واشنطن: اجتاح غضب واسع الولايات المتحدة الاحد بعدما كشفت وسائل إعلام أن الرئيس دونالد ترمب اتخذ قراره بالغاء برنامج "داكا"، الذي يحظر ترحيل المهاجرين غير القانونيين، الذين جلبوا الى البلاد وهم في عمر 16 سنة او اقل ويسمح لهم بالعمل.

والبرنامج الذي أقره الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012 يستفيد منه نحو 800 ألف، وكثير من هؤلاء هو زوج أو زوجة لمواطنين أميركيين، وبعضهم لديهم أطفال.

ونقلت وسائل إعلام بينها صحيفة بلوتيكو ومحطة (سي أن أن) تفاصيل اجتماع عقده معاونو الرئيس في البيت الابيض الأحد، بحثوا خلاله آلية تطبيق القرار الذي من المتوقع ان يعلن الاسبوع الجاري، لكن لن يفعّل الا بعد ستة أشهر، إذا لم يسن الكونغرس مشروعًا لاصلاح نظام الهجرة ومنه قانون "داكا".

وفي حال اتخاذ القرار، فإنه سيواجه بمعارضة كبيرة من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكان بول راين رئيس مجلس النواب والمقرب من ترمب علّق على خطط الرئيس إلغاء "داكا" ان قوانين الهجرة يجب ان تصدر عن الكونغرس.

وكشفت وسائل إعلام أميركية الأحد بينها موقع "ذا هيل" الإخباري أن هناك معارضة للقرار حتى بين الكثير من الجمهوريين واعضاء في الحكومة ومنهم وزير العدل جيف شيزنز الذي نصح ترمب بأن لا يقدم على هذه الخطوة، قائلا "إن سن قوانين الهجرة يفترض ان يتولاها الكونغرس لا الجهات التنفيذية (الحكومة)" وهي النصيحة التي يبدو ان الرئيس اخذ بها جزئيًا وقرر عدم تطبيق قرار الغاء البرنامج الا بعد ستة اشهر، حتى يمنح المشرعين فرصة للتدخل.

وكانت صحيفة ذا هيل ذكرت الجمعة، ان تحركاً يقوده جمهوريون في الكونغرس للضغط على ترمب لمنعه من اصدار القرار، خشية ان يفقدوا قواعدهم الانتخابية التي تتشكل غالبيتها من المنحدرين من اصول لاتينية.

وطغت انباء نية ترمب الغاء البرنامج على أخبار التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، وتهديد الولايات المتحدة على الأخيرة بحرب شاملة. وصار وسم داكا الأكثر تداولاً على موقع تويتر في العالم وفي أميركا منذ مساء الأحد حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين.

 واذا اختارت غالبية الجمهوريين في الكونغرس الأحد عدم انتقاد نية الرئيس بالغاء "داكا" علنًا، شن ديمقراطيون هجوماً كبيراً سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي او عبر لقاءات تلفزيونية، وقال السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي كشف استطلاع أجري الأسبوع الماضي أنه أكثر اعضاء الكونغرس شعبية في البلاد، قال في تغريدة عبر حسابه في موقع تويتر، " إن قرار إلغاء داكا سيكون أبشع القرارات وأكثرها وحشية التي قد يتخذها رئيس للبلاد".