إيلاف من بغداد: في اليوم الثاني من بدء الحملة الدعائية لاستفتاء اقليم كردستان العراق على الانفصال فقد رأى رئيس الاقليم مسعود بارزاني ان الطائفية المذهبية هي التي تحكم العراق مشددا على المضي في الاستفتاء رغم ما قال انها ضغوط هائلة لتأجيله.

واضاف بارزاني في كلمة خلال اجتماعه الاربعاء مع مجموعة من الفنانين والصحافيين والكتاب في أربيل عاصمة الاقليم ونقلتها وكالات انباء كردية وتابعتها "إيلاف" ان الاكراد يطالبون منذ 10 سنوات بحقوق قوات البيشمركة في اشارة الى مرتبات عناصرها وتسليحهم إلا أنهم في حكومة بغداد لم يرسلوا طلقة واحدة لها في حين انهم شرعوا في غضون ساعتين قانونا خاصا بالحشد الشعبي (الذي يضم فصائل شيعية مسلحة) وتم تأمين المبالغ المالية والسلاح له. وشدد بالقول ان "بغداد لا تقبل الشراكة الحقيقية". 

واشار الى وجود ما وصفها بضغوطات هائلة يتعرض لها الاقليم من أجل تأجيل الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر الحالي .. وقال "إلا أننا مصرون على إجرائه في وقته المحدد".

واضاف أن "المذهبية هي التي تحكم في العراق وللأسف لا تواجد شراكة حقيقية في البلد لذلك اتخذ شعب كردستان قراره بإجراء الاستفتاء". واضاف انه منذ عام 2008 والمسؤولون في بغداد يتحدثون مع الشعب الكردي بلغة التهديدات والهجوم" .. مؤكدا ان حكومة بغداد لم تنفذ أي اتفاق مع الاكراد .. مشيرا الى ان الحشد الشعبي يهدد الشعب الكردي بشكل يومي .

وانطلقت في اقليم كردستان الحملة الدعائية لاستفتاء الانفصال وتستمر 18 يوما رغم الدعوات الداخلية والخارجية لتأجيله وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان ان الحملة الدعائية ستستمر 18 يوما ولغاية الثاني والعشرين من الشهر الحالي اي قبل ثلاثة ايام من موعد الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر نفسه. وحذرت المفوضية في بيان من "ان الشخص الذي يبدأ بحملته الدعائية قبل الموعد المحدد سيكون معرضاً للمساءلة القانونية".

والاثنين الماضي دعا حزبان كرديان عراقيان هما حركة التغيير وجماعة الإسلامية الكردستانية إلى تأجيل الاستفتاء وتشريع قانون بشأنه في برلمان الاقليم واكدا أن مسألة الإستفتاء تخص المؤسسات التشريعية حصرا.

يذكر ان إقليم كردستان العراق يقوده برلمان إقليمي يضم 111 عضوا والرئيس الحالي هو مسعود بارزاني الذي انتخب في بداية عام 2005 وأعيد انتخابه عام 2009 ويتشكل الاقليم من محافظات اربيل والسليمانية ودهوك .. وتبلغ مساحة الاقليم حوالى 40 الف كيلومترا مربع ويبلغ عدد سكانه حوالى 4 ملايين نسمة.

ويواجه انفصال الاكراد عن العراق معارضة داخلية وخارجية حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشهر الماضي من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد مؤكدا ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددا على ان حكومته لن تتعامل معه .

وخارجيا فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء اقليم كردستان .. فيما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".