يمكن للحليب النباتي أن يكون بديلاً جيداً عن حليب البقر في تغذية الفيغانيين والمعانين من حساسية حليب البقر والذين تعجز معداتهم عن تحمل الحليب ومشتقاته.


إيلاف من برلين: طور طالبان ألمانيان يدرسان في جامعة التنمية المستديمة في ايبرزوالد حليباً نباتياً من الحنطة السوداء والشوفان يتمتع بكامل مواصفات حليب البقر أو الماعز.

وقالت مصادر الجامعة ان سفينيا روزنفنكل وبافو غونتر اطلقا على الحليب النباتي الجديد اسم "هافلمي".

واعتبرت الجامعة هذا الانجاز خرقاً في التغذية بالنسبة للعالم الثالث، وللبلدان الفقيرة منها بالضبط. وفضلاً عن هدف الغذية المستديمة في البلدان الفقيرة، يتمتع الحليب النباتي بواصفات صحية تتفوق على حليب البقر، بحسب مصادر الجامعة.

وحددت الجامعة نهاية العام الجاري كموعد لطرح الحليب النباتي (هافلمي) في أسواق ولايتي برلين وبراندنبورغ. 

وتواصل الجامعة البحث عن ممولين من أجل توسيع الانتاج ونقله إلى بعض البلدان الأفريقية الفقيرة.

وذكر بافو غونتر لمجلة "الطبيب الألماني" ان فكرة إنتاج حليب نباتي بديل جاءته في اجتماع لخبراء التغذية المستديمة في برلين حينما تطلع إلى قدح القهوة وقربه كبسولة حليب البقر الصغيرة. وقرر بعدها العمل على إنتاج "هافلمي" بمواصفات بيولوجية وصحية عالية تتفوق أيضاً على حليب الصويا.

يصنعه المستهلك بنفسه

نال الشابان براءة الاختراع عن حليب "هافلمي" وأجريا اتصالات مثمرة مع منتجي المواد الغذائية النباتية والبيولوجية.

يعد غونتر بنشر تركيبة الحليب النباتي ومحتوياته على الانترنيت حال الانتهاء من مرحلة الانتاج الأولى. ويؤكد انه سيتيح للمستهلك أن ينتج حليب "هافلمي" يومياً بنفسه، وطازجاً، في البيت.

يضيف غونتر ان الحليب النباتي الجديد سيوزع بقناني زجاجية من قبل منتجين خاصين، وان تحضيره في البيت لن يجعله حليباً للأسواق، وأنما بديلاً متوفراً في البيت. 

ويؤكد الشاب (31سنة) انه لم يستخدم اية مواد حافظة أو اضافية أو صبغات أو مواد تحلية في الانتاج، وان "هافلمي" طبيعي 100%.

ولأنه منتج يصب ضمن أهداف التغذية المستديمة، والمنتجات "العادلة"، فان انتاجه وتوزيعه سيتم "بشفافية"، بحسب تعبير غونتر. ويمكن للمستهلك ان يقرأ المحتويات وطريقة التحضير بكلمات كبيرة على كل زجاجة من زجاجات حليب "هافلمي".

مزايا بيئية وصحية

معروف ان علماء البيئة يحمµلون البقر المسؤولية عن انبعاث 20% من غاز الميثان في جو الأرض على المستوى العالمي. وتأتي زراعة الرز في المرتبة الثانية بعد البقر من ناحية إطلاق غاز الميثان، ويسعى علماء البيئة إلى فلترة الأبقار والجمال، والتحول من زراعة الرز التقليدية إلى زراعة الرز بالطرق البيئية التي تطلق غاز ميثان أقل.

ومن الناحية الصحية، سبق لمجلة "الطبيب الألماني" ان نشرت تقريراً علمياً يتحدث عن علاقة محتملة بين التغذية على حليب البقر المبستر في الطفولة والإصابة بالتصلب العصبي المتعدد (MS) في سن متقدمة.

فقد تابع الباحثون من جامعة شانيا، في كريتا، طرق تغذية المواطنين هناك طوال30 سنة كي يتمكنوا من الربط بين المرض الخطير وحليب البقر المبستر.

وتوقع العلماء، حسب تقريرهم في مجلة "نيورولوجي"، أن تؤدي عملية بسترة حليب البقر إلى تفاعلات جانبية، تحدث تغييرات في تركيبة بروتينات الحليب، بما يعزز مخاطر الإصابة بالمرض.

أشار الباحثون إلى أن التجارب تثبت أن حليب الماعز أفضل واقرب إلى البشر من حليب البقر. ويحتوي الأخير على غليكوبروتينات يمكن ان تؤدي بسترتها إلى تفاعلات مختلطة.

وتؤدي هذه التفاعلات المختلطة إلى نشوء بروتينات تضر بمادة المايليلن، التي تحيط وتحمي الخلايا العصبية في اللبائن، وهو ما قد يؤدي إلى نشوء التصلب المتعدد.

ويمكن لللحليب النباتي أن يقلل من حالات الجلاد العصبي Neurodermititis التي يعتقد ان الحساسية من حليب البقر تفاقمها.

كتبت الدكتورة كريستينا بروير من جامعة هانوفر الطبية في مجلة "طبيب الأمراض الجلدية" التي تصدر في ألمانيا، أنّ 30% من حالات الجلاد العصبي عند الأطفال تفاقمها أو تتسبب بها بعض الأغذية التي منها حليب البقر.

تحدثت بروير عن 6 أسباب للجلاد العصبي عند الرضع. ويلعب حليب البقر الدور الأساسي في إصابة الأطفال الرضع بالجلاد العصبي يليه بيض الدجاج.

وتأتي الصويا وبروتينات القمح ثم السمك والفول السوداني في المراتب الأربعة المتبقية حسب التسلسل. 

وتوضح للباحثين من خلال الدراسة علاقةً بين الأغذية والجلاد العصبي عند الرضع والأطفال وأن هذه المواد الست مجتمعة مسؤولة عن 90% من حالات الحساسية المختلفة عند هذه المجموعة من الأعمار.