«إيلاف» من لندن: بحث رئيسا اركان الجيشين العراقي والايراني التنسيق في تواجد قوات بلديهما على الحدود مع اقليم كردستان، فيما اكد ماكرون رفض الاستفتاء واحترام وحدة العراق بينما عرضت حكومة اربيل على المركزية ارسال مراقبين الى مطاريها الدوليين اثر اعلان العديد من شركات الطيران الدولية وقف رحلاتها اليهما تنفيذًا لقرارات رسمية عراقية.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الاركان العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري ان ايران تعترف رسميًا بعراق موحد ولا تعترف بأي سيادة للاحزاب والفصائل في شمال العراق. واكد على مواصلة دعم ايران غير المشروط للحكومة والجيش والحشد الشعبي وسيادة العراق. واكد ان بلاده مستعدة ومتعاونة من اجل تواجد القوات العراقية على الحدود المشتركة.

واشار الى ان البلدين لديهما مواقف مشتركة بشأن رفض الاستفتاء في شمال العراق .. وقال نحن نرفض التغيير الجغرافي في العراق وانفصال جزء من هذا البلد، كما نقلت عنه وكالات انباء ايرانية مساء أمس في تقارير تابعتها "إيلاف".

وبين ان الحدود الايرانية العراقية المشتركة هي الحدود الشرعية الحالية، وقال "نحن لا نعترف بأي سيادة للاحزاب والفصائل في شمال العراق وان هذا الامر تتفق عليه القوات المسلحة في كلا البلدين". واوضح ان الوفد العسكري العراقي برئاسة الغانمي سيقوم اليوم الخميس بجولة تفقدية للحدود المشتركة بين البلدين، وذلك من الشطر الايراني . 

من جانبه، اشار الفريق الغانمي الى ان المباحثات التي اجراها مع نظيره الايراني تركزت على التعاون العسكري بين البلدين والتنسيق اللازم في هذه الظروف المتازمة وايضا توفير أمن حدود البلدين معربًا عن امله بالتوصل الى توافق بشأن هذا الامن وايضا تبادل المعلومات والتنسيق بين قوات البلدين.

واشار الغانمي الى ان "2 بالمئة فقط من الأراضي العراقية ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش والخطوة المقبلة هي تحرير كامل قضاء الحويجة". وقال "ان مباحثاتي في طهران تركز على القضايا التي تعني الأمن القومي للبلدين ".
وسيسلم الغانمي اليوم رسالة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرئيس الايراني حسن روحاني تتعلق بالاوضاح الحالية في المنطقة الناتجة عن الاستفتاء الكردي وتداعياته.

ووصل الغانمي الى طهران الاربعاء على رأس وفد عسكري رفيع لتنسيق التعاون العسكري بين قوات البلدين والاعداد لمناورات عسكرية مشتركة.

وتأتي زيارة الغانمي إلى إيران عقب اجرائه مباحثات في تركيا مطلع الاسبوع الحالي انتهت بإجراء مناورات عسكرية مع الجيش التركي على حدود اقليم كردستان بدأت الثلاثاء الماضي.

وتعارض إيران وتركيا أي خطوة نحو انفصال الأكراد، حيث بدأ جيشا البلدين مناورات مشتركة قرب حدودهما مع كردستان العراق في الأيام القليلة الماضية .

وتوجه تحركات الدول الثلاث (العراق وإيران وتركيا) رسالة واضحة لكردستان مفادها أن استفتاء الانفصال لن يمر دون ردّ بما في ذلك الضغط العسكري، مع أن هذا السيناريو مستبعد حاليًا لكنه مطروح كما يؤكد القادة الاتراك بشكل خاص.

وسبق أن حذرت بغداد وأنقرة وطهران أربيل من المغامرة التي تمسك بها رئيس الإقليم مسعود بارزاني غير عابئ بتبعاتها على أمن المنطقة برمتها. وتقول مصادر إن الدول الثلاث العراق وإيران وتركيا تعتزم اتخاذ المزيد من الاجراءات بحق اقليم كردستان وأنه يجري التنسيق لممارسة اقصى حد ممكن من الضغوط السياسية والاقتصادية على اربيل لدفعها الى إلغاء نتيجة الاستفتاء.

فرنسا ترفض الاستفتاء الكردي

اكد الرئيس الفرنسي ماكرون احترام وحدة العراق وسلامة أراضيه واستقراره ورفضه للاستفتاء في اقليم كردستان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه والشعب العراقي بالانتصارات المتحققة على تنظيم داعش الارهابي .. مؤكداً موقف بلاده القاضي باحترام وحدة العراق وسلامة أراضيه واستقراره ورفضه للاستفتاء في اقليم كردستان.
واشاد ماكرون "بروح المسؤولية العالية التي تعاطى بها العبادي لحل المشكلة".. وشدد على دعم بلاده للعراق ووحدته كما جدد الدعوة للعبادي لزيارة فرنسا، والتي سيقوم بها الشهر المقبل.
ومن جانبه، ثمن العبادي "الموقف الفرنسي والدولي الواضح والداعم لوحدة العراق واستقراره والرافض لأية خطوة تؤجج النعرات والخلافات القومية وتؤدي الى تفكيك المنطقة وإعادة رسم حدودها". كما شدد على عزم حكومته "اتخاذ كل الخطوات الرادعة لمخططات تفكيك البلد والمنطقة وتهديد أمنها القومي" .. مشيراً الى أن الاولوية الان اكمال معارك التحرير و تطبيق الدستور وحماية أمن واستقرار جميع المواطنين العراقيين، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الليلة الماضية تابعته "إيلاف".

حكومة الاقليم تعرض على المركزية ارسال مراقبين لمطاراتها

أعلنت حكومة إقليم كردستان قبولها إرسال مراقبين يمثلون الحكومة المركزية في بغداد إلى المطارات المدنية في الاقليم .
وقال وزير النقل والمواصلات مولود باوه مراد في حكومة إقليم كردستان لوكالة رووداو الكردية إن "الحكومة قررت التفاوض مع الحكومة العراقية بشأن إرسال مراقبين إلى مطاري أربيل والسليمانية الدوليين". 

 جاء ذلك عقب اجتماع استثنائي لحكومة اقليم كردستان برئاسة رئيسها نجيرفان بارزاني بحثت خلاله ما اطلقت عليها "العقوبات" التي اعلنتها بغداد ضد الاقليم، حيث قرر مجلس الوزراء العراقي إخضاع "المنافذ الحدودية البرية كافة التي تربط العراق بدول الجوار عن طريق إقليم كردستان لإشراف ورقابة هيئة المنافذ الحدودية الاتحادية"، وإعطاء مهلة مدتها ثلاثة أيام لتسليمها تنتهي في الساعة السادسة من مساء غد الجمعة .

كما قررت الحكومة فرض حظر على الرحلات الجوية من وإلى كردستان العراق خلال 3 أيام إن لم تخضع مطارات الإقليم للحكومة الاتحادية وايقاف الرحلات الجوية القادمة من الدول الاخرى الى مطارَي اربيل والسليمانية او المغادرة منهما الى الدول الاخرى ويبقى هذا الايقاف ساري المفعول لحين خضوع عمل مطارَي اربيل والسليمانية لرقابة واشراف هيئة المنافذ الحدودية وسلطة الطيران المدني الاتحادية، وبما يضمن تواجد ممثلي السلطات الاتحادية في المطارين للقيام بالمهام المحددة قانوناً.