برلين: يتوقع أن تتولى رئيسة حكومة ولاية سارلاند الصغيرة منصب أمين عام حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل المحافظ، وفقا لما أفادت مصادر الاثنين، ما يثير تكهنات بأن الزعيمة النافذة تعد خليفة محتملة لها. 

ويتوقع أن تعين ميركل حليفتها المقربة انغريت كرامب-كارنبوير (55 عاما) لتولي هذا المنصب الحساس في حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بعدما أعلن الأمين العام بيتر تاوبر خلال عطلة نهاية الأسبوع نيته الاستقالة لأسباب صحية. 

وأفادت مصادر مقربة من الحزب لوكالة فرانس برس أن الإعلان سيتم خلال اجتماع لكبار قادته الاثنين. ولمع نجم كرامب-كارنبوير منذ إعادة انتخابها العام الماضي. ولعبت دورا رئيسيا في المفاوضات الصعبة التي خاضتها ميركل مع الاشتراكيين الديموقراطيين (يسار وسط) لتشكيل ائتلاف حكومي.

وكتبت صحيفة "سودويتشي تسايتونغ"، "ترسل ميركل و كرامب-كارنبوير أول إشارة واضحة في ما يتعلق بالنقاش بشأن خلافة الأولى في غضون أربع سنوات على أقصى تقدير". 

وأفادت الصحيفة أن السيدتين اتفقتا "قبل شهور" على ضرورة تولي كرامب-كارنبوير منصب تاوبر الذي ذكرت تقارير أنه أراد الاستقالة اثر مشاكل معوية يعاني منها حتى قبل الانتخابات العامة التي جرت في سبتمبر. 

ويتوقع أن يتم تعيين كرامب-كارنبوير التي تلقبها وسائل الإعلام الألمانية بـ"ميركل ولاية سارلاند" رسميا خلال مؤتمر حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي سينعقد بتاريخ 26 شباط/فبراير. 

ويرجح أن المنصب الجديد سيعني أنها ستتخلى عن رئاسة حكومة سارلاند التي تولتها منذ العام 2011، وفقا لوكالة "دي بي ايه". 

وتأتي الخطوة في وقت تواجه ميركل، التي تدير دفة الحكم في ألمانيا منذ أكثر من 12 عاما، انتقادات من حزبها بشأن التنازلات التي قدمتها من أجل تشكيل "ائتلاف كبير" مع الاشتراكيين الديموقراطيين، لعل أبرزها كان خسارة المسيحيين الديموقراطيين لحقيبة وزارة المالية التي تعد غاية في الأهمية في أكبر قوة اقتصادية في أوروبا. 

وينظر إلى تعيينها كرامب-كارنبوير في منصب رفيع في حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي على أنه نوع من الرد على منتقديها الذين طالبوا بوجوه جديدة لإنعاش الحزب بعد ادائه المخيب في انتخابات سبتمبر. 

خيار مضمون 

وبتوليها منصب الأمين العام لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، تسير كرامب-كارنبوير على خطى ميركل التي تولت المنصب ذاته من العام 1998 حتى سنة 2000 قبل أن تصبح مستشارة في 2005. 

وتوصف كرامب-كارنبوير بأنها سياسية براغماتية ومتواضعة. وتعد خيارا مضمونا للحفاظ على ارث ميركل. 

لكن صحيفة "دي فيلت" علقت إن "اعتبارها مجرد نسخة عن ميركل سيكون سوء فهم".

وبإمكان الكاثوليكية الملتزمة كرامب-كارنبوير مخاطبة الجناح الأكثر محافظة في الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي اتهم ميركل بتقويض قيم الحزب التقليدية. 

وصعدت كرامب-كارنبوير، وهي أم لثلاثة أطفال اعتبرت من أعمدة السياسة المحلية على مدى ثلاثة عقود، في الرتب بشكل مضطرد. 

وعندما أصبحت أول امرأة تعين وزيرة داخلية ولاية عام 2000، قال رئيس حكومة سارلاند آنذاك بيتر مولر وهو كذلك من حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي "لا توجد مهمة لا يمكنكم الوثوق بانغريت للقيام بها". 

عقبة أخيرة 

ولفتت كرامب-كارنبوير الأنظار على الصعيد الوطني أول مرة في آذار/مارس الماضي عندما فازت في انتخابات على مستوى الولاية اعتبرت بمثابة اختبار لمزاج الألمان قبل أشهر فقط من انتخابات سبتمبر الوطنية. 

وبعدما بدا مطلع 2017 وكأن زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الجديد آنذاك مارتن شولتز يشكل تحديا حقيقيا لميركل، اعتبرت إعادة انتخاب كرامب-كارنبوير التي تمت دون بذل كثير من الجهود بمثابة مؤشر على انه لا يوجد مخاطر بشأن مستقبل حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي. 

وقدمت ميركل شخصيا باقة زهور لكرامب-كارنبوير بعدما أعاد الناخبون رئيسة حكومة الولاية إلى السلطة بـ41 بالمئة من الأصوات. 

وبالنسبة لشولتز، شكل ذلك بداية نهايته حيث قاد الحزب الاشتراكي الديموقراطي إلى أسوأ نتيجة حققها في الانتخابات العامة منذ عقود. 

وتنحى من منصبه كزعيم للحزب الأسبوع الماضي، بعد أيام من ابرامه الاتفاق على الائتلاف مع ميركل الذي تسبب بانقسامات داخل الحزب. 

ويتعين حاليا على اعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي البالغ عددهم 460 ألفا إقرار الاتفاق على الائتلاف الذي جرت جهود مضنية للتوصل إليه حيث يتوقع أن تصدر نتائج الاقتراع الذي يتم عبر البريد في الرابع من آذار/مارس. 

ومن الصعب التكهن بنتائج التصويت حيث تعارض شريحة الشباب واليساريين في الحزب بشكل شرس الحكم لولاية ثانية في ظل ميركل.