برشلونة: قالت الشرطة الاسبانية الجمعة ان المشتبه بتنفيذهم الهجومين في اسبانيا الخميس كانوا يخططون لشن هجوم على نطاق أوسع تم احباطه، فيما ارتفعت الحصيلة الى 14 قتيلا وأكثر من 100 جريح، وتكشفت تفاصيل مؤلمة عن العائلات التي فرقها هجوم برشلونة. 

فقد قتل رجل ايطالي (35 عاما) امام زوجته واطفاله الصغار في برشلونة عندما صدم سائق شاحنة السياح في وسط برشلونة المزدحم الخميس. 

وقالت الشرطة انها قتلت خمسة "ارهابيين مشتبه بهم" صدموا بسيارة مشاة في منتجع كامبريلس في الهجوم الثاني فجر الجمعة، واعتقلت اربعة اخرين في موجة العنف التي هزت اسبانيا. 

ولا تزال تفاصيل التحقيق غير واضحة، الا ان الشرطة قالت ان سائق الشاحنة الذي نفذ اعتداء برشلونة ربما كان من بين المشتبه بهم الخمسة الذين قتلوا في كامبريلس. 

وبحسب صحيفة لا فانغارديا اليومية في برشلونة لا تزال الشرطة تبحث عن اربعة مشتبه بهم يعتقد أنهم اعضاء في خلية كانت وراء المخطط الارهابي الذي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه. 

خطط أكبر

في التحقيقات التي تجري بسرعة كشفت الشرطة بعد ظهر الجمعة ان المشتبه بهم كانوا على ما يبدو يخططون لهجوم أوسع.

وقال جوزيب لويس ترابيرو من شرطة كاتالونيا ان المشتبه بهم "كانوا يخططون لهجوم او العديد من الهجمات في برشلونة، وأدى التفجير الذي وقع في ألكنار الى وقف تلك الخطط لانه لم يعد لدى المشتبه بهم المواد التي يحتاجونها لتنفيذ هذه الاعتداءات على نطاق أوسع". 

وكان يشير الى تفجير وقع مساء الأربعاء في منزل في مدينة ألكنار على مسافة 200 كلم جنوب برشلونة، قالت الشرطة أنه أوقع قتيلا ونجم عن محاولة صنع عبوات ناسفة.

وأضاف انه بعد ذلك لجأ المشتبه بهم -- الذين يشكلون جزءا من خلية -- الى ارتكاب هجمات "اكثر بدائية". 

وذكرت الشرطة ان المشتبه بتنفيذهم اعتداء كامبريلس كان لديهم فأس وسكاكين في السيارة اضافة الى أحزمة ناسفة مزيفة مثبتة على أجسادهم. 

واضاف قائد الشرطة ان سائق الشاحنة التي استخدمت لتنفيذ اعتداء برشلونة يمكن أن يكون من بين الخمسة المشتبه بهم الذين قتلتهم قوات الامن في كامبريلس. ولكن ورغم المؤشرات لا توجد أدلة دامغة على ذلك. 

وأعلنت شرطة كاتالونيا مساء الجمعة انها تعرفت الى هويات جثث ثلاثة مغربيين قتلتهم بعد الاعتداء، وقالت إن هؤلاء الثلاثة هم موسى اوكبير (17 عاما) وسعيد علاء (18 عاما) ومحمد هشامي (24 عاما) وجميعهم من سكان منطقة ريبول. ولا يزال البحث جاريا عن مشتبه به رابع هو يوسف ابو يعقوب البالغ الثانية والعشرين من العمر.

مستوى مرتفع من التنسيق

تذكّر العمليتان بسلسلة من الاعتداءات المماثلة في أوروبا، حيث استخدمت السيارات والشاحنات أسلحة لتنفيذ اعتداءات ارهابية.

وصرح خافيير زاراغوزا، مستشار النائب العام لشؤون الارهاب، لوكالة فرانس برس ان الهجمات هي على الارجح من عمل "خلية منظمة". 

واضاف اوتسو ايهو من "مركز جينز لشؤون الارهاب والتمرد" انه يبدو أن هناك "مستوى عالٍيا من التنسيق في هذه الهجمات مقارنة بالهجمات السابقة". 

وفيما ندد قادة العالم بالمجزرة، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في بيان بثته وكالة اعماق، اداته الدعائية هجوم لارامبلا. وقال ان "منفذي هجوم برشلونة هم من جنود الدولة الاسلامية".

وفي برشلونة الجمعة وقف رئيس الوزراء ماريانو راخوي والملك فيليبي السادس ورئيس كاتالونيا، دقيقة صمت حدادا على القتلى. وتبع ذلك تصفيق وهتافات "لسنا خائفين". 

عائلات تتفرق 

بدأت تفاصيل هجوم الجمعة بشأن هوية الضحايا تتكشف، وكذلك القصص المأساوية عن العائلات التي تفرقت. 

روى شهود عيان كيف صدمت الشاحنة الحشود وتركت الجثث ملقاة على الشارع فيما فر الناس وهم يصرخون في فزع. 

قال اليكس لوكو (19 عاما) الطالب من نيويورك "كنا في حافلة سياحية في المدينة، وكنا على بعد 20 قدما من الحادث". 

وأضاف "سمعنا صوت الشاحنة والصدمة وبعد ذلك شاهدنا الناس تركض". 

وبعد ثماني ساعات في كامبريلس قامت سيارة اودي-ايه 3 بصدم مشاة، مما ادى الى جرح ستة مدنيين، احدهم في حالة الخطر، وشرطي. وتوفيت امرأة لاحقا. 

واعقب ذلك اطلاق نار قتلت الشرطة خلاله المهاجمين الخمسة، واعتقلت أربعة آخرين من بينهم ثلاثة مغاربة واسباني. 

وضحايا برشلونة وكامبريلس من 35 جنسية على الاقل بينها فرنسا وايطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة وفنزويلا واستراليا وايرلندا وبيرو والجزائر والصين، بحسب وكالة الحماية المدنية الاسبانية.

وعرف من القتلى ايطاليان وامرأة برتغالية (74 عاما) ومواطن أميركي، بحسب مسؤولين من بلادهم. 

ونشر اشخاص رسائل على موقع فيسبوك للابلاغ عن فقدان اقارب لهم، من بينها نداء للبحث عن طفل مفقود في السابعة من عمره يدعى جوليان اليساندرو كادمان. 

أعنف الهجمات في اوروبا 

ولم تسجل خلال السنوات القليلة الماضية اعتداءات جهادية في اسبانيا، ثالث وجهة سياحية في العالم، على غرار تلك التي ضربت فرنسا المجاورة وبلجيكا والمانيا.

بل سجلت اسبانيا ارتفاعا في عدد السياح الذين تجنبوا أماكن سياحية اخرى تشهد اضطرابات مثل تونس ومصر.

لكن في مدريد وقعت الاعتداءات الجهادية التي أوقعت اكبر عدد من القتلى في اوروبا، في 11 آذار/مارس 2004 عندما أسفرت تفجيرات قطارات عن سقوط 191 قتيلا.

كما واجهت لعشرات السنين أعمال عنف نفذتها جماعة ايتا الانفصالية الباسكية التي أعلنت وقفا لاطلاق النار في 2011.