دعا الرئيس الاميركي دونالد ترمب امام الكونغرس الثلاثاء في أول خطاب له حول حال الاتحاد، كل الاميركيين، ولا سيما الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الى "وضع خلافاتهم جانبًا بحثًا عن ارضية تفاهم".

إيلاف من واشنطن: شدد ترمب الساعي خلف دعم الحزبين لتحقيق انجازات تشريعية، ولا سيما في ملفي الهجرة والبنى التحتية، على اهمية "الوحدة التي نحن بحاجة اليها للحصول على نتائج".
وكان البيت الأبيض نشر مساء الثلاثاء مقتطفات من الخطاب الذي سيلقيه الرئيس دونالد ترمب بعيد قليل أمام الكونغرس حول حال الاتحاد، والذي سيدعو فيه خصوصًا إلى الوحدة بين الأميركيين وإلى ضرورة دحر داعش بالكامل.

يقول الرئيس الأميركي بحسب أحد هذه المقتطفات، "هذا المساء أود أن أحدثكم عن المستقبل الذي سيكون لنا وعن طبيعة الأمة التي سنكون عليها. نحن جميعًا، سويًا، مثل فريق واحد، شعب واحد وعائلة أميركية واحدة".

داعش لم ينتهِ
على صعيد آخر، اعتبر ترمب انه "ما زال هناك الكثير للقيام به" في سبيل دحر تنظيم داعش بالكامل.

ويقول الرئيس بحسب احد هذه المقتطفات، "أنا فخور بأن أقول إن التحالف لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية قد حرّر 100% تقريباً من الاراضي التي احتلها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا. ولكن ما زال هناك الكثير للقيام به. سوف نواصل معركتنا الى ان يندحر تنظيم الدولة الاسلامية بالكامل".

خطة استثمارية
واقترح ترمب الثلاثاء في خطابه الاول امام الكونغرس عن حالة الاتحاد، خطة استثمارية بقيمة 1,5 تريليون دولار لتحديث البنى التحتية المتقادمة في البلاد.

وقال ترمب: "سوف نبني طرقات وجسورًا وطرقًا سريعة وسككًا حديدية ومجاريَ مائية جديدة وبراقة في سائر انحاء البلاد، وسوف نفعل ذلك بقلوب اميركية وسواعد اميركية وعزم اميركي".

إبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحًا

وأعلن ترمب عن توقيع مرسوم يقضي بإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحا، ليسدل بذلك الستارة على المحاولات الفاشلة والعديدة التي بذلها سلفه باراك اوباما لاغلاق هذا السجن.

وقال ترمب "اليوم أفي بوعد آخر" من وعود الحملة الانتخابية، مضيفًا "لقد وقّعت لتوّي مرسومًا يأمر" وزير الدفاع جيم ماتيس "بإعادة النظر بسياستنا المتعلقة بالاحتجاز العسكري وبابقاء المنشآت السجنية في غوانتانامو مفتوحة".

وأضاف على وقع هتاف الحاضرين، "انا اطلب من الكونغرس ضمان ان تبقى لدينا في المعركة ضد تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة صلاحية احتجاز الارهابيين، حيثما اصطدنا أيًا منهم وحيثما وجدنا أيًا منهم، وفي كثير من الحالات فإن هذا المكان سيكون بالنسبة اليهم حاليا خليج غوانتانامو".

وكان الجيش الاميركي استحدث على عجل معتقل غوانتانامو في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الابن، وذلك في غمرة الحرب على الارهاب التي شنها الرئيس الجمهوري اثر اعتداءات 11سبتمبر 2001.

ومرّ على هذا المعتقل منذ افتتاحه في العام 2002 في قاعدة أميركية في خليج غوانتانامو في كوبا 800 شخص أوقفوا بتهم تتعلق بالارهاب.

ومع أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تعهّد بإقفال هذا السجن الذي ارتبط اسمه بالحرب على الإرهاب، وأيضا بالتعذيب والتوقيف العشوائي، إلا ان ولايته الاولى انتهت وكذلك الثانية وما زال المعتقل العسكري قائمًا، ووراء القضبان فيه اليوم 41 شخصًا.

التهديد الكوري الشمالي

وحذّر ترمب من تقديم "تنازلات" أمام التهديد النووي الكوري الشمالي، واعدًا "بعدم تكرار أخطاء الادارات السابقة التي وضعتنا في هذه الحالة الشديدة الخطورة".

وقال إن "ما من نظام قمع شعبه بوحشية مماثلة لوحشية ديكتاتورية كوريا الشمالية"، مشدداً على ان "سعي كوريا الشمالية الخطر للحصول على صواريخ نووية يمكن ان يشكل قريبًا جداً تهديدًا لأراضينا. نحن نخوض حملة ضغط قصوى لتفادي حصول هذا الامر".

وتابع الرئيس الاميركي "يكفي لنا ان نرى الطابع الشرير للنظام الكوري الشمالي لكي ندرك طبيعة التهديد النووي الذي يمكن ان يشكله على اميركا وحلفائها".

وتطرق ترمب الى قضية الطالب الاميركي اوتو وارمبيير الذي اعتقلته بيونغ يانغ وحكمت عليه بالسجن ثم اعادته الى بلاده في يونيو بعد ان دخل في غيبوبة وقد فارق الحياة بعيد ايام.

ودعا ترمب والدي اوتو وارمبيير لحضور خطابه في الكونغرس، وقد توجه اليهما بالكلام قائلا "انتم الشهود الاقوياء على تهديد يواجه نمط عيشنا وقوتكم هي مصدر إلهام لنا".

كما طلب الرئيس الاميركي من الحضور تحية المنشق الكوري الشمالي جي سيونغ-هو، الذي "يعيش اليوم في سيول ويساعد آخرين" هم في نفس حالته.