إيلاف من نيويورك: جرت العادة ألا يتدخل الرئيس الاميركي في أي انتخابات تمهيدية يشهدها الحزب الذي ينتمي اليه، فالرئيس ينتظر عادة حتى الانتخابات المفصلية ان كان على صعيد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب او حكام الولايات ليتخذ موقفاً داعماً لمرشح حزبه.

الرئيس الحالي دونالد ترمب، إختار السباحة بعكس التيار في ولاية الاباما، فرمى بثقله خلف المرشح لوثر ستراينج ضد منافسه القاضي المحافظ روي مور في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية لمجلس الشيوخ. دخل ترمب المعركة على انها معركته الشخصية فزار الاباما مشاركًا في مهرجان انتخابي لدعم سترينج وارسل نائبه عشية يوم الانتخابات، وخرج يغرد بين الفينة والأخرى، وفي النهاية مُني بهزيمة كبيرة أمام مرشح المحافظين.

رئيس محبط

التقارير الأميركية اشارت الى ان ترمب أصيب بالإحباط عشية صدور النتائج التي لم توافق حساب بيدره، وبدأت التساؤلات حول الأسباب التي دفعت بالرئيس الى الخروج عن القاعدة وإعلان دعمه لمرشح على حساب آخر في الحزب الواحد.

حسابات شخصية

جاريد كوشنر، أدخل والد زوجته في عنق الزجاجة لحسابات تتعلق بتصفية حسابات شخصية وتوجيه رسائل، هذا ما خلص اليه تحقيق لهافنغتون بوست. الصهر القوي أقنع الرئيس الأميركي بدعم سترينج لإغضاب خصمه اللدود ستيف بانون الخارج لتوه من البيت الأبيض، والذي اعلن وقوفه خلف روي مور.

رسالة إلى ماكونيل

كوشنر أراد أيضًا توجيه رسالة الى زعيم الأغلبية الجمهورية، ميتش ماكونيل الداعم الأبرز لسترينج، وفحواها انه يمكنه التأثير على قرار ترمب، كما أراد في الوقت نفسه كسب تأييد أعضاء مجلس الشيوخ الذين يدورون في فلك ماكونيل تحسبًا لنتائج التحقيقات التي يجريها روبرت مولر في قضية التدخل الروسي.

وقال مقربون من المرشح الفائز، ان الرئيس الأميركي اعلن للمرة الأولى دعمه للوثر سترينج يوم الثامن من أغسطس بواسطة تغريدة على حسابه على موقع تويتر، والجدير بالذكر ان الرئيس كان يتواجد في نادي بدمنستر بينوجرسي حينها برفقة جاريد كوشنر الذي حصل على معلومات تفيد بأن طريق سترينج للفوز ستكون مفروشة بالورود.

وبحسب التقرير، فإن الرئيس المحبط ليس مستاءً من ستيفن بانون الذي كان رأس حربة روي مور في الانتخابات، وفي المقابل فإن ردة فعله حول دور كوشنر المخيب للآمال في الاباما فغير معروفة حتى الآن.