نصر المجالي: في خطوة نالت تقدير نشطاء وكتاب، ضبطت الأجهزة الأمنية الأردنية شخصين هددا كاتبين صحافيين محليين، بتعرضهما لمصير أشبه بالذي تعرض له الكاتب ناهض حتر وأفضى إلى مقتله أمام قصر العدل في العاصمة عمّان قبل نحو عام.

ويشهد الأردن منذ صعود التيار الإسلامي على هامش الربيع العربي، حملات تهديد من جانب الإسلاميين ضد الكتاب التنويريين والليبراليين الذين ظلوا يأملون أن تبادر السلطات المعنية في الأردن إلى مواجهة تلك الحملات التي تهدد بتمزيق الوحدة الوطنية فضلا عن الأمن والسلم الاجتماعيين.

وحوّلت الأجهزة الأمنية الشخصين اللذين نشرا عبارات "تضمنت تهديدا " للكاتبين زليخة أبو ريشة وباسل الرفايعة عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إلى محافظ الزرقاء لاتخاذ الإجراء اللازم بحقهما وإكمال الإجراءات القانونية والعمل على حماية الكاتبين.

الرفايعة يشيد 

واشاد الكاتب الرفايعة بالسلطات الأردنية المعنية بهذه الخطوة ووصفها بالجيّدة. وقال عبر صفحته الخاصة على فيسبوك، الأربعاء " جيد أنْ تستدعي الأجهزةُ الأمنيةُ كلَّ من يُحرِّض على الجريمة والإرهاب، وتحوّله للقضاء، والأهم أنْ تتحرّك بسرعة، لئلا يتوهَّم كثيرون بأنَّ من حقّهم تهديد حياة الكتّاب والمدوِّنين، لمجردِ الاختلافِ في الرأي، أو سعياً لشعبويّة، تؤدي إلى تعبئة الظلام بمزيدٍ من قتامات الانتقام والموت".

وأضاف " الكاتبة زليخة أبوريشة، وأنا، قدمنا بلاغين أمنيين عن طريق تطبيق "فرسان الأردن"، وبعد ساعاتٍ تحرّكت الأجهزةُ الأمنيةُ، وأوقفت المُحرِّضيْن، وأخضعتهما لإجراءاتٍ وتدابير، قبلَ أن تُطلقَ سراحهما، ويُنتظرُ أنْ يُحولا إلى القضاء، كما يُفترض، وكما تقتضي جريمةٌ من هذا النوع".

وكان أحد الأشخاص الذين تم ضبطهم كتب موجها رسالة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): باسل الرفايعة، زليخة ابو ريشة لا تستفزوا الناس بدينهم، ناهض حتر نصحناه كثيرا"، في إشارة لم تخل من تهديد مبطن لهم.

ولاحقا، تواصل الشخص في اتصال هاتفي مع قناة (رؤيا)، وأكد وقوفه أمام المحافظ واستمع لهم، وأكدوا لهم أن ما نشروه لم يكن من باب التهديد في شيء.

يشار الى ان الكاتب الصحافي ناهض حتر قتل يوم 25 من شهر سبتمبر 2016 وألقي القبض على القاتل مباشرة بعد تنفيذه القتل، وجرى إعدام قاتله في آخر وجبة إعدامات أعلنتها الحكومة الأردنية.

3 تهديدات

وكانت الكاتبة الليبرالية زليخة أبوريشة كشفت عن تعرضها إلى ثلاث حملات استهدفت حياتها خلال عام ونيف. معبرة عن ثقتها ببزوغ فجر ما سمته ولادة تيار تنويري قادر على محاربة الترهيب والظلام الذي يمارسه تيار الإسلام السياسي، بحسب وصفها.

جاء ذلك في مقالة للكاتبة أبوريشة، نشرت في "الغد" الأردنية، وتحدثت فيها عن نشر مهندس وناشط، لم تسمه، إدراجاً على صفحته في (فيسبوك) وصف بأنه تهديد مباشر لحياة أبوريشة وكاتب ليبرالي آخر هو باسل رفايعة. مشيرة إلى أنها سبق وأن تعرضت قبل هذه الواقعة إلى تهديدين آخرين في غضون عام منصرم.