صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بمجرد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يتعرض الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش الأسبق لحملة إعلامية شرسة.

ودشن الإعلاميون الكبار في مصر، حملة الانتقادات والهجمات ضد عنان، لاسيما أن خطاب ترشيحه تضمن الكثير من الانتقادات لنظام حكم السيسي.

وفتح إعلاميون كبار محسوبون على نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، النيران على المرشح الرئاسي المحتمل الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق بمجرد إعلان عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية.

ويتعرض عنان لحملة شرسة في محطات الفضائيات الرئيسية في مصر، وعلى ألسنة إعلاميون كبار.

دشن الإعلامي عمرو أديب الحملة، وهاجم عنان، بسبب اختياره الدكتور حازم حسني متحدثًا باسم الحملة، وقال "إن الدكتور حازم حسني له تأثير في فكر رئيس أركان الجيش المصري الأسبق"، مشيرًا إلى أن "من سخريات القدر أن الدكتور حازم حسني لما قرر ينفذ فكرة الدولة المدنية، قرر ينفذها أيضًا من شخصية عسكرية".

وأضاف أديب، خلال برنامجه "كل يوم"، على قناة "on e"،أن "طريقة تفكير المرشح المحتمل الآن تختلف عن طريقته التي أظهرها عندما كان مرشحًا للانتخابات الرئاسية السابقة عام "2014، مضيفًا أن سامي عنان حاليًا هو ما نراه من "تأثير عقل حازم حسني وهشام جنينة".

وتابع: "الأجانب يتحدثون عن جنرال رفيع في الجيش المصري، ويتحدثون أيضًا أن هذا الرجل يريد أن تكون مصر دولة مدنية صرفة، وأن يتراجع الجيش تمامًا عن الحياة السياسية والاقتصادية".

وتابع: "الرسالة دي وجدت هوى بالنسبة لناس كتير بره وجوه، إن هذا الرجل يكرر هذا الكلام، طبعًا شعار جميل وهايل، لكن تنفيذه على الأرض إزاي وبأي كيفية"، داعيًا الناخبين إلى موازنة البرامج الانتخابية للمرشحين قبل التصويت.

ولفت الى أن إعلان الفريق سامي عنان ترشحه لرئاسة الجمهورية يؤكد أن الانتخابات الرئاسية 2018 "ليست مسرحية"، وأنه ستكون هناك انتخابات قوية.

ونوه بأنه لا يجب أن يغضب أنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي من مهاجمة أنصار الفريق سامي عنان، أو العكس، منوهًا بأن تلك المناوشات أمر طبيعي.

وحسب وجهة نظر أديب فإن السيسي لن يتأثر من ترشح عنان، معتبرًا أن "المتضرر الحقيقي هو خالد علي".

وعزف الإعلامي محمد الغيطي، على الوتر نفسه، وهاجم عنان، بسبب اختيار حازم حسني في حملته الانتخابية، متهمًا إياه بـ"معاداة الجيش المصري، والتقليل من إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي".

وأضاف أن الدكتور حازم حسن أثنى على وثائقي قناة الجزيرة القطرية "العساكر"، وحطّ من قناة السويس الجديدة بقوله إنها "ترعة".

وحسب الغيطي فإن "حازم ضيف دائم على القنوات الإخوانية، وشتم سامي عنان نفسه عام 2013، مشيرا إلى أن خطاب سامي عنان ملئ بمصطلحات حسني.

وقال إن "الدكتور حازم حسني كان يقف في مدرجات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويشتم فيما يسمى بالعسكر" وتساءل: "ألم تجد غيره يكتب لك الخطاب يا عم عنان؟".

ووصف الغيطي "حسني" بأنه "حقود، هذا الرجل الذي يخرج كل الغل والسم والحقد والسواد".

كما هاجم الغيطي، في برنامجه "صح النوم"، عنان، بسبب اختاره للمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، مستشارًا له، وقال إن "علاقته بالإخوان وحماس معروفة".

