سبّب المقطع الذي تم تداوله لمقاتلة كردية من PYD، والذي يوضح عملية قتلها والتمثيل بجثتها في عفرين، خلافًا داخل الفصائل المُكونة للائتلاف الوطني السوري المعارض.

إيلاف: أصدرت الهيئة السياسية في الائتلاف بيانًا، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أدانت فيه "عمليات التمثيل بالجثث أو أي فعل إجرامي بحق الآخرين، مقاتلين كانوا أو أسرى أو مدنيين".

حملة تضليلية
لكن الفصائل العسكرية المنضوية داخل الائتلاف ردت على البيان السابق ببيان آخر، تلقت "إيلاف" نسخة منه أيضًا، استنكر ما جاء في بيان الهيئة، وأكدت الفصائل العسكرية على أنه "كان من الأجدر من الائتلاف بصفته ممثلًا للشعب السوري وصاحب الولاية على الجيش الوطني المشكل تحت إشراف الحكومة الموقتة أن ينتظر نتائج لجنة التحقيق المشكلة من قبل وزارة الدفاع للتحقيق بالحادثة ومضمون المقطع المرئي".

وقال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر، في تصريح خَص بِه "إيلاف" إنه بات من الواضح للجميع "أن هناك حملة إعلامية كاذبة تشن بشكل ممنهج من قبل إعلام الميليشيات الإنفصالية في سوريا، المتمثّلة في إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي الـ(بي يي دي) وإعلام حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، المدعومين من إعلام دولي، بهدف الإساءة إلى الجيش الحر والجيش التركي في عملية "غصن الزيتون" في عفرين، وهذا يظهر من كثرة تداول فيديو المقاتلة الانفصالية المقتولة المحيط بها عدد من المقاتلين تم الإدعاء أنهم من قوى الجيش الحر، واعتبار ما بدى على جثة المقاتلة هو تمثيل قام به مقاتلو الجيش الحر" على حد تعبيره.

أضاف "أنه بطبيعة الحال فنحن لا يمكن أن نوافق على أي انتهاك أو جريمة حرب ترتكب في المعارك وغيرها، ونعتبر أن ارتكاب ذلك يستوجب المساءلة القانونية وإنزال العقوبة الزاجرة. لكن ما تفاجأنا به أن الإئتلاف أصدر بيانًا له بصيغة الاتهام إلى الجيش الحر المشارك في معركة عفرين من دون أن يتحقق من ذلك، ومن دون أن يتواصل مع أي من القادة المشاركين في هذه المعركة، ومنهم من هو عضو في الإئتلاف، وقد وجدنا أن بيان الإئتلاف متسرع وخاطئ، وطالبنا بسحبه والتراجع عنه، علمًا أنه تم تشكيل لجنة تحقيق بما ورد في مقطع الفيديو، وعند الانتهاء إلى النتائج سنقوم بالإعلان عنها أصولًا".

بيانات متضاربة
وكان من الواضح الاختلاف والخلاف بين البيانين وخشية الائتلاف من خسارة الكتلة الكردية الممثلة في الائتلاف والمتمثلة في المجلس الوطني الكردي، حيث إن هذه الكتلة تطلب باستمرار دعم المواقف التي تمس الشارع الكردي.

وفِي تفاصيل بيان الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني السوري فقد قالت فيه إن "الشعب السوري خلال سنوات الحرب قد عانى بكل مكوناته من أشكال فظيعة من عمليات قتل وحرق وتقطيع وتمثيل بالجثث على يد النظام والتنظيمات الإرهابية، وهي أعمال مدانة بلا شك. ولا يمكن أن يقبلها بشر، ناهيك عن مخالفتها لأبسط القيم والأعراف الإنسانية والمواثيق والقوانين الدولية في ما يخص الحروب والأسرى والشرائع السماوية كافة".

