لندن: أشاد عبد العزيز المزيني، مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف، بالفيلم الذي عُرض في قصر الأمم في جنيف لمناسبة "اليوم العالمي للغة الأم"، قائلًا إن هذا العمل الوثائقي الناجح عن دور لغة كويتشوا في تاريخ منطقة جبال الأنديز البيروفية شهادة مقلقة على الأخطار التي تهدد باختفاء كنوز ثقافية ولغوية، والتأثير السلبي لتراجع التعدد اللغوي على الهوية الثقافية والكرامة الانسانية.

الفهم الحقيقي

على الرغم من تركيز الفيلم على لغة الإينكا، فإنه يكشف عن خطورة التحدي الأكبر المتمثل بحماية التنوع اللغوي في العالم، كما نوه المزيني.

تابع: "إن اللغات تعبر عن ذواتنا وتبني أفكارنا وهوياتنا، ونحن نكون من خلال لغاتنا، ويتيح التنوع اللغوي لنا فهم كل ثقافة فهمًا حقيقيًا".

ويرجح خبراء أن تختفي نسبة عالية من لغات العالم خلال القرن الحادي والعشرين. وقال المزيني في كلمته إن المعترف به عمومًا أن هناك بين 6000 و 8000 لغة، وإن نصف اللغات الموجودة يتكلمها أقل من 10 آلاف شخص، لافتًا إلى اختفاء واحدة من هذه اللغات كل أسبوعين.

وأكد المزيني أن هذا أمر مثير للقلق، لأن فقدان اللغة الأم صدمة عميقة للأقوام الأصلية، "فاللغة التي تتعرض لضغوط هي اللغة التي ينتقل الناطقون بها إلى استخدام لغة سائدة أخرى نتيجة ضغوط سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية".

مبادئ أساسية

أشار المزيني إلى أن اللغات الرسمية ترتبط في أغلبية البلدان بالتحديث والتقدم الاقتصادي، وتبقى اللغات الأخرى مقتصرة على المجال الخاص.

وأعرب المزيني عن اعتقاده أن هناك ثلاثة مبادئ أساسية في الأقل يجب أن تكون في صلب السياسات اللغوية للحفاظ على النسيج اللغوي المتعدد للمجتمعات. ولخصها هذه المبادئ قائلًا إن العمل الوطني في هذا المجال يجب، أولًا، أن يوفر مستلزمات تعلم اللغة الأم إلى جانب لغات قومية ودولية اخرى؛ وثانيًا، تيسير استخدام اللغة الأم من خلال الاجراءات الملائمة، سواء أكانت تعليمية أم تحريرية أم ادارية أم فنية أم تجارية أم غيرها؛ وثالثًا، تشجيع ترجمة المواد المكتوبة والسمعية - البصرية إلى اللغات المهمشة، ومنها بما في ذلك من خلال تقنية المعلومات والاتصالات.

ورحب المزيني في ختام كلمته بمشاركة الأمم المتحدة في هذا المسعى، مؤكدًا اعتزاز اليونسكو بمساهمتها فيه.