لندن: بعد زهاء 20 عاماً على اطلاق المركبة الفضائية "كاسيني"، أنهت مهمتها الأخيرة حول كوكب زحل بما سُمي «سقطة الموت». وكان الغرض من هذه السقطة الانتحارية في غلاف زحل الجوي حيث احترقت هو حماية قمريه تيتان وانسيلادوس اللذين كشفت المركبة "كاسيني" انهما صالحان لنشوء حياة فيهما. فلو تُركت كاسيني تدور بلا وقود في فلك زحل لكان من الجائز ان تصطدم بأحد القمرين وتلوثه بأي ميكروبات ربما تركها البشر على متنها حين انطلقت من الأرض.

ولكن نهاية المركبة كاسيني لا تعني نهاية الاستكشافات الفضائية، بل على العكس هناك رحلات مخططة الى كواكب واقمارها والى الشمس وقمر الأرض والى كويكبات فضلاً عن اطلاق تلسكوبات واقمار اصطناعية جديدة الى الفضاء.

ومن الجائز ان تعود وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" الى كوكب زحل في السنوات المقبلة. وبصرف النظر عن هذه العودة، فإن العالم كورت نيبور الذي يعمل في برنامج "ناسا" اكد ان رحلة كاسيني ستكون ذات تأثير دائم منوهًا بما كشفته المركبة عن القمرين تيتان وانسيلادوس. وقال نبيور لمجلة نيوزويك إن المركبة كاسيني جعلت من الواضح "ان هذه ليست اماكن خاصة ، فريدة ونادرة بل ان هذه العوالم المحيطية شائعة نسبياً في منظومتنا الشمسية وامتداد لها في الكون عموماً". وكان لنتائج رحلة كاسيني تأثير عميق في فهم العلماء لمدى انتشار هذه العوالم القابلة للعيش والسكنى فيها. 

مهمة ناسا لملامسة الشمس

ومن المقرر ان تبدأ "ناسا" مهمة فضائية أخرى باطلاق المركبة "انسايت" في 5 مايو 2018 للهبوط على سطح المريخ في 26 نوفمبر من العام نفسه. وستحفر المركبة عميقاً في سطح الكوكب الأحمر لدراسة تكوينه، وبذلك مساعدة العلماء على فهم نشوء المريخ بوصفه كوكباً صخرياً.

وستطلق "ناسا" المسبار الشمسي باركر في رحلة أخرى سُميت "مهمة ناسا لملامسة الشمس" في الفترة الواقعة بين 31 يوليو و19 أغسطس 2018. وسيقترب هذا المسبار زهاء 4 ملايين ميل من الشمس لدراسة نشاطها ومساعدة العلماء على ان يتعلموا التنبؤ بأحوال الطقس والفضاء على نحو أفضل.

وسيشهد عام 2018 مهمة فضائية مشتركة بين وكالتي الفضاء الاوروبية واليابانية باطلاق مركبة الى عطارد من المقرر ان تصله اواخر عام 2025، بالاضافة الى رحلات فضائية اميركية واوروبية اخرى الى المشتري واقماره. 

وسيكون عام 2020 عاماً متميزاً بالاستكشافات الدولية لكوكب المريخ بما في ذلك مسبار "مارس" الذي ستطلقه "ناسا" لدراسة صخور الكوكب الأحمر بحثاً عن حياة سابقة، ومسبار "الأمل" الذي من المقرر ان تطلقه الامارات، ومسبار "ايكسو مارس" الذي المقرر ان تطلقه وكالة الفضاء الاوروبية، فيما اعلنت الصين انها تخطط لمهمة فضائية الى المريخ في حوالي عام 2020.

اعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيوزويك". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.newsweek.com/there-life-space-after-cassini-nasa-plans-more-missions-find-out-665255