«إيلاف» من لندن: بالترافق مع اعلان السجناء السياسيين الايرانيين الاضراب عن الطعام، تتصاعد الدعوات في البلاد وخارجها للسماح لمراقبين دوليين بالتحقيق في اوضاع حقوق الانسان في السجون الايرانية .. فيما اشارت العفو الدولية الى ان هؤلاء المعتقلين وبينهم سجناء رأي يحتجون على ظروف احتجازهم القاسية والمهينة وغير الإنسانية.

واعلن السجناء السياسيون الايرانيون في سجن أردبيل الاضراب عن الطعام تضامنًا مع السجناء السياسيين في القاعة 10 العنبر 4 في سجن جوهردشت بمدينة كرج الذين يتعرضون لاسوأ ظروف الاحتجاز. وقال السجناء في رسالتين الى عاصمة جهانغير المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في إيران وزيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، وحصلت "إيلاف" على نصها اليوم، "نحن جمع من السجناء السياسيين المنفيين في سجن أردبيل المركزي، إذ نعلن عن دعمنا وتعاطفنا مع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في سجن جوهردشت بمدينة كرج، نطالبكم أنتم بالنظر العاجل لما يعيشه السجناء السياسيون في القاعة 10 في سجن جوهردشت في مدينة كرج الإيرانية من وضع محرج". 

واضافوا "إن إخواننا السجناء في جوهردشت بمدينة كرج يخوضون إضرابًا عن الطعام منذ 25 يوماً احتجاجاً على نقلهم الجماعي من القاعة 12 إلى القاعة 10 وعدم النظر في مطالبهم لإعادتهم إلى القاعة السابقة وممارسة العنف عليهم بالإعتداء عليهم بالضرب حين النقل والعبث بممتلكاتهم وعدم تسليمهم حاجياتهم الشخصية أثناء النقل من القاعة 12".

واشاروا بالقول: "نحن السجناء السياسيين المنفيين في سجن أردبيل المركزي سنقوم بالإضراب عن الطعام اعتبارًا من يوم الخميس 24 اغسطس 2017 وإلى يوم الأربعاء 30 أغسطس لإعلان دعمنا وتعاطفنا مع اخواننا الذين وقع عليهم الظلم". ووجهوا مناشدة جهانغير وبن زيد قالوا فيها "نرجو منكم ونرجو الهيئات الدولية التكرم بالنظر في طلب هؤلاء السجناء المضربين وكل السجناء السياسيين في كل البلاد، حيث يمرون بظروف مماثلة وأن تطالبوا بتفتيش السجون واللقاء بالسجناء السياسيين في إيران" 

علما أن السجناء السياسيين في جوهردشت يعيشون وضعاً صحياً متدهوراً بعد مضي 25 يومًا من الإضراب، وبينهم أفراد طاعنون في السن ومصابون بأمراض مختلفة، يعانون من أمراض في القلب والسكري وأمراض أخرى. تلك الأمراض التي اصيبوا بها خلال سنوات الحبس في سجون الجلادين".

وختم السجناء السياسيون قائلين "إن طلبنا نحن السجناء السياسيين، وطلب الشعب الإيراني هو أن يتم النظر في حالة هؤلاء السجناء في أسرع وقت وإعادتهم إلى مكانهم السابق، كما أن طلب الشعب الإيراني برمته هو الإفراج عن السجناء السياسيين ووقف الإعدامات في إيران".

الدكتور محمد ملكي اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة

العفو الدولية تطالب بتحقيق دولي في اوضاع سجون ايران

ومن جانبها، اشارت منظمة العفو الدولية الى ان عددًا من المعتقلين السياسيين بمن فيهم سجناء رأي إيرانيون، مضربون حاليًا عن الطعام احتجاجًا على "ظروف احتجازهم القاسية والمهينة وغير الإنسانية" في سجن كرج بمحافظة ألبرز الذي يخضع لأقصى درجات الحراسة. 

واشارت الى أنه تم مؤخرًا نقل معتقلين سياسيين بسجن رجايي شهر إلى جناح حديث، حيث وصفت ظروف الاحتجاز بالحانقة . وأوضحت أن المعتقلين "محتجزون بزنازن تغطي نوافذها قطع حديدية ومحرومون من الماء الصالح للشرب والأكل، إضافة إلى عدم توفر أسرة كافية .. واكدت أن السجناء محرومون من الزيارات العائلية ولا يُسمح لهم باستخدام الهاتف وهي أمور متوفرة في سجون أخرى. 

 وتعليقًا على هذه الظروف قالت ماجدالينا مغربي نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في تصريح نقلته قناة "الحرة"، انه "من المخزي أن تصل ظروف الاحتجاز إلى هذا السوء ما يدفع سجناء يائسين إلى شن إضراب عن الطعام للمطالبة بشروط احتجاز تحترم أبسط مقومات الكرامة الإنسانية" .

