إيلاف من بغداد: رفض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تهديدات عراقية ايرانية تركية ضد الاقليم مصرا على اجراء استفتاء انفصال اقليم كردستان عن العراق غدا الاثنين وتوقع استقالة الرئيس العراقي فؤاد معصوم واكد ان الشراكة مع بغداد قد انتهت متهما اياها بنهج سياسات طائفية دفعت الاقليم الى اجراء استفتاء الانفصال.

وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي في أربيل عاصمة الاقليم اليوم ان كردستان لا تشكل تهديدا لدول الجوار واثبتت على مدى 25 عاما انها عامل استقرار في المنطقة رافضا بتهديدات دول الجوار باتخاذ اجراءات ضد الاقليم في حال تنفيذه للاستفتاء. لكنه اوضح ان الاكراد يرغبون بإقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار.. مضيفا "نمد لهم يدهم الصداقة ونأمل ان يبادولنا بنفس التوجه".

الاستفتاء بموعده بدل انتظار مستقبل مجهول

وشدد بارزاني بالقول "سنمضي بقرار الاستفتاء مهما كان الثمن بدلا من انتظار مستقبل مجهول" وقال ان المجتمع الدولي لم يكن رافضا لمبدأ إجراء الاستفتاء وانما طلب تأجيله. واشار الى ان بغداد بتعاملها السيئ مع الاقليم هي التي ارغمته على إلتوجه الى الاستفتاء.. مؤكدا ان الشراكة معها قد انتهت قائلا "لا توجد شراكة حقيقية في العراق".

واضاف أن التعاون بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة سوف يستمر كما ان الاقليم سيجري مفاوضات مفتوحة مع بغداد بعد الاستفتاء. وقال "لن نسمح بنشوب حرب بين العرب والتركمان والأكراد".. مشددا على انه سيحافظ على علاقة الأخوة بين المكونات الثلاث.

الاستفتاء خطوة اولى نحو الانفصال

ودعا بارزاني مواطني الاقليم إلى الذهاب لصناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم بطريقة سلمية معتبرا 

أن الاستفتاء هو الخطوة الأولى وهو لا يعني ترسيم الحدود مباشرة. واوضح ان كردستان ابلغت سابقا وقال "فعلنا كل ما بوسعنا للحفاظ على الفيدرالية بالعراق لكن المسؤولين في بغداد مازالوا يهيئون شارعهم لعداوة شعب كردستان. وتابع ان "الحكومات العراقية انتهكت الدستور ومبدأ تقاسم السلطة وكانت طائفية والشراكة مع بغداد انتهت".

وأضاف ان القيادة السياسية في كردستان فكرت كثيرا بهذا الوضع وتوصلت إلى قناعة بأن الاستقلال فقط سيمنع تكرار المآسي والمشاكل . واشار الى ان الاستفتاء هو الخطوة الأولى لتقرير المصير منوها الى ان الاقليم لن يفاوض بغداد مجددا بشأن الشراكة مؤكداً ان الحوار بعد الاستفتاء سيكون على الاتفاق للعيش كجيرانين جيدين.

استقالة معصوم

وتوقع بارزاني ان يقدم الرئيس العراقي فؤاد معصوم استقالته من منصبه بعد الاستفتاء في حال تعرضه الى ضغوطات سياسية في بغداد.

وقال "لم يتبق لنا مسؤول كبير في بغداد سوى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اذا طلبوا منه البقاء فليبقى واذا لم يريدوا منه البقاء فليأتي الى كردستان". وأضاف "انا متأكد اذا فرضوا ضغوطا على رئيس الجمهورية فانه سيقدم استقالته من منصبه".

كلام المالكي سخيف

وهاجم بارزاني تصريحات ادلى بها نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قال فيها ان"كردستان ستكون إسرائيل ثانية بعد الانفصال عن العراق".

وقال بارزاني "أريد ان أقول لذلك الذي يزعم ان كردستان ستكون إسرائيل ثانية كلامك سخيف ولا معنى له".

رفض تهديدات الجوار

وعن التصريحات التركية التي أشارت إلى خطورة انفصال الإقليم على أمن أنقرة نفى برزاني أن يكون انفصال إقليم كردستان تهديد لأي دولة جارة. وقال "خلال 25 سنة الماضية أثبتنا لتركيا ولكل الجيران الآخرين أننا عامل أمن واستقرار ولسنا عامل تهديد. ليست لدينا أي نية للتصعيد مع تركيا ولا إيران ولا أي طرف آخر وأتمنى أن يتأكدوا بعد فترة أن الانفعال لم يكن في محله". وشدد بالقول ان "شعب كردستان اتخذ قراره بإجراء الاستفتاء وعليه أن يكون مستعدا لتحمل نتائجه".

لا رد على العبادي

ورفض رئيس إقليم كردستان الرد على كلمة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي حمل فيها أربيل المشاكل الداخلية الحالية ومنها عدم دفع رواتب الموظفين في الإقليم، واتهمها بالاستحواذ على إيرادات النفط الذي يتم بيعه.

وقال بارزاني ردا على سؤال حول اتهامات العبادي قائلا "لا اريد ان ارد على السيد العبادي ولا اريد ان احرجه أيضا ولدينا علاقات جيدة معه واننا سنصبح جارين جيدين".

وفي وقت سابق اليوم قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة الى العراقيين قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الأحد، بأن اجراء عملية الاستفتاء من طرف واحد هو خرق للدستور وسنتخذ معه خطوات لاحقة لحفظ وحدة العراق.

كما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها في العراق من اضطرابات قد تصاحب اجراء الاستفتاء وقررت الحد من تحركات موظفيها هناك بينما اعلن مجلس الامن القومي الايراني عن اغلاق اجواء البلاد مع اقليم كردستان العراق ووقف جميع الرحلات الجوية اليه.

ومن جانبه اكد مجلس الأمن القومي التركي أن الأجواء التركية ستغلق بوجه الطائرات التي تنطلق من وإلى إقليم كردستان . واعلن المجلس في بيان أن الأجواء التركية ستغلق بوجه الطائرات التي تنطلق من وإلى إقليم كردستان العراق .

وكان مجلس الأمن الدولي قد اكد الجمعة معارضته للاستفتاء محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار واكد تمسكه بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه .