فيما الجدل يحتدم داخليًا وخارجيًا حول استفتاء يستعد لتنظيمه اقليم كردستان العراق للانفصال عن البلاد، فقد رفضت الأمم المتحدة هذا الانفصال وتقسيم العراق .. بينما اعلنت القوات العراقية تحريرها 14 قرية واحياء جديدة ومباني حكومية مهمة في قضاء تلعفر الشمالي، في حين دعا السيستاني القوات لمنع داعش من أخذ المدنيين هناك دروعًا بشرية.

واكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش لرئيس الوزراء حيدر العبادي رفض الامم المتحدة لإضعاف وحدة العراق وتقسيمه في اشارة الى استفتاء الانفصال المقرر اجراؤه في اقليم كردستان الشمالي في 25 من الشهر المقبل.

وبحث العبادي مع كوبيش في بغداد " تطورات الاحداث الامنية والسياسية والاقتصادية في العراق والاوضاع الاقليمية والحرب على الارهاب.. اضافة الى التحضيرات والتنسيق لدعم جهود العراق خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة الشهر المقبل، والتقدم في ملف المصالحة المجتمعية"، كما قال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية اطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة.

وشدد كوبيش خلال الاجتماع "موقف الامم المتحدة الداعم لوحدة العراق ونظامه الديمقراطي الاتحادي"، مشيرًا الى "معارضتها اضعاف هذه الوحدة وتقسيم العراق".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد ابلغ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني خلال زيارته لاربيل الاربعاء الماضي ان توجه الاقليم لاجراء استفتاء للانفصال عن العراق سيسبب مشاكل كثيرة ويهدد بعدم استقرار المنطقة .

 كما اكد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس خلال اجتماعه مع بارزاني في اربيل الثلاثاء الماضي، قلق بلاده من الإستفتاء واشار الى أن هذه المسألة كانت بعيدة عن التوقعات الأميركية ‏وأن الولايات المتحدة تعتقد بأن عملية الإستفتاء ستشكل عقبة ‏أمام الحرب ضد إرهابيي داعش ومن الممكن أن تخلق الكثير من المشاكل للطرفين في الحرب ضد الإرهاب .

السيستاني يدعو القوات لمنع أخذ داعش لمدنيي تلعفر دروعًا بشرية

دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني القوات العراقية الى منع تنظيم داعش من أخذ مدنيي قضاء تلعفر دروعا بشرية.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة فيي مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف"، ان المقاتلين العراقيين يخوضون معركة تحرير قضاء تلعفر ويحققون انتصارات عسكرية مهنية رائعة اثلجت صدور العراقيين.

واضاف انه رغم مرور ثلاث سنوات من القتال الضاري في مختلف الجبهات، فإن هؤلاء المقاتلين مازالوا على ما هم عليه من الصلابة والاقدام والتضحية في سبيل عزة العراق ومقدساته فهم ضمانة الحاضر والمستقبل. ودعا القوات العراقية الى الحذر من "العدو الداعشي وعدم الاطمئنان لانهيار بعض مجاميعه وانما تطبيق الخطط العسكرية الموضوعة كاملة". 

وشدد على القوات العراقية بضرورة العمل للحفاظ على حياة المدنيين في الاحياء السكنية بتلعفر وحمايتهم من الاذى والحيلولة دون اتخاذهم دروعًا بشرية من قبل تنظيم داعش .. والسعي لتخلصهم منه وتوفير المأوى والاحتياجات الضرورية لهم. وطالب الكوادر الصحية بالتوجه بكثافة الى جبهات القتال لمعالجة الجرحى والمصابين وتوفير المسلتزمات الطبية لشفائهم.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن فجر الاحد الماضي إنطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر الذي يبعد 80 كيلومترًا غرب الموصل، مؤكدًا أن موعد النصر سيتحقق قريبًا وان مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

تحرير 14 قرية ومبان حكومية واقتحام احياء جديدة بقضاء تلعفر

مع استمرار المعارك في يومها السادس لتحرير قضاء تلعفر غرب الموصل شمال بغداد، فقد اعلن قائد قوات مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الغني الاسدي عن تحرير 14 قرية من سيطرة تنظيم داعش في القضاء الذي يضم 47 قرية، فيما اكد قادة آخرون في تصريحات وبيانات تابعتها "إيلاف" السيطرة على احياء جديدة ومبان حكومية مهمة.

وقال الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير يارالله قائد عمليات "قادمون يانينوى" إن قطعات لواء المشاة الآلي 36 من الفرقة المدرعة 9 واللواء 26 بالحشد الشعبي قد حررا حي الجزيرة الجنوبي وسيطرا على مقام خضر الياس في تلعفر. واشار الى تحرير احياء المعلمين والنداء والخضراء ايضًا ورفع العلم العراقي فوق مبانيها.

واضاف ان قطعات اللواء المشاة الالي السادس والثلاثين الفرقة المدرعة التاسعة ولواء 26 بالحشد الشعبي قد انجزا تحرير حي الجزيرة الشمالي والسيطرة على بناية المعهد التقني ومركز شرطة السراي وبناية الدفاع المدتي في تلعفر ورفع العلم العراقي عليها.

واشارت خلية الاعلام الحربي الى تطهير القوات العراقية لحي الوحدة الثانية استعداداً لاقتحام حي الربيع وسط قضاء تلعفر.

اما قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت فقد اكد الجمعة ان قواته دمرت شبكة انفاق عنكبوتية وكبدت الدواعش خسائر فادحة .. واشار الى ان قطعات الشرطة والحشد الشعبي اقتحما حي سعد شمال غرب تلعفر وسيطرا على 60% من مناطق الحي، فيما توغلت قطعات الرد السريع في حي الربيع وهروب عناصر داعش باتجاه مركز القضاء .

واضاف ان قوات الشرطة قتلت 51 داعشيًا وثلاثة قناصين وفككت 67 عبوة ناسفة وعجلتين مفخختين ودارا مفخخة والعثور على مضافة وبرج اتصالات للتنظيم وتدمير نفق له ومختلف انواع الاسلحة.

تحرير قلعة تلعفر وداعش يغلق الشوارع المؤدية لمركز المدينة

واعلنت قيادة قوات الحشد الشعبي اليوم أن القوات العراقية تخوض حاليًا اشتباكات شرسة على مشارف احياء السعد والربيع والطليعة والقلعة وسط قضاء تلعفر.

وقالت ان قواتها في المحور الجنوبي الشرقي لقضاء تلعفر قد سيطرت على قلعة تلعفر الأثرية غرب الموصل، والتي تعد من أشهر الأماكن والمناطق التأريخية في القضاء والتي شُيدت في العهد الآشوري حين كانت تلعفر مركزاً لعبادة الإله عشتار وكان تنظيم داعش قد اقدم على تفخيخ وتفجير أجزاء كبيرة منها قبل ثلاث سنوات لدى دخوله القضاء، ما أدى إلى إنهيارها .

واشارت قيادة الحشد الى ان تنظيم داعش قد اغلق الشوارع المؤدية لمركز قضاء تلعفر بالسواتر الترابية والكتل الكونكريتية بهدف عرقلة القوات المتقدمة من الحشد الشعبي والقوات الأمنية.

واكدت القيادة ان قوات الحشد الشعبي والجيش قتلا الجمعة انتحاريًا حاول إعاقة القطعات المتقدمة في تلعفر. وقال موفد اعلام الحشد الشعبي إن "قوات اللواء 26 في الحشد الشعبي وقوات الفرقة المدرعة اللواء 1 و2 قتلتا انتحاريًا حاول إعاقة القطعات المتقدمة في تلعفر".

وكانت القوات العراقية قد شرعت الثلاثاء الماضي باقتحام مدينة تلعفر مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه من الجهتين الشرقية والجنوبية. والمنطقة التي يجري فيها القتال هي جبهة بطول نحو 60 كلم وعرض 40 كلم وتضم مدينة تلعفر مركز القضاء ومدينتي العياضية والمحلبية فضلا عن 47 قرية.

وبدأت القوات العراقية الأحد الماضي هجومًا لاستعادة القضاء من قبضة تنظيم داعش الذي سيطر عليه في يونيو عام 2014، ويعتبر حاليًا معقله الرئيس في العراق، في وقت مازال يسيطر فيه على مناطق بجنوب محافظة كركوك شمال شرق بغداد وفي محافظة الانبار غرب العراق.