صحافيو إيلاف - وكالات: بعد أسبوع على إعلان وزارة العدل الأميركية عزمها تشكيل قوة عمل خاصة، للتحقيق في تورط حزب الله بتهريب المخدرات على الصعيد الدولي، طالبت مجلة "فورن بوليسي" القضاء الأميركي بإكمال التحقيق حول أنشطة حزب الله في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا. 

ويتهم مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون حزب الله بالضلوع بعمليات غسل اموال هائلة تشمل الاتجار بالمخدرات والسيارات المستعملة، تساعد بحسب زعمهم حزب الله على تمويل عملياته. 

وكانت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، المختصة بشؤون الكونغرس والبيت الأبيض والسياسة الخارجية أثارت عاصفة بتقرير مطول، يتهم إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بتجميد عمل برنامج "كاساندرا" الذي كانت تنفذه إدارة تطبيق القوانين حول المخدرات بهدف وقف تهريب حزب الله للمخدرات.

وأعربت فورن بوليسي في تقريرها الذي نشر الجمعة عن مخاوفها من تحويل التحقيقات إلى سيرك سياسي بدلا من إحياء الجهود الحكومية التي تعثرت لتعقب حزب الله. وقالت إن إدارة أوباما أوقفت التحقيق لأسباب سياسية تتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن المدعي العام الأميركي يستند إلى التقرير الصحفي لمجلة "بوليتيكو" للمطالبة بمراجعة القرارات التي أصدرتها وزارة العدل إبان فترة إدارة أوباما بشأن حزب الله، وأعلن نهاية الأسبوع الماضي تشكيل فريق عمل بين عدد من الهيئات لمكافحة تمويل حزب الله "للإرهاب".

أنشطة إجرامية

وكانت "بوليتيكو" قد أوردت أن هذه التحقيقات التي بدأت في 2008 كشفت أن السلطات العليا في حزب الله موافقة على الأنشطة الإجرامية للحزب، وتقوم بتسهيل انتقال شحنات الكوكايين الكبيرة الحجم إلى عصابات المخدرات حول العالم وغسيل عائداتها.

لكن نصرالله نفى ذلك بشكل قاطع. وقال "حزب الله له موقف ديني شرعي واخلاقي واضح جدا، عندنا الاتجار بالمخدرات حرام وممنوع".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه في فترة الكشف عن تلك المعلومات، كان أوباما وإدارته لا يسعيان فقط لاتفاق نووي مع إيران بل يعتقدان أن هدنة نووية مع طهران ستمهد لنقل إيران إلى عامل استقرار في المنطقة.

إكمال التحقيقات

وقالت "بوليتيكو" إن السبب الرئيسي في تعرض برنامج كاساندرا لعراقيل متزايدة في التحقيق في أنشطة حزب الله، هو تهديده لجهود البيت الأبيض آنذاك لفتح صفحة جديدة مع إيران، لأن القائمين بالتحقيق كانوا يعتزمون محاكمة عناصر الصف الأول في الحزب.

وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله منظمة "ارهابية" وفرضت عليه العديد من العقوبات.

انتقاد لواشنطن

وعن إعلان الولايات المتحدة الإبقاء على قوات لها في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، رد نصرالله بالقول "آخر اناس لهم علاقة بدحر داعش هم الأميركيين". فالولايات المتحدة وفق نصرالله تخترع "حججا واهية لبقاء القوات الامريكية والقواعد الامريكية في المنطقة. هذا كان الهدف الحقيقي".

وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون أعلن الاربعاء ان القوات الاميركية ستبقى في سوريا بهدف تحقيق الهزيمة الكاملة لتنظيم الدولة الاسلامية ومواجهة نفوذ ايران والمساعدة على دفع الرئيس السوري بشار الاسد خارج السلطة.

وحزب الله حليف رئيسي للأسد وقد نشر مقاتليه في سوريا لدعم بقاء النظام في السلطة.

ونشرت القوات الأميركية حوالى ألفي جندي في سوريا كما ان طائراتها تحلق في اجواء شرق سوريا لملاحقة فلول تنظيم الدولة الاسلامية. وقال تيلرسون في كلمته الأربعاء في جامعة ستانفورد ان الولايات المتحدة "ستبقي على وجود عسكري في سوريا تتركز مهمته على ضمان عدم عودة تنظيم الدولة الاسلامية". لكنه قال ايضا ان الانتشار الذي لم تحدد مدته يهدف الى خلق الظروف للسوريين كي يكونوا قادرين على ازاحة الاسد ورفض التأثير الايراني.