وأضافت مغربي أن هذا الوضع يكشف الضرورة الملحة بالنسبة لإيران لإجراء إصلاحات على أنظمة سجونها القاسية وتوفير الأكل اللائق والماء الصالح للشرب والتطبيب لكل المحتجزين بسجن رجايي شهر وفي أقرب وقت ممكن".

واشارت العفو الدولية الى أنه في 30 يوليو الماضي تم نقل 53 معتقلاً سياسيًا وبشكل عنيف إلى الجناح 10 في سجن رجايي شهر ومن بين هؤلاء المعتقلين مدافعون عن حقوق الإنسان ونقابيون وصحافيون، بالإضافة إلى طلاب وناشطين. واضافت ان 17 معتقلاً على الأقل اضربوا عن الطعام احتجاجاً على عملية نقلهم غير أن سلطات السجن عاقبت البعض منهم بالاعتقال الانفرادي لمدة 12 يومًا. وطالبت المنظمة السلطات الإيرانية بالسماح لمراقبين دوليين، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في إيران، بإجراء تحقيقات بسجن رجايي شهر وسجون أخرى في باقي البلاد. وكانت ثلاث معتقلات سياسيات بسجن إيفين قد أعربن في رسالة عن تضامنهن مع مطالب المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام بسجن كرج. وقالت الرسالة إن "الصمت وعدم اتخاذ أي تدابير هما غطاء سياسي للاستمرار في انتهاكات حقوق الإنسان". وطالبت المعتقلات الثلاث المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان في إيران وكل الناشطين السياسيين بالتحرك الفوري لإنقاذ أرواح المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام

اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة يتضامن

 ومن جهته، اكد الدكتور محمد ملكي اول رئيس لجامعة طهران بعد الثورة والسجين السياسي السابق والشخصية المعارضة المخضرمة تضامنه مع السجناء المضربين عن الطعام وتأكيده على متابعة الاقتصاص من المسؤولين الايرانيين الضالعين في اعدام 30 الف سجين سياسي عام 1988 قائلاً "لن أدخر جهدًا حتى الرمق الأخير لدعم المقاضاة". 

وقال ملكي في بيان "مضى نحو عام على نشر التسجيل الصوتي للمرحوم آية الله منتظري في الكشف عن وثائق تتعلق بواقعة وصفها بأنها جريمة تاريخية تسجل في ذاكرة التاريخ، ذلك التسجيل الذي أوصل للمرة الاولى إلى أسماع ملايين من الإيرانيين نساء ورجالاً خفايا كثيرة على لسان آية الله".

واشار الى ان آية الله منتظري تحدث "بلغة حادة وصريحه عن حقائق بشأن صيف 1988، حيث أدهشت العالم ذلك إنه أماط اللثام عن لجنة الموت وجرائمها، لكي يطلع العالم على ما حلّ ويحلّ بالشعب الإيراني في الجمهورية الإسلامية، حيث عشرات الآلاف من خيرة رجال ونساء إيران اودعوا إلى فرق الموت خلال عدة أيام كانت جريرتهم الالتزام بمعتقداتهم ونقد حكم الاعدام بهم، فأخذت هذه المجزرة صدى في أرجاء العالم، حيث بدأت كل الأوساط المعنية بحقوق الإنسان تعيد الحديث عن تلك الجرائم. 

وخاطب ملكي كبار المسؤولين وقادة النظام قائلاً "لن يطول الوقت حتى تنالوا مصير كل المستبدين وسوف ترون يومًا يقتص منكم الشعب بما فعلت أيديكم من إراقة دماء الأبرياء وسيحل يوم تحاسبون فيه على أكاذيبكم وسرقاتكم وجرائمكم .. أن حركة المقاضاة من قبل الشعب الإيراني ستضعكم يومًا ما أمام محاكمات عادلة وإني أوجه بدوري تقديري لكل اولئك الذين يبذلون جهودًا في أرجاء المعمورة لمقاضاتكم".

واستذكر ملكي جميع السجناء السياسيين في سجن رجايي شهر (جوهردشت) من أمثال رضا شهابي، وجعفر اقدامي، وحسن صادقي، وابوالقاسم فولادوند، وسعيد ماسوري، ومحمد بنازاده امير خيزي، وسعيد شيرزاد وغيرهم من السجناء الذين اضطروا إلى الإضراب عن الطعام للدفاع عن حقوقهم الشرعية والإنسانية.

وقدم التحية للسجناء السياسيين، روئين عطوفت، ونرجس محمدي، وعبدالفتاح سلطاني، ومريم أكبري منفرد، وزهراء زهتابجي، وآرش صادقي، وغولرخ ايرايي، ورضا ملك، وفاطمة مثنى، وآتنا دائمي، وكل الأبرياء الأسرى في نظام ولاية الفقيه.