«إيلاف» من نيويورك: دخلت الولايات المتحدة الأميركية، مرحلة الشلل الحكومي بعد فشل مجلس الشيوخ الأميركي في التصويت على إقرار ميزانية مؤقتة بفعل الصراع القائم بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وقبل أيام قليلة نجح مجلس النواب في تمرير الميزانية، ولكن ربط الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الموافقة عليها بالحصول على مكاسب متعلقة بعدة ملفات ابرزها قضية الحالمين، ساهم في الحؤول دون عبورها الى بر الأمان.

ورغم هذا الفشل غير ان إجتماعات مجلس الشيوخ لا تزال مستمرة في مسعى يهدف للوصول الى اتفاق يفضي في نهاية المطاف الى تمرير الميزانية المؤقتة لتجنب المزيد من الخسائر.

فشل المحاولة

ودعم الديمقراطيون موقفهم، وحاولوا فرض شروطهم بسبب حاجة الجمهوريين الى موافقة 60 عضوا في مجلس الشيوخ لتمرير الميزانية المؤقتة، ورغم تصويت عدد من الأعضاء الديمقراطيين لصالح تمرير الميزانية، إلّا ان ذلك لم يكن كافيا بظل تغريد عدد من الأعضاء الجمهوريين خارج سرب حزبهم وتصويتهم ضد تمرير الميزانية، وفشل سناتور ساوث كارولينا ليندساي غراهام في الترويج لحل تقدم به ويتضمن الموافقة على ميزانية مؤقتة لثلاثة أسابيع بدلا من أربعة.

وحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقد صفقة في الساعات الأخيرة، والتقى لهذه الغاية بزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولكن مساعيه لم تؤدي الى أي نتيجة، فخرج قبل نصف ساعة من بدء التصويت في مجلس الشيوخ ليتهم الديمقراطيين بمحاولة التقليل من نجاح خطة الإصلاح الضريبي عبر عرقلة الميزانية والتسبب بشلل الحكومة.

تداعيات كارثية

وهذه هي المرة الأولى منذ اكتوبر عام 2013، تدخل فيها الولايات المتحدة مرحلة الشلل الحكومي، وسط تحذيرات من خسائر كبيرة ستصيب الاقتصاد (6,3 مليار دولار أسبوعيا بحال عدم التوصل لاتفاق)، كما ان تداعيات سلبية ستصيب الموظفين الاميركيين، وخصوصا العسكريين الذين يتواجدون داخل البلاد وخارجها.

شروط الديمقراطيين

ويريد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مقابل التصويت على الميزانية، تمويلا على المدى الطويل لبرنامج تشيب ( برنامج صحي ممول من قبل الدولة لصالح الاطفال الفقراء عمل عليه الديمقراطيون والجمهوريون خلال عهد بيل كلينتون) وإيجاد حل لنحو 800 ألف ممن يسمون "الحالمين" الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالا وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج داكا.

مطالب الجمهوريين

ترمب وأعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ لا يعارضون من جهتهم تمويل "تشيب" والعمل لايجاد حلول للحالمين ولكنهم بالمقابل يحاولون تحصيل مكاسب تتعلق أولا بتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، وإصلاح نظام الهجرة (تأشيرات الهجرة المتسلسلة، والهجرة العشوائية).

مخاوف

ويخشى الجمهوريون خصوصا الجناح المحافظ من ارتفاع نسبة مؤيدي الحزب الديمقراطي من المهاجرين، فبحسب الإحصاءات المنشورة، يتبين ان الولايات المتحدة استقبلت اكثر من تسعة ملايين مهاجر منذ عام 2005، وهؤلاء بحسب الاعلام المحافظ سيشكلون كتلة ناخبة ضخمة ستصب لصالح الديمقراطيين في الانتخابات، علما بأن الجمهوريين يتحدثون عن ضرورة تخفيض عدد الوافدين الى البلاد سنويا من اكثر من مليون الى حوالي خمسمئة الف شخص بغية توفير فرص عمل اكبر للعمال الاميركيين.

تعهد ترمب

وربط ترمب موافقته على أي صفقة للهجرة بموافقة اثنين من ابرز الداعين الى اصلاح هذا النظام وهما، رئيس تجمع الحرية المحافظ في مجلس النواب، مارك ميدوز، وسناتور اركنساس الجمهوري، توم كوتون.
ونقلت سي ان ان عن ميدوز قوله، "ان ترمب تعهد بعدم الموافقة على أي مشروع لا يحظى بموافقته وموافقة توم كوتون"، وردا على سؤال حول كلام زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر حول عدم وجود إمكانية لكوتون في المشاورات قال ميدوز، " لا اهتم حقا بما يقوله شومر".