وأكد البيان أنه "في الأيام الأخيرة انتشرت صور لقتل بعض المقاتلات والمدنيين الكرد في عفرين وممارسة عمليات الحرق والتمثيل بجثث المقاتلين ونهب لقرى وممتلكات الكرد الإيزيديين وتوجيه الإهانات إلى السكان المدنيين، والتي نسبت إلى بعض الفصائل العسكرية، ويستوجب تحقيقًا فوريًا لمعرفة مرتكبي تلك الجرائم البشعة".

توجيه بالتحقيق والمحاسبة
أضاف البيان "الائتلاف الوطني يعلن إدانته كل من ساهم بهذه الأعمال الإجرامية ورفضه القاطع لأية ممارسات ثأرية من أية جهة كانت، ويدين بقوة علميات التمثيل بالجثث أو أي فعل إجرامي بحق الآخرين، مقاتلين كانوا أو أسرى أو مدنيين.. ويوجّه بفتح تحقيق فوري في ما نشر واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم".

وطالب الائتلاف "جميع الأطراف الالتزام بحماية المدنيين واحترام الخصوصيات القومية أو الدينية والوصول إلى الحلول السياسية والمبادرات بالحوار البناء حقنًا للدماء ولقطع الطريق أمام أية محاولة إلى صراع عربي كردي وعرقي".

لكن الفصائل شرحت في بيانها أنه "مع العام الأول للثورة السورية المباركة، ومن أجل الدفاع عن الشعب السوري في تظاهراته السلمية، انشقت مجموعة من الضباط الأحرار عن ميليشيات الأسد المجرم، وهبت مع مجموعة من الشبان ذوي الشيمة والحمية للدفاع عن المتظاهرين السلميين من أجل حمايتهم من استهداف وبطش الميليشيات المجرمة والشبيحة لهم ولأهلهم. وحمل الجيش الحر أخلاقيات الثورة ومبادئها، وضحّى بخيرة شبابه، وذكى بدمائهم تراب الوطن السوري منذ ذلك الحين وحتى تاريخه".

اتهام متسرع
وأوضح بيان الفصتئل المنضوية داخل الائتلاف أنه في "عملية غصن الزيتون" شاركت فصائل من الجيش الحر لإنقاذ الأهالي المدنيين من جرائم ميليشيات الـ(بي يي دي) الإرهابية، وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولتأمين عودة مئات الآلاف من الذين هجّرتهم هذه الميليشيات من مناطقهم، ومن أهم التعليمات التي أعطيت إلى هذه الفصائل الالتزام بالأخلاق الثورية العالية وبتعاليم ديننا السمح والقانون الدولي والمعاهدات ذات الصلة.

واتهم البيان إعلام الـ(بي يي دي) بالكذب و"تشويه الحقائق مستغلًا مشاعر المكون الكردي الأصيل والعزيز على قلوبنا بنشر الإفتراءات على قوى الجيش الحر حتى تفاجأنا ببيان الإئتلاف تاريخ 2-2-2018م الصادر بخصوص تسريب مقطع مرئي لجثة مقاتلة اتهمت بعض الجهات مقاتلين من الجيش الحر بالتمثيل بها. وفيما كان من الأجدر من الإئتلاف بصفته ممثلًا للشعب السوري وصاحب الولاية على الجيش الوطني المشكل تحت إشراف الحكومة الموقتة أن ينتظر نتائج لجنة التحقيق المشكلة من قبل وزارة الدفاع للتحقيق بالحادثة مضمون المقطع المرئي".

واستنكرت الفصائل ككتلة ضمن الإئتلاف تصرف الإئتلاف في عدم تقصيه للحقائق ومشاورتنا بالبيان قبل صدوره، حيث كان من الأجدر أن يطلب منا، نحن المتواجدين على أرض المعارك، أن نتقصى صحة الحادثة وملابساتها ونضعه بالصورة.

كما استنكرت الفصائل كل جرائم الحرب، مهما كان انتماء مرتكبها، وطالبت الإئتلاف بإعادة النظر بالبيان المتسرع، وانتظار نتائج لجنة التحقيق، وضرورة أخذ رأي الفصائل بكل القضايا، وعلى رأسها القضايا ذات الطابع العسكري، قبل إصدار أي بيان لاحقًا.