نصر المجالي: توفي يوم الأربعاء، المبشر الأميركي بيلي غراهام، أحد أكثر الدعاة تأثيرا في القرن العشرين، عن 99 عاما. وكان لسنوات مستشارا روحيا لعدد من الرؤساء الأميركيين، وعلى مدى 60 عاما أنه قدم الوعظ الديني بصورة شخصية لنحو 210 مليون أشخاص.

وأصبح غراهام المولود في ولاية نورث كارولينا الأميركية اعام 1918، من أشهر المبشرين بالديانة المسيحية، وكان يلقي خطبا دينية للجمهور في الساحات الكبيرة في جميع أنحاء العالم، ابتداء من العام 1954 عندما بدأ خطبه التبشيرية في العاصمة البريطانية لندن.

وبعدما كان يشكك في البداية في حركة الحقوق المدنية بالولايات المتحدة، أصبح مؤيدا للحركة في خمسينيات القرن الماضي. وأصبح غراهام مسيحيا ملتزما في سن السادسة عشرة، بعد الاستماع لواعظ إنجيلي، ورُسِّم قسا في العام 1939.

وصل الواعظ إلى مرحلة الشهرة بعد دعم الإعلام الوطني الأميركي له العام، 1949. وكانت مواعظه تبث عبر الراديو والتلفزيون مما جلب له شهرة كبيرة داخل الشارع الأميركي ولا يزال يعاد بث بعض من مواعظه إلى اليوم. 

مستشار 

وحسب (ويكيبيديا)، عمل غراهام مستشارا روحيا لعدد من الرؤساء الأميركيين لعدد من الرؤساء الأميركيين مثل ريتشارد نيكسون، دوايت أيزنهاور، بيل كلينتون، جورج بوش الأب، جورج بوش الإبن، جيمي كارتر، رونالد ريغان، ليندون جونسون، جيرالد فورد وباراك أوباما، على أنه كان مقربا من ريتشارد نيكسون ودوايت أيزنهاور. 

بنى غراهام مؤسسة دعوية كبيرة جعلته من أكثر الوعاظ تأثيرا ونفوذا في العالم حتى وصل عدد متابعيه إلى 2.2 بليون متابع، وحاز على جائزة مؤسسة غالوب لأكثر رجل إثارة للأعجاب لخمسة وخمسين مرة منذ عام 1955 وهو لم يحصل عليه أحد منذ بداية إصدار التقرير.

ووترغيت 

وخلال فضيحة (ووترغيت) التي اطاحت نيكسون، أشيع أن غراهام كان متفقا في الكثير من ملاحظات نيكسون الموصوفة بعداء السامية، إلا أنه نفى الإشاعات وأكد أنه يحاول مد جسور التواصل مع اليهود. إلا أن القضية ظهرت على السطح من جديد بعد أن تم نشر أشرطة وتسجيلات تتعلق بالفضيحة عام 2002. 

وأظهرت السجلات أن غراهام كان متفقا مع نيكسون بشأن سيطرة اليهود على الإعلام في أميركا. وكانت رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأميركية بقيادة أبراهام فوكسمان وصفته بأنه معاد للسامية.

لكن غراهام اعتذر بعد نشر السجلات وعبر عن ندمه "رغم عدم تذكره للحادثة". وفي عام 2009، نشرت المزيد من الأشرطة تظهر غراهام وهو يصف اليهود بـ"كنيس الشيطان" وبرر متحدث باسم غراهام بأنه كان يقصد هولاء الذين يدعون أنهم يهود ولكن لا يمارسون تعاليمها، إلا أن المجتمع اليهودي الأميركي لم يقبل التبرير ولا الإعتذار.