ناقشت صحف عربية وإقليمية ما وصفته بعلاقات الدوحة "المريبة" مع تل أبيب التي برزت إعلامياً مؤخراً بعد تصريحات رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي بأنه زار إسرائيل أكثر من عشرين مرة.

واتهم كتاب عدة الدوحة بفعل "كل الموبقات الدبلوماسية" من خلال علاقتها بتل أبيب، كما وصفت صحف سلوك قطر ﺑ ̕ المشين ̔.

بالمقابل، اتهمت صحف قطرية مهاجمي الدوحة بالاعتماد على "فبركات" الصحافة.

"جمباز سياسي"

يقول خالد شويل في موقع الخليج 365 الإماراتي: "أقر النظام القطري على لسان سفيره في فلسطين محمد العمادي بمساعدة الدوحة لإسرائيل على 'تجنب حرب أخرى في غزة ̔، معتبراً أن أموال الإغاثة للفلسطينيين التي تحولها بمباركة من واشنطن".

من جانبها، تقول البيان الإماراتية في افتتاحيتها: "النظام القطري لم يعد يشعر أنه يحكم دولة ذات سيادة، بل بات يرتمي في أحضان كل من يفتح له ذراعيه من أعداء الأمة العربية ومن القوى الخارجية، سواء إسرائيل أو إيران أو تركيا".

وتضيف الجريدة أن "عدم التوازن" القطري يعكس "مدى ضآلة النظام القطري ومدى إحساسه نفسه بهذه الضآلة، والذي يدفعه للارتماء في أحضان القوى المتناقضة، إمعاناً منه في ممارسة لعبة الجمباز السياسي".

أما تركي التركي فيقول في الاقتصادية السعودية: "بعد أعوام من المتاجرة العربية والإسلامية بالقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا تهرول الدوحة هذه الأيام بضغط من المقاطعة العربية الرباعية بالاتجاه المعاكس لكشف أوراقها المزدوجة على نحو غير مسبوق، لتقدم للقوى الدولية القربان الدبلوماسي تلو الآخر، كان آخرها تصريح محمد العمادي؛ سفير الدوحة في غزة، المقر بزيارات سرية متكررة لإسرائيل فاقت العشرين، مؤملاً استكمال هذه الزيارات بشكل علني".

"موبقات دبلوماسية"

يقول سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية: "قبل اثنين وعشرين عاماً رفع العلم الإسرائيلي في سماء العاصمة القطرية، والأسبوع الماضي سمحت قطر لإسرائيل بالمشاركة في بطولة العالم للكرة المدرسية، التي انطلقت الخميس بفريق للفتيان وآخر للفتيات، وفي السياق نفسه، أتى تصريح السفير القطري محمد العمادي لوكالة رويترز قبل أيام ليشرح كيف تدار علاقات بلاده مع تل أبيب، عندما قال إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014".

ويضيف: "يمكن القول إنه خلال أكثر من عقدين من الزمن فعلت الدوحة كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع إسرائيل".

تصف الخليج الإماراتية علاقات قطر ﺑ "الشائنة"، وتقول في افتتاحيتها: "تأبى قيادة دولة قطر إلا أن تكون كما هي، ترفض أن تتغير أو تتبدل. تصرّ على سلوك الطريق الوعر المشبوه. يتم ضبطها متلبسة بالإرهاب والعلاقات الشائنة مع العدو الإسرائيلي، والارتهان للخارج القريب والبعيد، والتآمر على الأشقاء والمقربين، ومع ذلك تركب رأسها وتتابع طريق السوء وعمى البصر والبصيرة، من دون الانصياع لطريق الحق والحقيقة والاستماع إلى صوت العقل".

السفير القطري في غزة محمد العمادي
AFP/Getty Images
السفير القطري في غزة محمد العمادي

"صحافة صفراء"

وهاجمت صحف قطرية من يوجهون اتهامات لقطر.

ونقلت الشرق القطرية عن السفير محمد العمادي قوله: "إن الصحافة الصفراء تواصل الفبركات ولكنها مع ذلك لن تُثني قطر عن مواصلة دعمها للشعب الفلسطيني وأهل غزة".

وحسب الصحيفة، فإن العمادي أكد على أن مهمة قطر في قطاع غزة "إنسانية لخدمة المواطن والإنسان الفلسطيني وليست ذات أهداف أو أجندات سياسية أو غيرها"، مشددا على أن "القيادة القطرية تدعم المصالحة وترفض الانقسام وتأمل بوحدة فلسطينية كاملة".

أما صحيفة القدس الفلسطينية فنقلت عن العمادي تأكيده على أن بلاده تتعرض "للضغوط السياسية" خاصة من قبل "دول الحصار" بسبب موقفها الداعم لغزة. كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن "هذه الدول تحاربنا محاربة شرسة في كل مكان ويحولون كل شيء إيجابي إلى سلبي عبر وسائل إعلام ويفبركون الأخبار ضد قطر التي أصبحت تمثل الأم الحنون للفلسطينيين خاصةً في قطاع غزة في ظل ما تقدمه للسكان من مساعدات".

ونشرت الصحيفة في خبر منفصل نصب لافتة جدارية ضخمة وسط ساحة الكتيبة في قطاع غزة تحمل صور الأمير القطري الشيخ تميم ووالده الشيخ حمد إضافة لصورة السفير القطري محمد العمادي. وذكرت أن ذلك يأتي "تعبيرا عن شكر اهالي قطاع غزة للمساعدات الاخيرة المقدمة من دولة قطر للقطاع".