إذا كانت الطبيعة قد أفرزت الأعاصير التي تجتاح عددًا من الولايات الجنوبية في أميركا، مخلّفة وراءها خسائر هائلة، فإن الأجواء السياسية في واشنطن قد تشهد إعصارًا كبيرًا في الخريف. 

إيلاف من نيويورك: إذا كان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب يعدّ زعيم أقوى دولة في العالم، فإن روبرت مولر المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي في الانتخابات بات ينظر إليه على أنه الحاكم بأمره في طول البلاد وعرضها، يستدعي من يشاء، ويرسل رجال مكتب التحقيقات الفدرالي، لمداهمة منازل من يريد. 

سخونة التحقيقات 
وصلت تحقيقات مولر في قضية التدخل الروسي إلى مرحلة السخونة، وسط معلومات تحدثت عن نيته مقابلة مساعدين سابقين وحاليين للرئيس ترمب، كرينس بريبوس وشون سبايسر وآخرين لسماع شهاداتهم في القضية التي يشرف على التحقيق فيها. 

هيكس تستعد
وتحضيرًا للأيام المقبلة الصعبة، عمدت هوب هيكس، مديرة التواصل الجديدة في البيت الأبيض إلى الاستعانة بمحام خاص بعد ورود اسمها في لائحة الأشخاص الذين ينوي مولر مقابلتهم. 

هيكس، عارضة الأزياء السابقة وصديقة إيفانكا ترمب، إستأجرت خدمات روبرت تروت أحد المحامين الكبار في البلاد، ومؤسس شركة تروت كاشيرس وجانيس. مديرة التواصل تعلم علم اليقين أن قربها من ترمب، الذي يعتبرها من الدائرة الضيقة، والثقة المطلقة التي تتمتع بها، جعل المحقق الخاص يطلب مقابلتها.

إدانة مانافورت 
ومع تصدر بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترمب الانتخابية عناوين الصحف، وتركيز مولر على الدور الذي لعبه، يعتقد مساعدو ترمب أن مانافورت سيواجه في نهاية المطاف اتهامات جنائية تتعلق بغسيل الأموال. 

وتتركز التحقيقات مع مانافورت حول إمكانية لعبه لدور في التواطؤ بين حملة ترمب والروس نظرًا إلى علاقته الجيدة بالطرف الثاني، ولكن الشكوك حول إمكانية توجيه اتهام إليه بغسيل الأموال أو التهرب الضريبي ارتفعت بعدما عمد المحققون بحسب ديلي كالر، إلى التركيز على الشؤون المالية والعلاقات التجارية له وللجنرال مايكل فلين ولأفراد أسرة ترمب".

كما طلب المحقق الخاص مداهمة منزل بول مانافورت، في فرجينيا، في خطوة هدفت إلى للبحث عن سجلات تجارية، علمًا بأن مقربين من مدير حملة ترمب السابق اقترحوا عليه رفع دعوة على مولر بسبب هذه المداهمة غير القانونية.

شأنه وحده
وقال أحد مساعدي الرئيس ترمب إن أي تهمة مالية توجّه إلى مانافورت تخصّ الأخير وحده، وبالتالي لا علاقة للبيت الأبيض بها، كما إن شون سبايسر قال في مارس الماضي عندما كان يعمل كمتحدث باسم البيت الأبيض، إن مانافورت لعب دورًا محدودًا للغاية في الحملة الانتخابية. 

استخدام الأدلة للضغط
ويجري الحديث عن محاولة مولر استخدام الأدلة التي تدين مانافورت في الموضوعات المتعلقة بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال للحصول على معلومات منه حول علاقة حملة ترمب بالروس. 

ودفعت مداهمة - غارة فرجينيا الكثيرين إلى الاعتقاد بأن مانافورت متورط في قضايا كبرى، كما جرى استدعاء محاميه والناطق باسمه، جايسون مالوني. واجتمع المحققون أيضًا مع زوج ابنته، جيفري يوهاي، في محاولة لجعله يعمل كشاهد ضد والد زوجته بحسب مقربين من ترمب.

ابنته تعلم 
ونقل عن ابنة مانافورت قولها إنها تعتقد أن بعض أنشطة والدها قد تكون غير قانونية. وقال سياسي أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه في فبراير إن أندريا مانافورت أرسلت إلى صديق في رسائل نصية تقول إن "عمل والدها في أوكرانيا مشكوك فيه قانونيًا".