انتهز رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني فرصة تقديم أحزاب الغالبية الحكومية حصيلة عملها خلال الأشهر الأربعة الأولى من ولايتها، مساء اليوم في الرباط، للدفاع عن أداء حكومته ووزرائها، مؤكدًا أن الانسجام والتعاون بين مكوناتها يمثلان ميزة رئيسة تطبع العمل المتواصل للفريق الحكومي.

إيلاف من الرباط: قال العثماني في كلمة أمام قادة أحزاب الغالبية الحكومية ووزراء الحكومة وعدد من البرلمانيين، إن الحصيلة التي قدمتها الحكومة في الـ120 يومًا الأولى إيجابية، واتسمت بالجدية والعمل القوي في تسريع الأوراش المفتوحة.

ظنكم سيخيب
أضاف العثماني أن أحزاب الغالبية الحكومية تعوّل على "العمل الجاد في الميدان وعلى الإنجاز وخدمة الوطن خلال هذه الفترة من العمل الحكومي"، مشددًا على أن "الغالبية مجتمعة وموحدة وملتفة حول البرنامج الذي قدمته إلى المواطن، ولن ترجع إلى الوراء".

وفي أشبه ما يكون برد على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن قرب إسقاط الحكومة، وقرب إقالة عدد من الوزراء، قال العثماني إن "الذين يراهنون على تفجير الحكومة، ويسعون إلى النفخ فيها باستمرار، هؤلاء سيخيب ظنهم".

أضاف "لقد رأينا من روّج لإقالة الحكومة وإبعاد وزراء والتشويش وترويج الشائعات غير الصحيحة. هؤلاء خاب ظنهم، وسيخيب في المستقبل"، الأمر الذي مثل رسالة واضحة من العثماني إلى خصومه بأن حكومته ما زالت تحظى بالدعم من طرف عاهل البلاد.

وبيّن العثماني أن أحزاب التحالف الحكومي تسلحت بثقافة "التوافق والتعاون رغم اختلافنا"، وقال مستدركًا "صحيح أننا غالبية غير متماهية، وهناك نقاش قد يكون حارًا في بعض الأحيان، وتبقى لكل حزب مرجعيته"، لافتًا الى أن أحزاب الغالبية ركزت على "تطوير منهجية العمل الحكومي، من أجل الالتقائية في السياسات العمومية، والاشتغال في تناغم وتناسق".

تعاون لخدمة الوطن
وأشار رئيس الحكومة المغربية إلى السياق الإقليمي والدولي، الذي جاءت فيه حكومته، مبرزًا أن السياق العام تميز بالصعوبات، معتبرًا أنها جاءت في ظروف صعبة، وكان عليها ضغط من أجل استدراك ما فات "الحكومة جاءت، وعدد من الأوراش واقف، وهذا أخذ منها وقتًا وجهدًا لم يكن ممكنًا، إلا أننا تسلحنا بثقافة التعاون والتوافق لاستدراكه".

وفي إشادة واضحة منه بمستوى التعاون الذي يطبع العمل الحكومي، قال رئيس الحكومة: "وجدنا أن هناك تعاونًا مثمرًا وتفاعلًا قويًا بين الجميع من أجل خدمة الوطن"، وزاد قائلًا: "نعتز بالانسجام الحاصل بين أحزاب الغالبية الحكومية والعمل المبني على منطق التعاون لا التنازع بين المؤسسات تحت قيادة جلالة الملك الذي نعتز بدعمه للحكومة".

وأكد العثماني أن أحزاب الغالبية من خلال عرض الحصيلة الموقتة للعمل الحكومي تريد "التأسيس لهذا التقليد في بلادنا وفاء بالتزاماتها مع المواطنين"، وشدد على أن هناك مجهودات تبذل من أجل الوفاء لـ"التعاقد السياسي ذي الطابع البرنامجي الذي قدمته للحكومة أمام البرلمان".

غياب ابن كيران
من جهته، قال عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الفلاحة والصيد البحري، إن "الحكومة متماسكة وتشتغل بجدية ووفق رؤية واضحة".

أضاف رئيس التجمع الوطني للأحرار في كلمة قصيرة بالمناسبة "نحن كمكون من مكونات الغالبية فخورون بالاشتغال مع السيد رئيس الحكومة، وسعداء بمساعدته من أجل إنجاح مهمته"، وسجل أخنوش أن الحكومة "أنجزت الكثير في هذه الفترة القصيرة"، معتبرًا أن العمل الحكومي "يسير نحو النجاح عكس ما يقال، والنتائج إيجابية".

وتناولت باقي قيادات أحزاب الغالبية الحكومية الكلمة تبعًا، وأجمعوا فيها على حنكة الدكتور العثماني في تدبير المرحلة وإدارة الفريق الحكومي بنفس توافقي، معبّرين عن ارتياحهم لحصيلة الحكومة حتى الآن، لكن في الآن عينه، دعوا إلى بذل المزيد من الجهد للوفاء بالتعهدات التي تضمنها البرنامج الحكومي، مطالبين بالاستمرار على النهج نفسه وعدم الالتفات إلى التشويش الذي يحاول النيل من الحكومة وأدائها.

بدا لافتًا في اللقاء استمرار غياب عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، عن لقاءات وتجمعات زعماء أحزاب الغالبية، إذ مثل الحزب نائبه، سليمان العمراني، الذي لم يلقِ أي كلمة عكس ممثلي الأحزاب الأخرى.

عرف اللقاء، غياب نبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، الذي توفيت والدته (الإثنين) بعد معاناة مع المرض، حيث أعلن الخبر رئيس الحكومة في بداية كلمته، ودعا للفقيدة بواسع الرحمة والمغفرة.

وبعد نهاية الجلسة العمومية لتقديم الحصيلة، عقدت أحزاب التحالف الحكومي لقاء مغلقًا بين أعضاء الحكومة وأعضاء الفرق البرلمانية للأحزاب الستة، وذلك لتدارس الحصيلة التي أعلنتها الحكومة، وكيفية تنسيق العمل بين الحكومة والبرلمان من أجل إنجاح الأوراش المفتوحة وتسريع وتيرتها.