«إيلاف» من لندن: ادت مشادات واشتباك بالايدي بين نواب عراقيين اليوم الى تعطيل مجلس النواب ومعه النقاشات حول موازنة البلاد للعام الحالي اسبوعا كاملا فيما عبر النواب الاكراد عن غضبهم لعدم الاستجابة لمطاليبهم من الموازنة واكدوا انهم سيواصلون مقاطعة الجلسات. 

وفشل مجلس النواب في التوصل الى حلول كاملة للخلافات بين الكتل الشيعية والسنية والكردية حول الموازنة مافجر اشتباكا بالايدي ومشادات كلامية ارغمت رئاسة المجلس على تغطيل الجلسات اسبوعا الامر الذي سيؤخر التصويت عليها اياما اخرى في ظروف مالية واقتصادية صعبة تواجهها البلاد.

فصل الانتخابات العامة عن المحلية

وباشر مجلس النواب اليوم بمناقشة مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعام 2018 وصوت على قرار نيابي بشان انتخابات مجالس المحافظات . 

وفي البداية صوت المجلس على قرار يدعو الحكومة الى تحديد موعد جديد لانتخابات الحكومات المحلية التي كان مقررا اجراؤها مع العامة في يوم واحد هو 12 ايار مايو المقبل . وجاء في نص القرار الذي حصلت عليه "إيلاف" انه "نظرا للصعوبات اللوجستية ولمراعاة ظروف بعض المحافظات ولاتاحة الفرصة امام المواطنين لممارسة حقهم الدستوري بالانتخاب فان مجلس النواب يقرر دعوة مجلس الوزراء لتحديد موعد جديد لانتخابات مجالس المحافظات على ان لايتجاوز كحد اقصى شهر كانون الاول ديسمبر عام 2018".

مطالب الكتلتين الشيعية والسنية مستجابة والكردية مرفوضة

ثم باشر المجلس قراءة تقرير ومناقشة مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للعام 2018 حيث نوه النائب جبار العبادي عضو اللجنة المالية الى ان جميع المقترحات المقدمة من الكتل المعترضة عليها تم تضمينها في تقرير اللجنة المالية .. مبينا ان النقاش مع ممثلي اقليم كردستان افضى الى الاستعداد لدعم جزء من مطالبهم وتضمينها في مشروع قانون الموازنة بينما بعض المطالب لايمكن اضافتها في اشارة الى تعديل حصة اقليم كردستان منها وارجاعها الى ماكانت عليه خلال السنوات الماضية والبالغة 17 بالمائة من قيمتها وليس 12.67 بالمائة كما هو في موازنة العام الحالي..
ولفت النائب عرفات كرم عن تحالف الكتل الكردستانية الى ان الموازنة بهذه الصورة لاتكفي لمحافظة واحدة من محافظات اقليم كردستان موضحا ان الحوارات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لم تفض الى نتائج ايجابية او الحصول على وعد بتلبية اي من المطالب المقدمة له. واشار الى ان اتفاقا جرى لحضور ممثلي الكتل الكردستانية في اللجنة المالية مع وزارة المالية الا ان الاجتماع لم يتحقق بعد تنصل الوزارة وهو ما دفع بالكتل الكردستانية الى اعلان مقاطعة حضور الجلسات بهدف عرقلة انعقادها للمصادقة على قانون الموازنة الذي لم يستجب لطلباتهم.
من جانبه اوضح النائب صلاح الجبوري عن تحالف القوى العراقية السنية بان الاتفاق تم على تلبية 8 مطالب من اصل 12 مطلبا مبديا استعداد تحالفه للمضي بقراءة الموازنة ومن جانبه بين النائب خلف عبد الصمد عن المحافظات المنتجة للنفط وهي البصرة وذي قاروميسان وواسط ان من حق هذه المحافظات المطالبة بنسبة 5 بالمائة عن سعر كل برميل ينفط ينتج فيها. 

اعتداءات برلمانية

وقال مصدر برلماني ان نوابا اكراد اعتدوا على النائب جبار العبادي داخل جلسة مجلس النواب على خلفية النقاشات بشأن الموازنة موضحا ان ذلك "جاء على خلفية الاختلافات بشأن قانون الموازنة"
ومن جهته كشف النائب اياد الجبوري تفاصيل المشادة التي جرت بينه وبين النائب محمد الكربولي داخل مبنى البرلمان وابلغ "السومرية نيوز" ان "الجدال الذي حدث اليوم مع الكربولي هو بخصوص ابناء العراق الصحوات التي كان لها دور اساسي في مقاتلة الارهاب منذ عام 2006 هي ماسكة الكثير من المحافظات الموجودة وكان لها دور في هذا الامر". 

كما شهدت كافتيريا البرلمان عدة مشادات وصلت الى درجة الاشتباك بالايدي وازاء ذلك فقد قررت رئاسة البرلمان تعطيل جلساته الى الاحد المقبل.

موازنة قيمتها 71 مليار دولار بعجز 19 مليار 

 يذكر ان القيمة الإجمالية للموازنة العامة للعراق لعام 2018 تبلغ حوالي 85.33 تريليون دينار ( 71.65 مليار دولار) بعجز وصل الى 22.78 تريليون دينار ( 19.13 مليار دولار). وكشفت وثائق مسودة مشروع قانون الموازنة عن تخفيض حصة إقليم كردستان من إجمالي الموازنة من 17 % الى 12.67%، مرصودة للنفقات الجارية والمشاريع الاستثمارية بمحافظات الإقليم. وأوضحت الوثائق أن الموازنة تضمنت سعر 43.4 دولار لبرميل النفط الواحد،بطاقة إنتاجية تبلغ 3.89 مليون برميل لتتصدر الإيرادات النفطية والثروات المعدنية الإيرادات مقتربة من 73 تريليون دينار عراقي (70 مليار دولار).

وكان العبادي قد وصف في وقت سابق موازنة 2018 بأنها تقشفية موجها بتخفيض النفقات الحكومية للرئاسات والوزارات وتأمين أجور ورواتب العاملين بالدولة.