«إيلاف» من لندن: إنطلقت في اقليم كردستان العراق اليوم الحملة الدعائية للاستفتاء على الانفصال وتستمر 18 يومًا رغم الدعوات الداخلية والخارجية لتأجيله، فيما دعت بريطانيا الاكراد الى مواصلة حواراتهم حوله مع الحكومة المركزية في بغداد.

وقد بدأت الحملة بتجمع جماهيري في مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان رفعت خلالها اعلام اقليم كردستان والشعارات المؤيدة لانفصاله عن العراق والداعية للمشاركة في الاستفتاء والتصويت بنعم للاستقلال.

وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان إن الحملة الدعائية ستستمر 18 يومًا ولغاية الثاني والعشرين من الشهر الحالي اي قبل ثلاثة ايام من موعد الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر نفسه. وحذرت المفوضية في بيان من "أن الشخص الذي يبدأ بحملته الدعائية قبل الموعد المحدد سيكون معرضاً للمساءلة القانونية".

وطلبت من وسائل الإعلام زيارة مقرها الرئيسي أو مكاتب المحافظات للتسجيل حسب تعليمات وضوابط المفوضية من أجل مراقبة وتغطية عملية الاستفتاء . وايضا دعت المفوضية الأحزاب والكيانات السياسية بمراجعة مقرها الرئيسي أو مكاتب المحافظات حتى 15 من الشهر الحالي لتقديم أسماء مراقبي الكيانات السياسية لمراقبة عملية تحديث سجل الناخبين والانتخابات وعملية الاستفتاء.

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد طالب في الثامن من يونيو الماضي المفوضية بالاستعداد لإجراء استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان في 25 من الشهر الحالي.

وكشفت المفوضية عن عزمها تعيين 50 الف موظف بعقود موقتة للمشاركة في انجاز الامور اللوجستية المتعلقة بالاستفتاء حيث سيكون عدد الموظفين بحسب النسبة السكانية لكل مدينة ويتم توزيعهم بواقع 5 اشخاص على كل محطة انتخابية.

ويوم امس، دعا حزبان كرديان عراقيان رئيسيان ممثلان في برلمان اقليم كردستان العراق الى تأجيل استفتاء الاقليم وطالبا ااثر اجتماع عقده وفد لحركة التغيير برئاسة عمر السيد علي المنسق العام للحركة مع علي بابير رئيس الجماعة الإسلامية الكردستانية في اربيل بتأجيل الاستفتاء وتشريع قانون بشأنه في برلمان الاقليم، واكدا أن مسألة الإستفتاء تخص المؤسسات التشريعية حصرًا. واشارا في المقابل الى ضرورة الابقاء على الموعد المحدد لانتخابات رئاسة وبرلمان الإقليم في نوفمبر المقبل.

يذكر ان إقليم كردستان العراق يقوده برلمان إقليمي يضم 111 عضوًا والرئيس الحالي هو مسعود بارزاني الذي انتخب في بداية عام 2005 وأعيد انتخابه عام 2009 ويتشكل الاقليم من محافظات اربيل والسليمانية ودهوك .. وتبلغ مساحة الاقليم حوالي 40 الف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانه حوالي 4 ملايين نسمة.

ويواجه انفصال الاكراد عن العراق معارضة داخلية وخارجية حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشهر الماضي من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد، مؤكداً ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه .

وخارجياً، فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء اقليم كردستان .. فيما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوربي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".

اكراد مؤيدون لانفصال اقليم كردستان عن العر اق

 

لندن تدعو الاكراد لمواصلة الحوار مع بغداد حول الاستفتاء

ودعا الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت المسؤولين في اقليم كردستان الى مواصلة الحوار مع الحكومة المركزية في بغداد حول الاستفتاء .
وقال بيرت عقب اجتماعه في اربيل مساء امس مع مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان، فلاح مصطفى "نتفهم جيداً مدى اهمية الاستفتاء للاكراد ولا نعتقد انهم سيمضون به خارج اطار الحوار مع بغداد". وأضاف "ان بريطانيا سعيدة بدعمها للطرفين، وكل ذلك في سبيل نجاح هذه الحوارات بين اربيل وبغداد، ونعتقد بأن هذه الحوارات ستستمر لغاية الخامس والعشرين من الشهر الحالي وقد أطلعنا الطرفين على مخاوفنا، وقد أوضحا لنا بأن النقاشات ستستمر خلال الاسابيع القادمة سواء في اربيل أو في بغداد ايضاً".
واشار الوزير الى انه "من الصعب ان نقارن الإستفتاء في إقليم كردستان بمكان آخر، بسبب اختلاف الوضع من منطقة لأخرى وما يتلاءم مع وضع هذه الدول، فالعلاقات بين اسكتلندا وبريطانيا تختلف كلياً عن الوضع في هذه المنطقة التي لها خلفيتها الخاصة وتاريخها المختلف".

ومن جهته، اكد قوباد طالباني نائب رئيس حكومة اقليم كردستان خلال اجتماعه مع الوزير البريطاني أن ابواب الاقليم مفتوحة للتوصل سلميًا مع بغداد الى حل لجميع المشاكل العالقة بين الطرفين.
واشار حول الاوضاع الداخلية في كردستان أن "المحاولات مستمرة لاستعادة الثقة بين الاطراف السياسية لبناء وحدة الصف السياسي والاجتماعي على مستوى المسائل الوطنية وجميع المسائل الحالية، موضحًا ان الاوضاع الانية تتطلب منا ان نكون موحدي الصف اكثر من اي وقت مضى خاصة في مسألة حق تقرير المصير وسبل مواجهة أي تطورات محتملة في المنطقة والتي تدل جميع المؤشرات على انها في طريقها الينا". وبشأن العلاقات بين اربيل وبغداد، قال طالباني إن "ابوابنا مفتوحة دائما للتوصل الى حل بين اربيل وبغداد في ما يتعلق بالمشاكل العالقة".
من جانبه، اكد اليستر بيرت ان الحكومة البريطانية مستمرة في علاقاتها مع اقليم كردستان وتقديم جميع الدعم والتعاون لاجراء الاصلاحات في كردستان لتخطي الازمات، كما نقلت عنه وكالات انباء كردية محلية في تقارير اطلعت عليها "إيلاف".

وهذه هي المرة الخامسة التي يزور فيها اليستربيرت إقليم كردستان بصفته وزيراً، حيث اعلن عقب وصوله الى اربيل الاحد الماضي تقديم 4 ملايين جنيه إسترليني مساعدات للنازحين في إقليم كردستان كما سبق لبريطانيا أن منحت أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني للغرض نفسه.