شن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الأربعاء ضربتين جويتين لعرقلة تقدم حافلات تقل مسلحين من داعش آتية من لبنان ومتجهة نحو شرق سوريا، في حين سعى نصرالله إلى تهدئة غضب المسؤولين العراقيين إزاء توجّه المسلحين قريبًا من الحدود مع العراق.

إيلاف - متابعة: انسحب مئات المقاتلين من داعش الاثنين من منطقة الجرود الحدودية بين لبنان وسوريا، بناء على اتفاق يتيح لهم الذهاب الى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا وتقع على الحدود مع العراق.

ليس حلًا
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون لفرانس برس إن الغارات الأولى استهدفت الطريق التي تقود من مدينة الحميمة السورية شرقا باتجاه البوكمال، موضحًا أنه "لمنع القافلة من التقدم شرقا، أحدثنا فجوة في الطريق، ودمرنا جسرا صغيرا".

ثم عاد التحالف ونفذ غارات جديدة استهدفت "سيارات فردية ومقاتلين تم التعرف إليهم بوضوح، باعتبارهم ينتمون إلى تنظيم داعش" وبدا أنهم يتقدمون باتجاه القافلة من البوكمال. وأضاف "إذا واصلوا إرسال أشخاص على ذاك الطريق، سنواصل ضربهم. وستزداد الخسائر".

أوقفت ضربات التحالف تقدم القافلة بالقرب من دير الزور بعد 48 ساعة من مغادرتها المنطقة الحدودية مع لبنان. اضاف الكولونيل ديلون "ان تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدا عالميا، ونقل الارهابيين من مكان الى اخر كي يتعامل معهم طرف آخر ليس حلا دائما".

تم التفاوض على الاتفاق بين تنظيم داعش وحزب الله اللبناني الذي يشارك في القتال في سوريا إلى جانب الجيش السوري. وحارب مقاتلو حزب الله لمدة اسبوع ضد تنظيم داعش في الجانب السوري من الحدود، فيما كان الجيش اللبناني يخوض معركة معهم في الجانب اللبناني منها.

مدنيون ضمن القافلة&
وغادر مقاتلون ومدنيون، بينهم أطفال، الحدود اللبنانية السورية قبل يومين، ولكن الحافلات كانت لا تزال متوقفة الاربعاء بالقرب من الحميمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لفرانس برس انهم يبحثون عن طريق جديدة بعد ضربات التحالف.

وقال ديلون "ان التحالف يراقب حركة القافلة لحظة بلحظة. واستنادا الى القوانين المتبعة في النزاعات المسلحة، فانه سيتحرك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في المكان والزمان المتاحين له". وقال ان آخر نقطة معروفة لهم كانت قرب الحميمة.

وردًا على سؤال حول وجود عائلات في الحافلات، قال ان التحالف "يعرف بوجود مدنيين. نأخذ الأمر في الاعتبار (...) اذا توصلنا إلى ضربهم من دون إصابة المدنيين، فإننا نفعل"، موضحًا انه يتصرف "وفق الاجراءات المتبعة".

&خلافة مترنحة
لم يصدر رد فعل من حزب الله أو دمشق بعد على هذه الغارات بعدما أثار الإعلان عن عملية نقل مسلحي تنظيم داعش من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود السورية العراقية، غضب العراقيين وانتقاد الاميركيين.

وانتقد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بريت ماكغورك الاتفاق، قبيل تصريحات ديلون. وغرّد ماكغورك "يجب قتل ارهابيي تنظيم داعش في الميدان، وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية من دون موافقة العراق".

اضاف "ان تحالفنا سيتحرك بشكل يمنع هؤلاء الارهابيين من دخول العراق او الفرار من ما تبقى من +خلافتهم+ المترنحة". وهي الخلافة التي اعلنها التنظيم في 2014 في الاراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق.

رد على الغضب العراقي
ومساء الثلاثاء، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعليقًا على توجه مقاتلي تنظيم داعش الى البوكمال إن الأمر "مقلق جدا (...) وغير مقبول"، و"إساءة الى الشعب العراقي". وقال "نحن حريصون على أمن العراقيين وأمن جيراننا (...) نحن لا نسعى إلى احتواء داعش، نسعى إلى القضاء" على التنظيم.

ومساء الأربعاء، في بادرة نادرة، أصدر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بيانًا سعى فيه الى تهدئة الخواطر بقوله "إن المنطقة التي انتقلوا إليها هي خط الجبهة في البادية السورية، التي يعرف الجميع أن الجيش السوري وحلفاؤه يقاتلون فيها قتالًاً شديدًا منذ أشهر عدة (...) وبالتالي نحن ننقل هؤلاء المسلحين المهزومين من جبهة نحن نقاتل فيها إلى جبهة نحن نقاتل فيها".

وأوضح أن "الاتفاق قضى بنقل عدد من مسلحي داعش وعائلاتهم من أرض سورية إلى أرض سورية، أي من القلمون الغربي السوري إلى دير الزور السورية، وليس من أرض لبنانية إلى أرض عراقية (...) إن الذين تم نقلهم ليسوا أعدادًا كبيرة، وإن 310 من المسلحين المهزومين المنكسرين المستسلمين الفاقدين لإرادة القتال لن يغير شيئًا في معادلة المعركة في محافظة دير الزور التي يتواجد فيها كما يقال عشرات الآلاف من المقاتلين".

وقال متوجّهًا إلى المسؤولين العراقيين: "نحن نعتز بمشاركة إخواننا المجاهدين العراقيين من فصائل المقاومة العراقية البطلة، وقد قاتلنا وإياهم كتفًا إلى كتف، وامتزجت دماؤنا في الكثير من مواقع القتال، وما زال هؤلاء الأبطال العراقيون في الخنادق نفسها يقاتلون، ويغيرون المعادلات، ونحن إذ نفتخر بهم، نقدر لهم حضورهم الدائم وتضحياتهم الكبيرة في الدفاع عن الأمة والمقدسات ونشكرهم على ذلك".

أشاد الرئيس اللبناني وقائد الجيش اللبناني الاربعاء بـ"الانتصار" الذي تحقق على تنظيم داعش، الذي طرد عناصره من جانبي الحدود السورية اللبنانية. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون امام الصحافيين في &قصر بعبدا الرئاسي "اليوم نعلن انتصار لبنان على الارهاب، ونهدي هذا النصر الى جميع اللبنانيين، الذين من حقهم ان يفخروا بجيشهم".

لكن الاتفاق على انسحاب مقاتلي التنظيم المتطرف أثار الكثير من الجدل في لبنان كذلك، حيث عبّر الكثيرون عن استيائهم من رؤيتهم يغادرون على متن "حافلات مكيفة"، فيما قام تنظيمهم بإعدام ثمانية جنود لبنانيين اختطفوا عام 2014.

وعثر الاحد على رفات رجّح أنها تعود إلى هؤلاء الجنود في المنطقة التي تجري فيها المعارك بين الجيش والتنظيم، بعد ساعات على بدء وقف لاطلاق النار في المعارك ضد التنظيم الجهادي.