واشنطن: اكد ستيف بانون الذي كان كبير المستشارين الاستراتيجيين لدونالد ترمب، وغادر البيت الابيض الجمعة، انه سيواصل المعركة دفاعا عن الرئيس الجمهوري، الذي يواجه انتقادات حادة بسبب موقفه الملتبس من اليمين المتطرف.

وكان ترمب انفصل اخيرا عن بانون الشخصية اليمينية المثيرة للجدل التي لم تصمد في البيت الابيض سوى بضعة اشهر. وقال بانون لموقع "بلومبرغ نيوز" مساء الجمعة "إذا كان هناك أدنى التباس، فاسمحوا لي بتوضيح الأمور: أغادر البيت الأبيض، وأذهب لمواصلة المعركة دفاعا عن ترمب وضدّ معارضيه في الكابيتول ووسائل الإعلام وفي عالم الأعمال". 

وفي مقابلة لصحيفة "ويكلي ستانداردز"، قال بانون ان "رئاسة ترمب التي كافحنا من اجلها". واضاف "ما زالت لدينا حركة هائلة وسنفعل شيئا ما خللا هذه الرئاسة، لكنه سيكون شيئ آخر".

واعلن الموقع الالكتروني "برايتبارت نيوز" الذي اسسه بانون لحساب تيّار من اليمين الأميركي المتطرف يقدم نفسه تحت اسم اليمين البديل، ان مؤسسه عاد منذ الجمعة إلى ممارسة مهامه فيه بصفته مديرا تنفيذيا للموقع. واوضح ان بانون ترأس الجمعة الاجتماع التحريري الأول له في الموقع منذ عودته إليه.

مبررات ترمب؟ 
جاء الاعلان -الفاتر - عن رحيل بانون بينما يواجه ترامب اوقاتا صعبة في اطار الجدل حول تصريحاته بعد اعمال العنف التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل، عندما اكد ان المسؤولية تقع على الجانبين، مساويا بذلك بين اصحاب نظرية تفوق البيض والمتظاهرين الذين جاؤوا لادانتهم.

ورحبت نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب "بتسريح ستيف بانون"، لكنها رأت انه "يمكن ان يخفي موقف الرئيس ترمب نفسه حول دعاة تفوق البيض والتعصب الذي يدعون اليه". الا ان شخصيات مهمة في الحزب الجمهوري بدت اقل قسوة مع ترمب. 

فقد تحدث ميت رومني المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الجمعة عن "لحظة حاسمة للرئيس"، ودعاه الى تقديم اعتذارات. وحتى وزير الخارجية في ادارته، ريكس تيلرسون بدا وكأنه ينتقد الرئيس بادانته العنصرية بشكل واضح. وقال ان "الكراهية ليست من القيم الاميركية".

اما جيمس موردوك نجل قطب الاعلام روبرت موردوك المقرب جدا من ترامب، فقد دان "خطاب الكراهية" الذي يعتمده الرئيس ورأى ان التزام الصمت يعني التواطؤ. وهي انتقادات قاسية جدا لرئيس المجموعة الام لقناة "فوكس نيوز" الاخبارية المفضلة لدى ناخبي ترمب.

انسحابات مدوية
في حادثة ترتدي طابعا رمزيا اكبر، رفضت والدة هيذر هاير السيدة البالغة من العمر 32 عاما والتي قتلها مؤيد للنازيين الجدد في شارلوتسفيل، علنا انها ترفض التحدث الى الرئيس الاميركي الذي كان يرغب في تقديم تعازيه لها شخصيا.

ويسمح رحيل بانون بعد شون سبايسر المتحدث باسم البيت الابيض، ورينس بريبوس كبير موظفي البيت الابيض، بتجديد فريق الادارة في العمق. كما يتيح رحيل بانون للجنرال المتقاعد جون كيلي الذي خلف بريبوس تعزيز سلطته في فريق تسوده فوضى لا شك فيها.

وبانون كان مصرفيا في بنك الاعمال غولدمان ساكس قبل ان ينشىء الموقع الالكتروني "برايتبارت نيوز". واثار رحيل بانون خيبة امل لدى نايجل فاراج بطل البريكست البريطاني الذي قال "انا آسف فعلا لرحيل صديقي ستيف بانون. سيكون من الصعب العثور على بديل له".