إيلاف من لندن: هاجم مكتب العبادي اليوم وسائل إعلام إيرانية ومؤيدة لسوريا بترويج أكاذيب حول علم الحكومة العراقية باتفاق نقل مسلحي داعش لحدود العراق مؤكدًا انها لم تستشر فيه.. بينما نفت القوات العراقية ادعاءات بأن قواتها لم تقاتل في قضاء تلعفر وكان هناك اتفاق مع تنظيم داعش على اخراج مسلحيه منها بدون مواجهات مسلحة وكشفت عن تقديمها 400 قتيل وجريح في تلك معركة التي استمرت 12 يومًا.

وقال سعدي الحديثي المتحدث الرسمي باسم مكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي إن قناة الميادين (مؤيدة لسوريا وحزب الله) ووكالة أنباء فارس (الإيرانية) قد تناقلت "اخبارًا كاذبة وملفقة حول عّلم الحكومة العراقية بالاتفاق الذي حصل لنقل مئات من عناصر داعش الارهابي إلى مدينة البوكمال السورية بمحاذاة الحدود العراقية". 

وأضاف في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه قائلاً: "نحن في الوقت الذي ننفي فيه نفيًا قاطعًا صحة هذه الأنباء ونأسف لاعتماد معلومات خاطئة وأخبار كاذبة في التعامل مع موضوع حساس يمس الأمن الوطني العراقي، فإننا نؤكد أن العراق لم يكن على علم بهذا الاتفاق ولم نطلع عليه ولم يؤخذ رأي الحكومة العراقية فيه وحدث بعيدًا عنا بشكل كامل".

ودعا وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة في نقل المعلومة ‏وعدم اللجوء إلى تضليل الرأي العام وخلط الأوراق بصورة تتنافى مع مواثيق ومعايير العمل الإعلامي المهني".

 

سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

 

وكان العبادي قد اعتبر خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي في بغداد الثلاثاء الماضي نقل اعداد كبيرة من عناصر داعش من مناطق لبنانية على الحدود السورية الى الحدود العراقية امرًا غير مقبول، داعيًا الحكومة السورية الى التحقيق في الامر. وبعد ان رفض نقل عناصر داعش من لبنان الى الحدود السورية مع العراق، فقد وصف هذا الامر بالمقلق والمسيء للشعب العراقي وغير المقبول. 

ومن جهته، حذر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري من التداعيات السلبية لنقل مسلحي داعش من الاراضي اللبنانية الى الحدود العراقية مع سوريا مشددًا على ان العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات تمس امنه وسيادته.

وامس، هاجمت صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله مقتدى الصدر متهمة "جيوشاً الكترونية" تابعة له بالوقوف وراء الهجمة الأخيرة ضد الحزب بشأن اتفاق القلمون ونقل عناصر بتنظيم داعش إلى مدينة البوكمال السورية. وقالت صحيفة الأخبار في تقرير إن "الجيوش الإلكترونية التابعة للتيّار الصدري قد أُمرت بالهجوم على حزب الله والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فعمد الصدريون إلى تبنّي خطاب قاسٍ".. مشيرة إلى أن "بعض النخب" السياسية العراقية تجد في ما جرى مناسبة للتقرّب من السعودية بذريعة تحسين اقتصاد العراق.

وقد تم نقل مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم إلى نقطة تبادل شرقي سوريا على الحدود مع العراق ومن ثم إلى أراضٍ خاضعة لسيطرة التنظيم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.

القوات العراقية: قدمنا 400 قتيل وجريح في معركة تحرير تلعفر

ونفت القوات العراقية المشتركة ما تناقلته بعض الجهات من ان قواتها لم تقاتل في قضاء تلعفر، وكان هناك اتفاق مع تنظيم داعش على اخراج مسلحيه منها بدون مواجهات مسلحة، حيث كشف مصدر رسمي ان هذه القوات قدمت 400 قتيل وجريح في معركة القضاء التي استمرت 12 يومًا.

 وقالت قيادة العمليات العراقية المشتركة في بيان صحافي بثته خلية الاعلام الحربي وتابعته "إيلاف" الجمعة، "نؤكد ان قواتنا العراقية بكل تشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي قاتلت الدواعش في تلعفر ببطولة فائقة وكالبنيان المرصوص وقدموا التضحيات مما ارعب الدواعش ودفعهم الى الانهيار امام زحف الابطال".

وشددت بالقول "ننفي بشكل قاطع ما صرحت به بعض الجهات وللاسف الشديد بأن ابطال العراق لم يقاتلوا وزعموا ان هناك اتفاقًا ليبرروا ما حصل في سوريا ونؤكد ان قواتنا البطلة التي طردت الارهاب من المحافظات العراقية وقتلتهم واذاقتهم مر الهزيمة ستستمر بسحق رؤوس الدواعش ومن يساندهم حتى يتحرر آخر شبر من الارض العراقية، ويعود النازحون الى بيوتهم معززين مكرمين."

واشارت الى ان قائد عمليات قادمون يا تلعفر الفريق قوات خاصة عبد الامير يار الله سيقدم ايجازًا تفصيليًا لوسائل الاعلام عن كل الفعاليات العسكرية التي تمت وحجم خسائر العدو من اجل إحاطة الرأي العام بالحقائق من مصادرها الرسمية.

ومن جهته، اكد مصدر بمكتب رئيس الوزراء ان القوات الامنية بمختلف صنوفها وتسمياتها قدمت في معركة تحرير تلعفر، التي انتهت امس، ما يقرب من 400 شهيد وجريح. وقال "قدمنا 66 شهيدًا و332 جريحًا في معركة تحرير تلعفر وليست هناك صفقة كما روّج البعض".

وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي قد اعلن امس عن تحرير قضاء تلعفر الشمالي غرب الموصل بالكامل بعد انجاز السيطرة على ناحية العيضاوية آخر معاقل تنظيم داعش هناك، مؤكدًا أن محافظة نينوى اصبحت بيد القوات العراقية بكاملها مشددًا على مواصلة تحرير كل شبر من ارض العراق وصحاريه. 

وقال العبادي في خطاب الى العراقيين الخميس تابعته "إيلاف"، "لقد اكتملت الفرحة وتم النصر واصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة".. واشار الى انه تم القضاء على ارهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالهرب. 

وعاهد العراقيين قائلاً "عهدًا منا لكم يا ابناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من ارض العراق وصحاريه".. وشدد منوهًا: "نقول للدواعش المجرمين : اينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس امامكم غير الموت او الاستسلام".