كشف دبلوماسي إيراني، عن نية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي "لكن مستشاريه نصحوه بالتريث"، وذلك منذ بداية الأزمة وفرض عقوبات على بلاده وخفض الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.

إيلاف: قال السفير الإيراني السابق لدى قطر، عبدالله سهرابي، الموصوف بأنه عرّاب العلاقات بين طهران والدوحة، في مقابلة مع صحيفة (جام جم) الإيرانية إن استئناف عمل السفارة القطرية في إيران يأتي في إطار استقرار أمنها القومي، معتبرًا أن أحد أبعاد التقارب بين البلدين هو تأمين اقتصاد وتسوية مشاكل هذا البلد. ووصف عودة السفير القطري إلى إيران بالخطوة البناءة.

ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن سهرابي قوله في المقابلة: "إن خطوة إعادة السفير في هذا التوقيت الحسّاس لن تكون الإجراء الأول والأخير لقطر من أجل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين".

وكشف السفير الإيراني السابق عن أن بلاده أرسلت إلى قطر 100 شاحنة لسدّ احتياجات السوق القطرية، مضيفًا أن متوسط إرسال بلاده من السلع يوميًا من 1000 إلى 1200 طن بضائع، يتم إرسالها من الموانئ المختلفة، من بينها ميناء بوشهر وكنجان وجناوه.

تميم يقلد سهرابي وساما رفيعا

يذكر أن عبد الله سهرابي كان عمل سفيرًا لإيران فى الدوحة منذ 2010 وحتى 2016، وسبق أن قلده تميم بن حمد عام 2012 عندما كان وليًا للعهد، وشاح الاستحقاق.

التحريض على البحرين
وكانت تقارير خليجية ذكرت أن سهرابي هو الذي ساهم في تنظيم زيارة سفن الحرس الثوري الإيراني إلى موانئ الدوحة قبل 54 يومًا من اندلاع أحداث احتجاجات 14 فبراير 2011 في البحرين، بالتنسيق مع نائب قائد الأسطول البحري للقوة البحرية القطرية العميد زياد عبدالرحمن السليطي. 

كما قالت تلك التقارير إن وزارة الخارجية الإيرانية كلفت سهرابي التنسيق مع الحكومة القطرية حول البحرين. وأشارت إلى أنه حين كان في الدوحة اجتمع مع رئيس مجلس إدارة قناة (الجزيرة) للتحريض على البحرين. 

الجزيرة 
أضافت التقارير أن سهرابي أجرى اتصالاته مع مكتب رئيس الوزراء القطري آنذاك حمد بن جاسم بن جبر، الذي وجّهه إلى الاجتماع مع قناة الجزيرة مباشرة، وهو ما تم سريعًا، حيث عقد الاجتماع بين السفير الإيراني ورئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة.

وبحسب التقارير، خلال اللقاء طلب السفير الإيراني من القناة تكثيف تغطية القناة وساعات البث لأحداث البحرين، وأبدى رئيس القناة اهتمامه الكبير بتلبية الطلبات الإيرانية، التي جاءت بناءً على تنسيق مع مكتب رئيس الوزراء، وتم الاتفاق أيضًا على إعداد سلسلة من الأفلام الوثائقية باللغتين العربية والإنكليزية حول قضايا اعتبرت "حساسة" تخص البحرين من أجل زيادة الضغوط الإعلامية عليها.

نتيجة لهذا الاجتماع والاتصالات بين الدوحة وطهران، أعد السفير الإيراني سهرابي تقريرًا لوزارة الخارجية الإيرانية حول الجهود والاتصالات التي تقوم بها حكومة قطر، واهتمامها الكبير بتوطيد العلاقات ودعم جهود رجل الدين الشيعي المعارض عيسى قاسم وجمعية الوفاق البحرينية المعارضة خلال أحداث 2011، فتم التحضير لزيارة وزير الخارجية السابق علي أكبر صالحي إلى الدوحة التي وصلها والتقى فيها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وخلال اللقاء القطري ـ الإيراني حول البحرين شدد صالحي على مخاطر ونتائج الأوضاع في البحرين على منطقة الخليج، وضرورة التحرك الثنائي بين البلدين من أجل "تحقيق نتائج فعليّة في المنامة".

كانت الرؤية الإيرانية تقوم على أن طرح طهران لأي مبادرة بشأن البحرين لن ينجح، وهو ما يتطلب طرفاً ثالثًا أكثر حيادية، ويمكن أن يحظى بالقبول من قبل الجماعات السياسية والحكومة البحرينية، الأمر الذي ساهم في زيادة التنسيق القطري ـ الإيراني ضد البحرين.