الرباط: بخلاف عبد الإله ابن كيران ، رئيس الحكومة المغربية السابق، وزعيم حزب العدالة والتنمية، الذي لم يكن يترك شأنا صغيرا أو كبيرا، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا وينبري له بالتصريح والتلميح والتعليق، فإن خلفه الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي،قليل التفاعل مع مستجدات الأحداث.

هذه الملاحظة التي سجلها مرتادو موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك "، كانت دافعا لهم في الآونة الأخيرة إلى إطلاق وسم ( هاشتاغ) بعنوان "هضر ــ أصاحبي" (تكلم ياصديقي)، ينتقدون فيه انزواء الطبيب النفسي السابق،سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، داعين إياه إلى الانفتاح والخروج من دائرة صمته.

وهناك أيضا من أطلق في الفضاء الأزرق "هاشتاغ" آخر تحت شعار " من حقي نسمع صوت العثماني"، باعتبار الأخير يرأس الجهاز التنفيذي في المملكة، ويتعين عليه أن يكون على اتصال دائم ومباشر بالرأي الوطني العام، عوض الانغلاق على نفسه. 

ونظرا لما عرف عنهم من سخرية لا توقر أحدا، فقد سارع رسامو الكاريكاتير بدورهم، في بعض الصحف اليومية، إلى تسليط ريشاتهم اللاذعة، التي تشبه السياط، على وجه العثماني، وإشباعه ما يشبه الضرب المبرح، من دون شفقة ولا رحمة، بسبب مكوثه بعيدا عن أضواء الإعلام.

لكن مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سارع إلى الدفاع عن العثماني، في تصريح له امس الخميس، عقب اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي، بمقر وكالة الأنباء المغربية.

وقال الخلفي في جواب له عن سؤال في الموضوع، إن رئيس الحكومة لايعابعليه، أي شيء في هذا الشأن، مشيرا إلى أنه قام ، منذ 9 سبتمبرالجاري، بإجراء سلسلة من الحوارات الصحافية مع عدد من المنابر الإعلامية، طرح خلالها الصحافيون كل ما يروج في بالهم من تساؤلات في كل المجالات.

وأوضح أن استراتيجية التواصل لدى رئاسة الحكومة تقوم على التفاعل الإيجابي مع كل الطلبات التي تقدم لها من طرف مختلف أجهزة الإعلام، وهي كثيرة، وسوف يتم العمل على تلبيتها وفق جدولة زمنية محددة.

وبارتباط مع نفس الموضوع، سجل الخلفي أن رئيس الحكومة ليس وحده من يتحرك في هذا الإطار، بل إنه دعا مختلف القطاعات الحكومية إلى التواصل المكثف مع الناس، لكون ذلك يشكل جزءا أو عنصرا من عناصر نجاح العمل الحكومي، ضمانا للحق في الولوج إلى المعلومة .