«إيلاف» من واشنطن: في سابقة هي الأولى من نوعها، اختارت أميركا الرسمية تجاهل أن البلاد قامت على المهاجرين، في تراجع لافت عن الوصف الذي استخدم على مدى عقود طويلة من الرؤوساء الأميركيين بإعتبار إن“الولايات المتحدة تأسست على شعوب جاءت من كل أنحاء الأرض”.

وأجرت وكالة الهجرة الفيدرالية التابعة لوزارة الأمن القومي الخميس تعديلات على البيان الذي يحدد مهمتها، وألغت منه للمرة الأولى، عبارة “أن أميركا قامت على المهاجرين”.

والوكالة تتولى تنظيم الهجرة إلى البلاد، ومنح التأشيرات، وبطاقات الإقامة الدائمة والجنسية.

وفي بيان “المهمة” المعدل، بدا واضحاً، تأثير قاعدة “أميركا أولاً” التي أطلقها ترمب، كما قالت موقع هافنتغون بوست، إذ أكد أن الوكالة "تدير نظام الهجرة الشرعى للبلاد وتحافظ على سلامتهاووعدها بالفصل بطلبات الهجرة بشكل كفؤ وعادل، ما يضمن حماية الامريكيين وتأمين الوطن واحترام قيمنا”.

وذكرت هانفتغون بوست، أن مدير الوكالة الجديد فرانسيس سيسنا الذي اختاره ترمب، طلب في رسالة إليكترونية بعثها إلى موظيفه إلغاء استخدام كلمة “العملاء” التي كان يوصف بها المستفيدونمن خدماتها، معللاً طلبه هذا بأن الكلمة “توحي بالموافقة كل ما يطلبه هؤلاء، بغض النظر عن مصلحة الأميركيين”.

ويسعى ترمب إلى تغيير قوانين الهجرة، وطالب مراراً بإلغاء نظام منح الإقامة الدائمة عبر اليناصيب، إضافة إلى ما يسميه “بالهجرة التسلسلية”، زاعماً أن القانون الحالي يسمح للمهاجر بجلبعدد غير محدود من أفراد عائلته، وهو ما نفاه قانويون.

وكشف صحيفة واشنطن بوست الثلثاء، أن ترمب الذي هاجر جده من ألمانيا إلى نيويورك مطلع القرن الماضي، استفاد مؤخراً من الهجرة “التسلسلية”، إذ تكمنت من خلاله زوجته ملانيا المهاجرة منسلوفنيا، من منح الإقامة الدائمة لوالديها، وينتظران قريباً تحديد موعد “حفلة أداء اليمين ليحصلا على الجنسية الأميركية”.