وانتقد الإعلامي يوسف الحسيني، الفريق سامي عنان، وألمح إلى أنه مدعوم من أميركا والتيار الإسلامي، وقال في برنامجه "نقطة تماس"، على قناة "أون لايف"، "من حقنا نعلم ماذا كان يفعل الفريق سامي عنان في الولايات المتحدة قبل ثورة 25 يناير، وما علاقته بالتيار الإسلامي في مصر؟".

وأضاف: "من حقي كإعلامي طرح الأسئلة"، وقال إنه يجب على سامي عنان بيان أسباب زيارته للولايات المتحدة قبيل اندلاع ثورة 25 يناير، وموقفه من جماعات الإسلام السياسي في مصر.

وانتقد إعلان سامي عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة الساعة 2 صباحًا، مضيفًا: "أنا أخاطب عموم الشعب المصري بخطابي المتعلق بالترشح الساعة 2، ولا أنا بسمّع الناس التانية بفرق التوقيت".

إلى ذلك، دافع حازم حسني، المتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان، على الهجمات بالقول إن "هناك مواقع إسرائيلية تؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهل هذا يشينه؟".

وأضاف إن "تأييد البعض للفريق عنان ربما يرجع إلى أخطاء كثيرة وقع فيها الرئيس السيسي، وهناك مظالم كثيرة تتجاوز فكرة المحاسبة السياسية والجنائية".

وأضاف: "هناك ناس كتيرة جدًا لم ترتكب أي جرم، ولم تقدم للمحاكمات، وهؤلاء من حقهم أن يؤيدوا سامي عنان".

وقال أيضًا في تصريحات له عبر صفحته على فايسبوك: "في 2017 أتيحت لي لقاءات مع الفريق سامي عنان ليس مهماً فى هذا السياق الحديث عن ظروفها، وقد واجهت وآخرون الفريق عنان وقتها بأسئلة حادة عن بعض جوانب الغموض فى تاريخ الثورة؛ وقد تبين لي ولآخرين معي أن ما كنا نظنه خريطة الأدوار والمسؤوليات ليست هى الخريطة الحقيقية وإنما فقط ما تم تصديره لنا بخبث شديد؛ بل إن الرجل أبدى استعداده لأن يحاكم، وأن تفتح كل ملفاته، شرط أن تفتح معها ملفات كل أعضاء المجلس العسكري وأن يحاكموا معه، وساعتها ستظهر الحقائق التى ضاعت فى الزحام".

وأضاف: "فى هذه السنة الحرجة، التى تسبق الانتخابات الرئاسية، كنت قد توقفت اختياراً عن الكتابة بصورة مكثفة، على فايسبوك مكتفياً بالكتابة المتقطعة من وقت لآخر، ذلك أننى كنت قد قررت أن لا أكتفي بموقعى خلف شاشة الحاسب أكتب ما كنت أعتقد أنه يزيد وعي الناس، وأرجو أن يكون هذا الاعتقاد صائباً، محاولاً القيام بشيء له قيمة "إجرائية" فى تخليص مصر من سياسات السيسى الكارثية؛ وخلال هذه الفترة اقتربت كثيراً من الفريق سامي عنان، إذ كنت أسعى فى اتجاهات شتى لوضع صياغة عملية للخروج من الأزمة، بعيداً عن المثاليات الأكاديمية التى لا يعترف بها الواقع المصري، ولو إلى حين … فشلت كثيراً، ونجحت قليلاً، وهذه هى طبيعة البحث العملى فى قضايا شائكة؛ وقد ساعدتني الظروف لأن يكون أحد ملامح النجاح هى التعرف على شخصية الفريق عنان العسكرية فى جانب منها ولا شك، لكنها تتمتع بما رأيته فطرة ريفية وحساً سياسياً لم يتح لصاحبه أن يكون صاحب الغلبة وقت أن كان المجلس العسكري يتولى مسؤولية إدارة شؤون البلاد".

يذكر أن رئيس أركان الجيش المصري أثناء ثورة 25 يناير 2011، سامي عنان، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي.