رأت مجموعة اخرى أنها عودة للعراق الى محيطه العربي.

وقد طرحت "إيلاف" في استفتائها الاسبوعي سؤالا على قرائها حول زيارة الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر للسعودية وفيما اذا كانت بداية لنهاية سطوة ايران في العراق .. او عودة العراق إلى محيطه العربي .. او بداية لحرب طائفية جديدة ..او فيما اذا كان القارئ لايهتم للامر.

نهاية سطوة ايران على العراق

وقد شارك في الاستفتاء 2202 قارئ رأت نسبة 34 بالمائة منهم بلغ عددهم 758 مشاركا في الاستفتاء ان زيارة الصدر هي نهاية لسطوة ايران في بلده .. ومن الواضح ان هذه الاغلبية من القراء قد تأثرت بما اسفرت عنه الزيارة والمباحثات التي جرت خلالها حيث اكد الصدر بعدها ان السعودية بمثابة "الأب" وأنها أثبتت قوتها وهي تعمل على إحلال السلام في المنطقة وهو امر لم يرق للسلطات الايرانية التي وجهت اعلامها لمهاجمة الصدر ووصفت الزيارة بأنها "خيانة".

واشار الصدر الى ان على القوى الشيعية المعتدلة ان تسعى إلى وجود روابط عربية مع العراق بعيدا عن هيمنة إيران.

وقد تحسّنت العلاقات بين العراق والسعودية في الأشهر الأخيرة حيث يتبادل المسؤولون في البلدين الزيارات بعد عقود من التوتر. وأسست زيارة الصدر للسعودية لمرحلة جديدة من التعاون العربي باتجاه اعادة العراق إلى حضنه العربي بعيدا عن تأثير النفوذ الإيراني حيث أتاح الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 لإيران التغلغل في مفاصل الدولة العراقية بفضل أحزاب وشخصيات عراقية شيعية رعتها طهران في السابق.

وأظهرت أحزاب وفصائل شيعية متنفذة ولاءها لإيران أكثر من ولائها للعراق فيما شكل الصدر واحدًا من الاستثناءات التي عملت في مشهد سياسي كانت الطائفية أبرز عناوينه على الانصهار في القوى الوطنية الرافضة للهيمنة الإيرانية والداعية إلى تعزيز مرجعية النجف بدلا من التبعية لمرجعية قم الإيرانية.

عودة العراق الى محيطه العربي

وبنسبة اقل فقد رأى 685 قارئا بلغت نسبتهم 31 بالمائة من العدد الكلي للمصوتين ان زيارة الصدر للسعودية هي بداية لعودة العراق الى محيطه العربي بعدما أبعده الاحتىلال الاميركي والتدخل الايراني السافر فيما بعد عن هذا المحيط.

وفي هذا الاطار فقد رأى وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش إن "التواصل العربي ضروري وأن دور الرياض محوري في مرحلة ما بعد إرهاب داعش .. المشهد معقد ولكنه لن يستعصي أمام توجه مشترك يدعم استقرار وازدهار العراق".

وأشار قرقاش إلى أن انتقاد الإعلام الإيراني زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية يؤكد ضرورة الاستمرار في الانفتاح على العراق موضحا أن الطريق وعر ولكن البعد العربي يتطلب ذلك. واعتبر الغياب العربي وخاصة منه الخليجي عن الساحة العراقية في السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق خطأ استراتيجيا توجب تصحيحه.

وكان ولي عهد الامارات محمد بن زايد آل نهيان قد أكد خلال استقباله الصدر امس الاحد في ابو ظبي أهمية استقرار العراق وازدهاره لافتا إلى أنه يتطلع إلى عودة بغداد للعب دورها الطبيعي على الساحة العربية بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي.

بداية لحرب طائفية جديدة

وبعدد أقل من شريحتي المستفتين السابقتين فقد اعتبر 436 قارئا بلغت نسبتهم 20 بالمائة ان وجود الصدر في السعودية سيفجر حربا طائفية في العراق كتلك التي شهدها بين عامي 2006 و2007 وراح ضحيتها الالاف من العراقيين في نزاع مسلح شيعي سني.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر إيرانية لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن "موضوع استبدال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأخيه مرتضى زعيماً للتيار الصدري بات إحدى أولويات إيران في العراق خصوصاً بعد زيارته الأخيرة للسعودية حيث ان الايرانيين باتوا مقتنعين بأن الصدر خرج عن حده ومن اللازم تحجيمه وعليه فقد آن الأوان لاستبداله. وأشارت إلى أن "الخلافات بين إيران والصدر بدأت منذ أربع سنوات حين برزت خلافاته مع حليف ايران رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقام الإيرانيون بدعوتهما وضغطوا على الصدر كي يرضى بالحل ولكن بعد عودته إلى العراق بدأ الخروج من الدائرة الإيرانية.

ومن هنا كان رأي هذه الشريحة من المستفتين بامكانية تحريك ايران مليشياتها العراقية لتفجير نزاع مسلح مع قوات الصدر المسلحة "سرايا السلام" وهو امر سيقود الى اندلاع حرب طائفية دموية جديدة في البلاد .

قراء ليسوا مهتمين بالامر 

وكانت الشريحة الاقل من المشاركين في الاستفتاء هي التي قالت انها غير مهتمة بالموضوع برمته حيث بلغ عدد افرادها 323 قارئا بلغت نسبتهم 15 بالمائة من المجموع الكلي للمدلين بآرائهم في الاستفتاء.