أشادت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، بقرار السعودية السماح لحجاج دولة قطر بدخول المملكة العربية السعودية عبر المنفذ البري دون تصاريح إلكترونية، ونقل حجاج قطريين آخرين جوا واستضافة الجميع على نفقة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

واعتبر بعض الكتاب القرار بمثابة "خطوة مربكة للدوحة" التي دعت إلى تدويل ملف الحج، بينما وصفته صحف قطرية بأنه "تراجع تحت وطأة القوانين الدولية".

"صفعة جديدة" لقطر

تحت عنوان "مكرمة سلمان تربك الدوحة" قالت صحيفة البيان الإمارتية: "تخلّص الحجاج القطريون من وصاية تنظيم الحمدين الذي استخدم ملف الحج للإساءة إلى المملكة العربية السعودية في محاولة لتدويل ملف الحج وتسييسه، إذ استقبلت المملكة أفواجاً من الحجاج القطريين في منفذ سلوى الحدودي".

أما صحيفة الوفد المصرية، فوصفت القرار بأنه "صفعة جديدة لإمارة الإرهاب" وأضافت: "في ضربة مؤلمة لأمير قطر الداعم للإرهاب، أمر الملك سلمان بدخول الحجاج القطريين إلى السعودية لأداء مناسك الحج... وذلك بناء على وساطة الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم نجل أمير قطر الأسبق".

ورأى فهيم الحامد في صحيفة عكاظ السعودية أنه "بهذه الخطوة، فقد تنظيم الحمدين ورقة تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية عدم وصول الحجاج القطريين الذين عانوا مدة أسابيع عرقلات وضعتها الدوحة أمامهم، من أجل استغلال الملف ضد المملكة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث كان الحجاج القطريون أشبه برهائن لدى القيادة القطرية".

بالمثل، قالت صحيفة الرياض السعودية: "توجيه خادم الحرمين باستضافة الحجاج القطريين يؤكّد ثابتاً لايتغيّر أن المملكة تعتبر الشعب القطري جزءاً من كل المنظومة الاجتماعية الخليجية وأن لا علاقة له بسياسات الحكومة القطرية التي فقدت بوصلة اتجاهها وأدخلت نفسها في نفق لا تعرف هي نهايته".

"تراجع" سعودي

وصفت صحيفة الوطن القطرية قرار السعودية بأنه "خطوة تبدو سليمة في ظاهرها وتخفي تفاصيلها لقادم الأيام".

وأضافت الوطن: "'تراجعت' المملكة العربية السعودية عن قرارها بمنع المسلمين في دولة قطر من أداء فريضة الحج عبر المنفذ البري في خطوة مفاجئة بهدف الابتعاد عن 'تسييس الحج' الذي يرفضه المجتمع الدولي، والأهم من ذلك 'الرضوخ' لكلمة الحق وعين الصواب وهي عدم إقحام الدين في خلافات الدول أو منع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية".

وفي صحيفة الراية القطرية، كتب عبد الله طالب المري يقول: "بالأمس وضعت السلطات السعودية العراقيل والعقبات أمام الحجاج القطريين، وفرضت شروطاً أقل ما توصف به أنها مجحفة... واليوم يتراجع النظام السعودي عن وضع العراقيل وفرض الشروط على حج القطريين تحت وطأة القوانين الدولية، وتحت ضغط الهيئات الحقوقية والإنسانية والدينية".

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى استقباله الوسيط القطري
AFP
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى استقباله الوسيط القطري

واضاف المري: "تسييس الحج هدفه الانتقام من قطر بشتى الطرق بعد أن فشلت كل محاولات الرياض لشيطنتها، وإلصاق التهم الباطلة بها، والضغط عليها لإجبارها على الرضوخ لما تريده، والتأثير على قراراتها، والنيل من سياستها وسيادتها وكرامتها الوطنية".