برازيليا: ظهرت المدعية العامة الفنزويلية السابقة التي كانت محتجبة عن الانظار الأربعاء في البرازيل لتعلن ان بحوزتها "الكثير" من الدلائل على تورط رئيس بلادها نيكولاس مادورو في عمليات فساد محذرة من ان حياتها لا تزال في خطر.

وشنت أورتيغا (59 عاما) من برازيليا بعد ايام من هروبها الدراماتيكي من فنزويلا الغارقة في الفوضى هجوما شرسا على مادورو، الذي كان قد طلب بدوره من الانتربول اصدار "مذكرة حمراء" لاعتقال معارضيه.

وخلال مؤتمر حول مكافحة الجريمة عقد في العاصمة البرازيلية بحضور ممثلين لمنظمة السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور)، اتهمت أورتيغا مادورو بالاثراء من خلال مخطط فساد كبير كشفته فضيحة مجموعة أوديبريشت البرازيلية العملاقة.

وقالت "لدي الكثير من الأدلة، وأدلة صلبة في ما يتعلق بقضية اوديبريشت التي تكشف تورط العديد من اصحاب المناصب الرفيعة في فنزويلا بدءا برئيس الجمهورية". 

واضافت ان "حكم القانون قد مات" في ظل رئاسة مادورو.

وكشفت أورتيغا ان حياتها لا تزال في خطر بالرغم من هروبها، وقالت امام المؤتمر "تلقيت تهديدات بأنه قد يكون هناك استهداف لحياتي، وانا أحمل الحكومة الفنزويلية المسؤولية في حال حدث هذا".

وقال المدعي العام البرازيلي في بيان انه دعا أورتيغا شخصيا، ما يضيف بعدا الى الغموض الذي أحاط بمصيرها منذ ان عزلها مادورو من منصبها بعد اتهامها بسوء الادارة.

ودانت البرازيل وكولومبيا كيفية تعامل مادورو مع الأزمتين السياسية والاقتصادية في هذا البلد الغني بالنفط. كما جرى تجميد عضوية فنزويلا في منظمة ميركوسور.

وقال موريشيو سانتورو الخبير في الشؤون الخارجية في جامعة ريو دي جانيرو "هذا يؤكد الانقسام بين فنزويلا وغالبية الدول المحيطة بها".

واضاف سانتورو ان المزاعم المتعلقة بفضيحة اوديبريشت في برازيليا سيكون لها وقع خاص على الساحة الاقليمية في اميركا اللاتينية، نظرا الى اعمال الشركة المنتشرة في هذه البلدان واللائحة المتوسعة للمشتبه بفسادهم.

واتخذت اورتيغا بعد أن كانت من أنصار الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز مواقف حادة ضد مادورو وباتت من أشرس معارضيه.

وفي 5 آب/أغسطس، قرّرت الجمعية التأسيسيّة المنتخبة حديثا والتي صادرت صلاحيات مجلس النواب عزل أورتيغا من منصبها، وتم تجميد حساباتها المالية ومنعت من مغادرة البلاد.

وتواجه أورتيغا مع زوجها النائب جيرمان فيرر اتهامات بارتكاب مخالفات وجّهتها إليهما هيئات قضائية موالية لمادورو، الامر الذي اعتبرته ذا دوافع سياسيّة. 

لكنّها وصلت مع زوجها في 19 آب/أغسطس إلى بوغوتا، منتهكةً قرار منعها من مغادرة الاراضي الفنزويلية.

وأعلنت كولومبيا الإثنين أنّ أورتيغا "تحت الحماية"، وذلك قبل أن تغادر الثلاثاء إلى البرازيل.