الرباط: تشجيعا منها على التبرع بالدم وجعله سلوكا ثقافيا ومواطنا ملتزما، تنظم وزارة الصحة المغربية قافلة للتبرع بالدم، من 19 فبراير الحالي إلى 25 مارس المقبل، تحت شعار"نمشي نتبرع بدمي..حيت حتى أنا معني" أي"سأذهب للتبرع بدمي..لأنني معني بذلك".

وتهدف قافلة التبرع بالدم التي أعطى وزير الصحة، أناس الدكالي، انطلاقتها الرسمية اليوم الإثنين بالرباط إلى الرفع من مستوى مخزون المشتقات الدموية بمراكز تحاقن الدم في خمس جهات من 12 جهة بالمغرب، وتهم جهة الرباط - سلا - القنيطرة، وجهة الدار البيضاء - سطات، وجهة مراكش - آسفي، وجهة فاس - مكناس، وجهة طنجة - تطوان - الحسيمة.

وتروم هذه العملية وفق بيان تلقت"إيلاف المغرب" نسخة منه تحقيق مخزون احتياطي من الدم، يغطي على الأقل 7 أيام من الحاجيات، بما يعني جمع 4500 كيسا من الدم. و تهم مراكز تحاقن الدم بكل من مدن الرباط و الدار البيضاء و مراكش وفاس وطنجة.

وتعرف القافلة في يومها الأول تنظيم حملة للتبرع بالدم بمقر وزارة الصحة بالرباط، لتنطلق في اتجاه المحطات المقررة بالمدن السابقة، و ترافق الوحدة الطبية المتنقلة (القافلة) على مستوى كل جهة، تغطية إعلامية مكثفة، تهدف إلى فتح نقاش حول سؤال التبرع بالدم، لتوضيح بعض المفاهيم والرد على بعض الشبهات.

حسب المعلومات الواردة من الوزارة المعنية، فإن كل شخص (رجل أو امرأة) يبلغ من العمر أكثر من 18 سنة وأقل من 60 سنة، يتمتع بصحة جيدة، يمكنه التبرع بدمه، بعد أن يقرر الطبيب المسؤول عن التبرع قبوله، و يمكن للرجل أن يتبرع بدمه 4 مرات في السنة، والمرأة 3 مرات سنويا.

وقبل أيّ تبرع بالدم، يتكلف طبيب مختص بفحص المتبرع من أجل التعرّف على حالته الصحية قصد تأمين سلامته. وتنصح الوزارة المتبرعين بتناول وجبة خفيفة خالية من الدهون قبل التبرع.

وتعتبر أنه لا يوجد أي احتمال في انتقال الأمراض خلال عمليات التبرع بالدم، بحكم أن الأدوات المستعملة معقمة و وحيدة الاستعمال، وتبلغ كمّية الدم المتبرَّع بها ما بين 450 إلى 500 مللتر، أي ما يعادل 7 إلى 8 في المائة من الكتلة الدموية في جسم الإنسان.

وحول تخوف بعض المغاربة من بيع الدم الذي يتبرعون به داخل المستشفيات العمومية، تؤكد وزارة الصحة أن الدم لا يُباع ولا يُشترى، وأنَّ الثمن الذي يؤدّيه بعض المرضى بعد استفادتهم من عمليات نقل الدم يعد مشاركة رمزية في تكاليف إعداد أكياس الدم والتأكّد من سلامتها.

ويتولى شركاء الوزارة في هذا القافلة، من وزارتي الداخلية و الأوقاف والشؤون الإسلامية و اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير و مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين و الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم والفيدرالية للمتبرعين بالدم، دعم كل الأنشطة المبرمجة من حملات للتبرع و أخرى للتشجيع عليه.

ويأتي تنظيم هذه القافلة بناء على المتابعة التي تقوم بها وزارة الصحة لشؤون تحاقن الدم على المستوى الوطني، فرغم تزايد الإقبال على التبرع بالدم بنسبة 6 بالمائة سنويا منذ سنة 2012، إلا أن استعمال المنتجات الدموية في العلاجات المتنوعة عرف ارتفاعا سنويا بنسبة 22 بالمائة، بالإضافة إلى أن مخازن الدم في بعض الفترات كالصيف والعطل المدرسية والأعياد على سبيل المثال، عرف انخفاضا في عدد المتبرعين، مما يؤدي إلى وجود بعض الصعوبات، بشأن تزويد المستشفيات بأكياس الدم، و هو ما جعل الوزارة تفكر في مشاريع ضمن استراتيجية متكاملة وبتعاون مع شركائها، تهدف إلى التشجيع على التبرع بالدم.